واشنطن بوست: السنوار ما زال في غزّة ومصيره مرتبط بالأسرى

2024-02-28 15:06:35 أخبار اليوم/وكالات

 

  

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنّ رئيس حركة حماس في غزّة، يحيى السنوار، ما يزال في القطاع، خلافا لما أشاعه الإعلام الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بأنّ السنوار “هرب” إلى مصر، وأنّ هناك خلافات في داخل حماس بشأن الشخص الذي سيخلفه.

 

وعمد الاحتلال إلى بثّ تقارير تُنسَب إلى السنوار، يزعم أنّه عثر عليها في أنفاق ومراكز داخل القطاع.

 

وتتعلّق بـ”يقينه بحرب تحريرٍ كبرى خلال طوفان الأقصى”، للإيحاء بأنّ محور المُقاومة فرّط بهذه الفرصة.

 

وذلك لبثّ التفرقة بين المحور وحماس. كما نشر أخبارا عن تنقّل السنوار بين الأنفاق والمدن وانتقاله إلى سيناء المصرية.

 

مصير السنوار والأسرى

لكن حسب ما أوردت “واشنطن بوست”، فإنّ مسؤولين إسرائيليين أكّدوا أنّ السنوار في غزّة.

 

وذكرت أنّ مسألة اغتياله، مطروحة للنقاش في “إسرائيل”، إذ إنّ قتله -وفق ما ذكرت- “يعرّض الأسرى الإسرائيليين للخطر”.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأمريكيين وغربيين، قولهم إنّ تحديد موقع السنوار “قد لا يكون صعبا، من الناحية التكتيكية أو السياسية”.

 

لكن الصعوبة تكمن في “شنّ عملية عسكرية لقتله دون قتل أو إصابة العديد من الرهائن الذين يعتقد أنّه يتخذهم دروعا بشرية”.

 

وتتعارض هذه المخاوف مع التقارير الإسرائيلية التي أكّدت في وقت سابق، أنّ قوات الاحتلال قتلت عددا من أسراها في غزّة عمدا.

 

وقال مسؤول إسرائيلي كبير: “الأمر لا يتعلّق بتحديد مكانه، بل بالقيام بشيء ما” دون المخاطرة بحياة الرهائن.

 

ويُعتقد أنّ السنوار مختبئ في أنفاق أسفل مدينة خان يونس، الواقعة جنوب قطاع غزة.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إنّهم يتفقون مع تقييم الاحتلال بأنّ السنوار يختبئ في مكان ما تحت مسقط رأسه ويحيط نفسه بالرهائن.

 

ولعدة أشهر، قامت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية برسم خرائط لشبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة في محاولة لفهم النقاط الرئيسية في الشبكة والعثور على السنوار.

 

نفي هروبه إلى مصر

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنّ الجنود الإسرائيليين اكتشفوا أدلة على أنّ “السنوار ربما كان متقدّما عليهم بخطوة”.

 

وحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فقد عثر الجنود على ملابس السنوار، وعلامات على أنّه كان يكتب بخط يده، وحتى فرشاة أسنانه ربما استخدمها.

 

وفي الأيام الأخيرة، تكهّن بعض المسؤولين بأنّ زعيم حماس ربما انتقل على بعد بضعة أميال إلى رفح، على الحدود مع مصر، وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون علنا مزاعم الصحافة أنّ السنوار هرب عبر الحدود.

 

وفي حديثه للواشنطن بوست، اعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي ألون بينكاس أنّ “قتل السنوار سيكون بمثابة ممارسة للعدالة الخالصة”.

 

وقال: “إنّه في الواقع يستحق الموت أكثر من مرة، بالنسبة إلى الإسرائيليين فهو يمثّل الشر المتجسّد”.

 

ولكن قتله لن “يقضي” على حماس أو “يسقطها”، ولن يمثّل انتصارا، وسيكون ذلك بمثابة “انتقام مبرّر” من رجل واحد، وسيجعل الإسرائيليين يشعرون بوجود عدالة “لا أكثر ولا أقل”، حسب بينكاس.

 

وفي السر، أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن إحباطهم إزاء “هدف تدمير حماس”، الذي يرون أنّه “مطلق بلا داع”.

 

ويقولون إنّ الأمر الأجدى هو “إضعاف حماس بصفتها منظمة عسكرية، بقتل قادتها، إلى جانب عدد كاف من المقاتلين، بحيث لا تتمكّن أبدا من شنّ هجوم بحجم 7 أكتوبر مرّة أخرى”.

 

مصير السنوار

ويظل مصير السنوار حاسما بالنسبة إلى نتيجة الحرب. وقال مسؤول عربي إنّ “بعض المسؤولين المشاركين في المحادثات حول تسوية محتملة ناقشوا السماح للسنوار بمغادرة غزة والذهاب إلى المنفى”.

 

لكن ما زال غير واضح “ما إذا كان السنوار سيوافق وما هي الدولة التي ستكون على استعداد لقبول نفيه إليها”.

 

وفي حديثه لـ”واشنطن بوست”، قال ضابط سابق في الموساد -ما يزال على اتصال وثيق مع زملائه- إنّ “قتل السنوار ومساعديه كان مهما، ولكنه جزء واحد فقط من مطلب أوسع لتدمير القدرة العسكرية لحماس”.

 

وأكّد أحد الأشخاص المقرّبين من القيادة الإسرائيلية العليا أنّ “قتل السنوار لن ينهي الحرب، لكنه قد يعجّل بزوال حماس”.

 

وقال الشخص الذي لم تذكر “واشنطن بوست” اسمه، إنّ “قتل السنوار، سيشجّع المزيد من سكان غزة على التحدّث علنا وتحمّل المسؤولية من دون حماس”.

 

ومن شأن مقتل السنوار أن يقطع العلاقات الحيوية بين حماس وشبكتها الدولية، وفق المصدر ذاته.

 

وأضاف: “نحن نعلم بالطبع أنّ شخصا آخر سيحلّ محله، لكن ذلك سيؤدي إما إلى انقسام حماس وإمّا إضعافها بشكل كبير”، وقد يصف العديد من الإسرائيليين ذلك بأنّه انتصار.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد