“من سيناديني أبي؟”.. دموع رجل فقد 103 من أقاربه في حرب غزة

2024-02-28 15:03:18 أخبار اليوم/وكالات

  

تتدفّق الدموع بلا توقف من عيني أحمد الغفري، وهو يسترجع تفاصيل مقتل 103 من أفراد عائلته في غزة، بينما بقي عالقا في الضفة الغربية، بعيدا عنهم.

 

وما يزال أحمد الذي فقد زوجته وبناته الثلاث، إضافة إلى أمه و4 من إخوته وأفراد آخرين من عائلته الممتدة، يحاول استيعاب الفاجعة غير قادر على تصديق ما حدث: “أشعر كأنني في حلم. وما زلت لا أستطيع أن أصدق ما حدث لنا”.

 

وكان أحمد يعمل في موقع بناء في تل أبيب عندما بدأت عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر الماضي، ولم يتمكن من العودة إلى زوجته وبناته تالا ولانا ونجلاء بسبب الحرب التي تلت ذلك، والحصار العسكري الذي فرضه الاحتلال على القطاع.

 

في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية التي وثقت مأساة المواطن الفلسطيني، قال الغفري إنه بقي على تواصل شبه يومي مع أسرته، حتى الثامن من ديسمبر الماضي، صباح يوم الهجوم الذي استهدف منزل عمه، حيث تحدث إلى زوجته التي “كانت تعلم أنها ستموت”، يضيف: “طلبت مني أن أسامحها على أي شيء سيئ ربما فعلته بي، أخبرتها أنه لا داعي لقول ذلك، وكانت تلك آخر مكالمة بيننا”.

 

عقب ذلك استهدف قصف كبير لطيران الاحتلال المنزل الذي كان يأوي العشرات من أفراد عائلة أحمد الغفري، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 شخص، وبعد مرور أكثر من شهرين، ما تزال جثث بعضهم عالقة تحت الأنقاض.

 

خلال الأسبوع الماضي، مرت ذكرى ميلاد ابنة أحمد الصغرى، نجلاء التي كانت ستبلغ الثانية من عمرها، والتي يستحضر صورتها بألم، ووجهه تحت الدموع، بلا حراك.

 

بعد عودته من داخل ما يعرف بالخط الأخضر، ما يزال أحمد عالقا في أريحا بالضفة الغربية، ولم يتمكن من زيارة أقاربه، يتساءل باستنكار “ماذا فعلت لأحرم من أمي وزوجتي وأولادي وإخوتي؟ لقد كانوا جميعا مدنيين”.

 

وكان أحد أقارب أحمد من الناجين، حامد الغفري قد تحدث إلى “بي بي سي”، مبينا أنه عندما بدأ القصف الإسرائيلي، نجا أولئك الذين فروا إلى أعلى التل، واستشهد أولئك الذين احتموا بالمنزل.

 

وأضاف حامد: “لقد كان حزاما ناريا، كانت هناك غارات على المنازل الأربعة المجاورة لمنزلنا. كانوا يضربون منزلا كل 10 دقائق”.

 

وتابع: “كان هناك 110 أشخاص من عائلة الغفيري، أطفالنا وأقاربنا، لقد استشهدوا جميعا باستثناء عدد قليل منهم”.

 

ويقول الناجون من القصف، إن أكبر الضحايا سنا، جدة تبلغ من العمر 98 عاما، فيما كان أصغرهم، طفل ولد قبل تسعة أيام فقط.

 

وتحدث قريب آخر، وهو ابن عم أحمد الغفري عن وقوع انفجارين كبيرين ناجمين عن غارة جوية، مشيرا إلى أنه “لم يكن هناك أي تحذير مسبق”.

 

وأضاف: “لو لم يكن بعض الناس قد غادروا هذه المنطقة بالفعل، لكانت حصيلة الشهداء أكبر بكثير”، مضيفا أن “القصف دمر منطقة سكنية بأكملها.”

 

وقال حامد الغفري، إن الناجين عملوا حتى الساعات الأولى من الصباح على انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

 

وبعد مرور شهرين ونصف، ما يزال أفراد العائلة الناجون يحاولون الوصول إلى بعض الجثث المدفونة تحت الأنقاض، حيث قامت الأسرة بجمع المال لاستئجار حفار صغير لإزالة الأنقاض.

 

وأشار أحمد لبي بي سي: “لقد انتشلنا أربع جثث الاثنين الماضي، بما في ذلك زوجة أخي وابن أخي محمد، لقد ظلا تحت الأنقاض لمدة 75 يوما”.

 

وكانت “بي بي سي” قد تواصلت مع قوات الاحتلال للتعليق على استهداف منزل عائلة أحمد الغفري بغارات جوية، حيث زعم الاحتلال أن “القوات اتخذت الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين في الحرب مع حماس”.

 

وخلال الأيام التي سبقت قصف منزل العائلة، اندلعت عدة معارك بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال في منطقة الشجاعية، على بعد بنايات قليلة جنوب منزل الغفيري.

 

وزعم الاحتلال بتاريخ 9 ديسمبر، أنه “حدد عددا من الإرهابيين المسلحين بصواريخ مضادة للدبابات” يقتربون من قواته في الشجاعية، ما دعا إلى توجيه ضربة بطائرة هليكوبتر عليهم.

 

وفي أريحا، ما يزال أحمد يتصل أحيانا بأقاربه الباقين على قيد الحياة في غزة. لكن بعد أشهر من بقائه محاصرا بعيدا عن منزله، لم يعد متأكدا من رغبته في العودة، يقول: “لقد تحطم حلمي في غزة”.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد