قالت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة إن الاستخبارات الأمريكية قيّمت “بثقة منخفضة” اتهامات دولة الاحتلال لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بشأن مشاركة بعض موظفيها في عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر الماضي.

وكان الاحتلال قد اتهم في وقت سابق من هذا العام، 12 موظفا في الأونروا بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر إلى جانب حماس.

وزعم أيضا أن 10% من جميع العاملين في الأونروا ينتمون إلى حماس.

ودفع هذا الاتهام المفاجئ العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى قطع التمويل عن الوكالة.

وكانت هذه التمويلات وسيلة حاسمة لإيصال المساعدات إلى غزة، فيما وُصف على نطاق واسع بأنه أزمة إنسانية.

لا أدلّة على اتهامات الاحتلال

ونقلت الغارديان عن صحيفة أمريكيّة، قولها إن تقرير المخابرات، قيم “بثقة منخفضة” أن مجموعة من الموظفين شاركوا في الهجوم.

وبيّنت أنه لم يتمكن من تأكيد صحة الاتهامات بشكل مستقل.

وقالت الصحيفة إن التقرير، الذي صدر الأسبوع الماضي، ذكر أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن الوكالة دخلت في شراكة مع حماس.

على الرغم من أن الأونروا تنسق مع حماس من أجل تقديم المساعدات والعمل في المنطقة.

وأضافت أن تل أبيب “لم تشارك المعلومات الاستخبارية الخام وراء تقييماتها مع الولايات المتحدة“.

كراهيّة الاحتلال للوكالة وراء الاتهامات

وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى كراهية دولة الاحتلال تجاه الأونروا، حسب ما قال مصدران مطلعان للصحيفة.

وقال أحد المصادر: “هناك قسم محدد يذكر كيف يعمل التحيز الإسرائيلي على تشويه الكثير من تقييماتهم للأونروا، ويقول؛ إن هذا أدى إلى تشويهات“.

يذكر أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية، قال في جانفي إن الاتهامات الإسرائيلية “ذات مصداقية عالية للغاية“.

وقام رئيس الوكالة بفصل تسعة من الموظفين المتهمين، وقال إنه اتّبع “الإجراءات القانونية الواجبة العكسية” في القيام بذلك.

تحقيق الوكالة

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، في مؤتمر صحفي في القدس في وقت سابق من فبراير، إنه لم يحقق في الأدلة قبل إطلاق النار.

وأضاف: “كان بإمكاني إيقافهم عن العمل، لكنني طردتهم. والآن لدي تحقيق”.

وتابع: “وإذا أخبرنا التحقيق أن هذا كان خطأ، ففي هذه الحالة سنتخذ قرارا في الأمم المتحدة بشأن كيفية تعويضهم بشكل صحيح“.

ويوم الأربعاء، قال لازاريني لصحيفة “هآرتس”: “إن الوكالة تطلب من دولة الاحتلال التعاون الكامل لتقديم الأدلة إلى فريق التحقيق“.

وفي إشارة إلى مزاعم الاحتلال، قال لازاريني: “قرأت في الصحف حوالي 190 أو 1200 [موظف] لم يتم إخطارنا [عنهم]…”.

وأضاف: “ليس لدينا هذه المعلومات لا نعرف من أين تأتي هذه المعلومات، ولا نعرف إذا كانت تقديرية. ولا نعلم ما إذا كانت مجرد تكهنات“.

ومع نزوح حوالي مليوني فلسطيني قسرا بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر، لجأ غالبية الناجين إلى رفح.

وبينما يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والمساعدات الطبية، حذرت الأمم المتحدة من كارثة صحية عامة تلوح في الأفق.

وماتزال 4 فقط من عيادات الأونروا ومراكزها الطبية في مختلف أنحاء غزة تعمل.