أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الأربعاء 21 فبراير، أنّ الوضع في قطاع غزة “لا إنساني” ويستمرّ في التدهور، بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على اندلاع العدوان، موضحا أنّ “قطاع غزة أصبح منطقة موت”.

وقال غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف: “في أيّ عالم نعيش؟ عندما لا يمكن للناس الحصول على الغذاء والماء أو عندما لا يتمكّن أشخاص عاجزون حتى عن المشي من الحصول على الرعاية؟، “في أيّ عالم نعيش عندما تتعرّض الطواقم الطبية لخطر القصف أثناء قيامها بعملها؟ في أي عالم نعيش حين تضطرّ المستشفيات إلى إغلاق أبوابها لأنه لم يعد هناك كهرباء أو دواء لإنقاذ المرضى ولأنها أهدافًا للجيش؟”.

وأشار إلى أنّ مستويات سوء التغذية الحاد في قطاع غزة ارتفعت بشكل كبير منذ بداية الحرب، من أقلّ من 1% إلى أكثر من 15% في بعض المناطق.

وقال: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن! يجب إطلاق سراح الرهائن، ويجب أن تتوقّف القنابل عن التساقط، ويجب أن يكون الوصول إلى المساعدات الإنسانية ممكنا، يجب أن تسود الإنسانيّة”.

ودفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر 2,2 مليون شخص إلى شفير المجاعة وثلاثة أرباع السكان في القطاع المدمر إلى النزوح، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن أمس الثلاثاء، وقف تقديم المساعدات الغذائية الحياتية إلى شمال غزة بسبب عدم توفّر الظروف الأمنية للعمل هناك.

وقال البرنامج الأممي في بيان: “لم نتخذ قرار وقف تسليم المساعدات لشمال قطاع غزة باستخفاف”، مؤكدا أنه مدرك حجم خطر الموت الذي يهدد الفلسطينيين هناك.

وكانت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قد دعتا إلى فكّ الحصار الإنساني عن القطاع وإنقاذ الفلسطينيين من المجاعة.

كما طالبت الجامعة العربية دول العالم بدفع الاحتلال نحو إيقاف حرب التطهير العرقي التي يمارسها.

ويتواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة لليوم الـ138 على التوالي، في ظل تصاعد مجازر الاحتلال بحق النازحين على امتداد القطاع، وفرض حالة التجويع الشديد.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 29313 شهيدا، و69333 جريحا منذ 7 أكتوبر 2023.

ويواصل الاحتلال حصاره مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ومنع نقل المرضى والمصابين من المكان، وتحويله إلى ثكنة عسكرية، بعد اعتقال عدد كبير من أفراد طاقمه الطبي، من بينهم مدير المجمع.