كابوس لا ينتهي.. موقع ميديا بارت يروي قصص نساء من غزة

2024-02-20 20:19:01 أخبار اليوم - متابعات

  

تعاني آلاف النساء من وطأة عدوان الاحتلال، سواء لكونهن ضحايا، أو بسبب انعدام فرص الوصول إلى خـدمات الرعاية الطبية، مع استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والقصف المستمر، فاتّخذ الاعتداء على حقوقهنّ أبعادا جديدة.

وقد أجبر العدوان، وفق الأمم المتحدة، زهاء مليون امرأة وفتاة على مغادرة منازلهن، بعد أن رمت بهن قذائف الحرب في شقق مكتظة أو في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو في خيام، أو حتى في أروقة المستشفيات التي أصبحت أيضا مخيّمات للنازحين.

ومثلت النساء في غزة غالبيّة الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا، أو أجبروا على ترك حياتهم بأكملها بسبب أهوال الحرب، حسب الأمم المتحدة.

في هذا السياق رصد موقع “ميديا بارت” الفرنسي قصص أمهات في قطاع غزة عانين ويلات الحرب وعشن كابوسا تراكمت وطأته وفظائعه في ذاكرتهن.

وانطلق الموقع، في تقرير سيلين مارتيليه، من قصّة فيروز (اسم مستعار)، وهي أرملة شابة كانت تعيش في مدينة غزة، في شقة في الطابق العلوي من مبنى قريب من البحر، انتهت بها الحرب إلى العيش وحيدة مع ابنتها بعد استشهاد زوجها في غارة جويّة إسرائيلية.

وأكّدت فيروز في رسالة صوتية من رفح في جنوب قطاع غزة، أن ابنتها تفتقد والدها كثيرا، قائلة: “ابنتي ما تزال صغيرة، صحيح أنها لا تتكلم، لكنها تكرر “بابا. بابا” بمجرّد أن ترى شيئا تحبه”.

وأضافت: “من الصعب جدّا أن تكوني أمّا شابة، لأنّ الحرب تأخذ كل طاقتك، الخوف من فقدان طفلتي في غارة جويّة يشلّ أعصابي، كيف سنخرج من هذه الحرب نفسيا؟ إنهم يدمرون صحتنا العقلية”.

وكحال العديد من النساء ضحايا القصف في غزة ترجو فيروز أمنية واحدة قائلة: “إذا مت أريد شيئا واحدا فقط، ألا أكون مجرد رقم. على العالم أن يعرف أنّنا في غزة لدينا جميعا قصص”.

وفي خيمة بالنصيرات وسط قطاع غزة تروي نور، وهي أم لثلاثة أطفال، مأساة أخرى من مآسي النساء الحوامل، معبّرة عن قلقها بشأن ولادتها في ظلّ انهيار الوضع الصحّي في غزة، فكلّما طال أمد الحرب، زاد الضغط على المستشفيات التي ما تزال تعمل، لأن جرحى الغارات يتدفقون في وسط هذه الفوضى، وتأتي النساء للولادة.

وتتساءل نورا: “كيف سأتمكّن من الرضاعة الطبيعيّة؟ أين سأجد الحفاظات؟ فقد أطفالي الكثير من الوزن. لا يمكن العثور دائما على مياه الشرب، لكن لا خيار، هكذا نعيش الآن”.

من جهته يقول الطبيب مروان ناصر، مدير مستشفى العودة بالنصيرات إنّ ” جناح الولادة بالمستشفى استقبل، منذ بداية الحرب، 2739 طفلا، ففي كلّ يوم، تصل حوالي 50 امرأة. كان على الأطباء إجراء ما يقرب من 950 عملية قيصرية طارئة”.

وبعد ساعات قليلة من الولادة، يجب على الأمهات والأطفال مغادرة المستشفى والعودة إلى الخيام حيث الظروف الصحية كارثية، وبين النساء من لا يتمكن من الوصول إلى المستشفيات ويلدن في الأماكن التي لجأن إليها.

ورغم المساعدات التي قد تمنح بصيص أمل وتمكّن نورا من إطعام أطفالها، إلاّ أنّ الطرود الغذائية التي تدخل القطاع بكميات ضئيلة تبقى غير كافية، ويتم توزيع معظمها في مدينة رفح المكتظة بالسكان، ولا يصل منها إلاّ القليل جدا إلى النصيرات.

وتعجّ وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو يبثّها الفلسطينيّون من قطاع غزة، تُظهر النساء في كلّ مكان، في المستشفيات بجانب أسرّة أولادهنّ الملطّخين بالدماء، وفي الطرقات يحملن أطفالهن وقت الفرار، وفي الخيام يصنعن الخبز أو يغسلن الملابس.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة، الإثنين 19 فبراير، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 29092 شهيدا و69028 مصابا، منذ انطلاق عدوان الاحتلال أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة في بيان، إنّ الاحتلال ارتكب 9 مجازر راح ضحيتها 107 شهداء و145 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقالت منظمة العفو الدولية، الإثنين إنّه يجب على العالم أن يدرك أن إنهاء الاحتلال هو شرط مسبق لوقف انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة في فلسطين، مشيرة إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أطول احتلال عسكري ومن بين الأكثر فتكا في العالم.

ويشير موقع “ميديا بارت”، رغم كلّ الانتهاكات الفظيعة والجرائم الإنسانية المرتكبة، إلى أن الولايات المتحدة تهدّد بمنع إجراء تصويت جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، طلبت الجزائر التصويت عليه صباح اليوم الثلاثاء.

                  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد