إغلاق “الأونروا” حلم الاحتلال لقبر ملف اللاجئين إلى الأبد

2024-02-07 06:32:55 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

 

  

جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطالبته إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

 

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أنّه قال أمام وفد من الأمم المتحدة: “حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنّه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا”.

 

وأضاف: “تسعى إلى الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين. لا بدّ أن نستبدل وكالات أخرى بالأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى بالأونروا إذا أردنا حل مشكلة غزة مثلما نخطّط أن نفعل”.

 

“الأونروا” كابوس الاحتلال

كشف تقرير لـ”ميدل إيست مونيتور”، أنّ الهجوم الذي شنّه الاحتلال على “الأونروا” لم يكن اعتباطيا وإنّما كان مدروسا، في ظلّ رغبة الاحتلال من أبرز عائق يحول دون تهجير اللاجئين الفلسطينيين.

 

ووفق التقرير “لم يكن مفاجئا أن نرى الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يعلّقون تمويلهم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، حيث أنّهم جميعا متورّطون بطريقة أو بأخرى في الحرب ضد الفلسطينيين في الشرق الأوسط”.

 

ويقول التقرير: “غزة إلى جانب دولة الاحتلال الصهيوني. إنّهم إما يقدّمون الأسلحة – الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا – أو الدعم السياسي واللوجستي – كندا وأستراليا وإيطاليا واليابان وهولندا – وجميعهم متواطئون في الإبادة الجماعية التي تتكشّف”.

 

ولم تكن المرّة الأولى التي يتم فيها استهداف المنظمة الإنسانية، وخلال فترة ولاية دونالد ترامب، أوقفت الولايات المتحدة أيضا تمويل الأونروا عام 2018، وحجب 300 مليون دولار وادّعت أنّ الوكالة حسبت عدد اللاجئين الفلسطينيين بشكل غير صحيح، وأنّ معظمهم يعيشون في بلدان أخرى حيث يتمتّعون بالاستقرار والازدهار.

 

ووفق التقرير، فقد جاء هذا الادّعاء مباشرة من كتاب قواعد اللعبة الصهيونية. لكن الهدف الحقيقي من ذلك الخفض كان إلغاء حق العودة الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية من خلال “صفقة القرن” التي أعدّها ترامب للفلسطينيين والعرب.

 

ردّ فعل على قرار محكمة العدل الدولية

 

يُعتقد أنه كان من المهم أن يتم الإعلان عن المزاعم الإسرائيلية التي استند إليها تعليق التمويل في نفس اليوم الذي أصدرت فيه محكمة العدل الدولية حكمها، الذي أشارت فيه إلى احتمال قيام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

 

كما طالبت المحكمة الاحتلال باتخاذ إجراءات لوقف الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية خلال شهر.

 

كما أن هناك رغبة واضحة في إغلاق الوكالة ليُغلق ملف اللاجئين إلى الأبد… لقد كانت هذه رغبة بنيامين نتنياهو لسنوات عديدة.

 

وعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية، وثّقت الأونروا جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها الاحتلال في غزة والضفة الغربية، الأمر الذي أثار حالة من الذعر داخل دولة الفصل العنصري.

 

ومن هنا جاء الادعاء بأن 12 من أصل 13,000 موظف في الأونروا في غزة كانوا متورطين مع حماس في 7 أكتوبر، وفصلت الهيئة تسعة منهم تعسفياً على الفور.

 

” الأونروا”.. شريان حياة

تأسست الأونروا في 8 ديسمبر 1949، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302، بعد عام من اغتصاب أرض فلسطين؛ تم تطهير 750.000 من سكانها الأصليين عرقيا؛ وأقام الصهاينة دولتهم على الأرض الفلسطينية: تلك كانت النكبة.

 

ومنذ ذلك الحين، طُرحت أسئلة كثيرة حول هدف الأمم المتحدة من إنشاء الأونروا، وجهودها في تنفيذ مشاريع لتوطين اللاجئين في المجتمعات التي يعيشون فيها خارج فلسطين (مخيّمات اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان).

 

وفشلت هذه المشاريع لأن بعض الفلسطينيين تمسّكوا بأرضهم على الرغم من وحشية الدولة الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية.

 

وعادت مثل هذه المشاريع إلى الظهور بعد اتفاقات أوسلو الملعونة في التسعينيات، لكنها فشلت مرة أخرى بسبب ما سموه “عملية السلام”.

 

ومع ذلك، فمن الصحيح أنّ الأونروا لعبت دورا رئيسيّا بالنيابة عن اللاجئين الفلسطينيين… تقدّم الأونروا الخدمات الأساسية للفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها.

 

ولهذا السبب من المهم أن يتصدّى العالم الحر لمحاولة الانتقام من الأونروا واستهداف موظفيها، سواء بالقتل أو الاعتقال، بما في ذلك الطواقم الطبية من الأطباء والممرضين والمسعفين.

 

وقد قتل الاحتلال ما لا يقل عن 130 من موظفي الأونروا في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية. وهذه كارثة أخرى تجاهلها العالم، مما يعزّز قدرة الاحتلال على التصرف دون عقاب.

 

لقد كانت الأونروا منذ نشأتها رمزا ودليلا على مؤامرة كبرى ضد فلسطين وشعبها. واليوم، وبينما تقوم الولايات المتحدة و15 من حلفائها بتعليق تمويلها للأونروا، والذي يمثل حوالي 90% من إجمالي دخل الوكالة، فإنّهم متواطئون في الجهود الرامية إلى تصفية قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة المشروع لأكثر من سبع سنوات.

 

كما أنهم شركاء في القضاء على القضية الفلسطينية، وبالتالي تمكين الاحتلال من مواصلة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

 

لقد لعبت الأونروا دورا أساسيا في تعزيز صمود الفلسطينيين ورفضهم الخضوع للحكام الأمريكيين والصهاينة. إنّ الحرب على الوكالة ما هي إلا جزء من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى تفكيك الوكالة ما هي إلا جزء من الدعوة لإخضاع الشعب الفلسطيني وإلغاء حقه في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال.

 

إنّ الفلسطينيين ملتزمون بالبقاء في أرضهم، بغض النظر عن عدد القتلى والجرحى الذين تقتلهم آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية وعشرات الآلاف منهم، وعلى الرغم من تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات.

 

ومع ذلك، سيأتي يوم الحساب، وستقف الولايات المتحدة وحلفاؤها في قفص الاتهام إلى جانب الاحتلال.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد