قيادي في الميليشيا الحوثية يكشف المخطط الحوثي الذي يراد فرضه على اليمن

2023-06-04 06:34:21 أخبار اليوم/ الصحوة نت

 

  

"لا ديمقراطية ولا حزبية ولا جمهورية، فقط القائد المقدس والشعب التابع"، هكذا تحدث القيادي في ميليشيا الحوثي الإرهابية "يوسف الفيشي"، مؤكدا سعي جماعته للتخلص من التعددية والاستغناء عن حق الشعوب في اختيار حكامها، وفرض نظام قائم على ملكية اليمنيين لزعيم الانقلابيين، واستشهد على ذلك بإمبراطور اليابان، والملكة أو الملك في بريطانيا.

القيادي الحوثي المكنى "أبو مالك"، أضاف في مقطع مصور نشره على حسابه في تويتر، أن الشعب يجب أن ينقاد ويطيع عبد الملك الحوثي الذي قال إنه "شخصية مجمع عليها لا يجوز منافسته أو مناقشته" في محاكاة لنظام ولاية الفقيه في طهران، دون الإفصاح عن ذلك صراحة، مع التأكيد على إسقاط النظام الجمهوري والدولة القائمة على مؤسسات تخدم الشعب، وتحويلها إلى شعب يخدم فخامة "القائد والسيد والزعيم وسلالته العنصرية".

وأثار الفيديو موجة انتقادات واسعة للقيادي الحوثي ومشروع جماعته الطائفي والعنصري، بما في ذلك انتقادات من داخل صفوف الجماعة والمحسوبين عليها من الأحزاب والقوى السياسية.

وفيما استغرب الكثير الحديث هكذا وقاحة وصراحة عن مشروع الميليشيا الذي يراد فرضه على اليمن، لم يستغرب الباحث في الشؤون الايرانية عدنان هاشم، تصريحات الفيشي، وقال إنها "شيء متوقع من جماعة قامت بانقلاب وفرضت نفسها وصي على اليمنيين".

وأضاف الباحث هاشم في تصريح خاص للصحوة نت، إن ما قاله الفيشي، "تأكيد على أن ما حدث في سبتمبر ٢٠١٤ هو انقلاب على العمل السياسي وعودة مكتملة الأركان للإمامة وللكهنوت في اليمن".

وأوضح أن هذا "انسجام مع التوجه الإيراني، وتأكيد لعقيدة الجماعة المسلحة الطائفية بالحكم الإلهي منذ اليوم الأول لتأسيسها قبل أكثر من عقدين".

وأكد الباحث عدنان هاشم، أن جماعة الحوثي "لن تقبل بأي شراكة من أي نوع أو تنافسية سياسية، وتريد أن تكون هي الحكومة والسلطة وحدها دون غيرها".

إمامة الكهنوت المقدس

واعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حديث الفيشي، بمثابة "إعلان واضح لانتهاء النظام الجمهوري والتعددية والسياسية والعودة إلى نظام الحكم الإمامي الكهنوتي، والمستنسخة من فكرة الولاية الخمينية"، حسب ما تسعى الجماعة.

وقال السفير محمد جميح، في تغريدة، "طلع المفكر الكهنوتي يوسف الفيشي يقول لليمنيين إن الله اختار شخصية مقدسة هي عبدالملك الحوثي من أجل أن يكون "صمام أمان" لهم!. وقال إن البريطانيين تتحكم فيهم أسرة وإنهم لم يرفضوا أن تحكمهم هذه الأسرة لمدة ألف سنة؟".

وتساءل متهكماً ""لماذا إذن لا نرضى بحكم أسرة الحوثي ألف سنة؟!"، مضيفا "أن الفيشي يقول إن حكم الحوثي ليس فيه عصبية ولا مذهبية ولا مناطقية! أليس من العصبية القول إن حكم اليمن محصور في سلالة بعينها بأمر إلهي؟! أليس من المناطقية أن يتولى المناصب المؤثرة سلاليون من صعدة تحديداً؟ أليس من المذهبية تفجير مساجد ودور قرآن لمجرد أنها تتبع مخالفيهم مذهبياً؟!".

وأكد الصحفي همدان العليي أن "السلالي يوسف الفيشي لم يقل الحقيقة كاملة.. حاول حصر القضية في ثنائية الشعب وقائد السلالة، لكن الحقيقة أن ما يتم فرضه هو شعب مقابل عرقية".

وأضاف: "كل شخص ينتمي لهذه العرقية يعتبر ملكا وقائدا وسيدا في منطقته ووزارته ومؤسسته. لهم المناصب والأموال والتجارة والأراضي... إلخ".

وانتقد السفير والبرلماني السابق فيصل أمين أبو رأس، حديث الفيشي، وقال "عبدالملك الحوثي مواطن له كامل حقوق المواطنة ويمنحه دستور الجمهورية حق الترشح لأي موقع يطمح إليه. ملك بريطانيا وإمبراطور اليابان ارتضتهم شعوبهم وهي من تقرر بقاؤهم من عدمه. تقديس الأشخاص عمل غير صالح يضعف وحدة الوطن".

وأضاف أبو رأس: إمبراطورية اليابان ومملكة بريطانيا دستوريتان موقعهما رمزي وكرنفالي يداعب الماضي لا يهشان ولا ينشان ومصروفهم يحدده الشعب أو يحجبه وإذا ما قرر خلعهما فعل ... الإمبراطور والملك ولا هما بشر بينما أصحابنا -هداهم الله- يصرون على أن عبدالملك اصطفاه ولاه الله".

وغرد نشطاء آخرون منتقدين ومتهكمين وساخرين، مؤكدين أن الشعب اليمني يرفض كل أشكال التبعية ومزاعم الاصطفاء والحق اللاهي، مشيرين إلى أن القيادي الفيشي هو أحد أبرز أذرع الحرس الثوري الإيراني في اليمن، ويعمل من أجل استنساخ ولاية الفقيه في اليمن، إضافة إلى ما نسب إليه من جرائم حرب وانتهاكات وتصفية قيادات داخل الجماعة نفسها.

والفيشي، هو المطلوب رقم 23 ضمن قائمة الـ 40 إرهابيًا حوثيًا، من قِبل تحالف دعم الحكومة الشرعية، وهو أحد المتهمين بالمشاركة في تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو من قام بتهجير السلفيين من دماج في صعدة عام 2013.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد