ترتكب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران انتهاكات صادمة للحق في الحياة من خلال حرمان السجناء المرضى عمدا من الرعاية الصحية المنقذة للحياة في سجن الصالح الموت بالتعذيب أو بالإهمال الطبي

ويشكل "سجن الصالح" أحد أهم المعتقلات التي أنشأتها الميليشيا الحوثية عقب تمردها وسيطرتها على العديد من المناطق بما فيها تعز خلال ما بين أواخر 2014 وعام...

ويتكون سجن الصالح بحسب منظمة سام من 20 مبنى قسمته ميليشيا الحوثي لخمسة فروع، الأول سجن الأمن القومي، والقسم الثاني السجن الوقائي، والثالث سجن الأمنيين، والرابع سجن العسكريين، والخامس سجن الأمن السياسي، وهي تسميات درج ميليشيا الحوثي على إطلاقها أمام لجان التفاوض التي تسعى للإفراج عن المعتقلين فيه، لكن هناك أسماء أخرى يتداولها السجانون طائفية وحسب تصنيفات القيادات الحوثية المشرفة على السجن.

وفي الصفقة الأخيرة التي تمت بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي لم يتم الإفراج من هذا السجن وفق مصادر حقوقية إلا ثمانية مختطفين فقط من سجن الصالح تم الإفراج عنهم في تلك الصفقة، وهُمش الكثير منهم، الأمر الذي زاد من قلق أهاليهم الذين ظلوا سنوات عدة يحلمون باللقاء بأبنائهم المسجونين.

فيما لا يزال المئات من المختطفين يقبعون خلف القضبان في سجن مدينة الصالح، رغم صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، في أبريل 2023، وأفرج عن المئات من الأسرى من الطرفين.

واختطفت ميليشيا الحوثي واعتقلت المئات من المدنيين، منذ تمردها المشؤوم في سبتمبر من العام 2014 م، وتنوع المختطفون فمنهم المهندسون والصحفيون والأكاديميون والعمال والطلاب وكانت التهم التي تم إلصاقها بهم غير حقيقية.

ووثق تقريرا حقوقيا صادرا عن رابطة أمهات المختطفين عن أن ميليشيا الحوثي اختطفت 956 شخصا، منهم 60 طفلا، وتعرض 850 منهم للإخفاء القسري داخل سجن الصالح، إضافة إلى توثيق 714 مختطفا تعرضوا للتعذيب الجسدي، وتعرض 860 منهم للضرب وسوء المعاملة مشيرا إلى وفاة 7 مختطفين حيث تنوعت أسباب الوفاة بين التعذيب والإهمال الطبي.

وتحولت السجون ومراكز الاعتقال في العديد من المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي إلى معتقلات أشبه بالأنظمة القمعية والديكتاتورية في دول مستبدة وأعادت لليمنيين ذكريات العهد الإمامي.

شهادات حية

وذكر أحد السجناء المفرج عنهم إنه تم اعتقاله بتاريخ 15/6/2016، وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة في سجن مدينة الصالح، حيث كان السجانون يقومون بضربه بالسلاسل الحديدية حتى تسيل الدماء.

وأضاف:“ كانوا يدخلون علينا بعد الساعة الحادية عشرة ليلا ونحن نيام، ويقومون بضربنا دون أي سبب، ويضعون أقدامهم على رقابنا.

وأشار إلى أن الأمراض الجلدية، تفشت بين المساجين والمختطفين وذلك بسبب عدم النظافة، وقلة المياه،

وأكد أن السجناء كانوا يستخدمون ملابسهم لتصفية هذه المياه، وهو ما أدى إلى إصابة العديد منهم بالفشل الكلوي وغيره من الأمراض، بحسب رابطة أمهات المختطفين.