كشف أمين عام نقابة المهندسين عبدالله الغيلي عن مشهد صورا للمهندس عبدالله المروني، في مجال الطرق وقد أصبح يعمل في غسل السيارات نتيجة الأوضاع الناجمة عن سيطرة تنظيم ميليشيا الحوثي الإرهابي على العاصمة صنعاء.

ونشر الناشط والمهندس فؤاد الفتاح عن المشهد في صورة مؤلمة لأحد المهندسين الذي كان يعمل مهندس طرقات وأحد خريجي تركيا أنقرة واحدا من كبار المهندسين اليمنيين، له تاريخ مهني حافل بالعطاء والعمل، في ذاكرته الكثير من القصص والحكايات وفي تاريخ حياته المهني مئات الإنجازات والأعمال التي قدمها طوال حياته المهنية.

وقال فؤاد الفتاح إن المهندس يعمل في منطقة حده بالعاصمة صنعاء وتحديدا جوار هيبر شميلة بجانب الشجرة الكبيرة توقفنا بسيارة المهندس عبدالله الغيلي أمين عام نقابة المهندسين اليمنيين، وإذا بشخص يمسك بيده منشفة ويطلب منا السماح له بأن يغسل وبنظيف السيارة مقابل (500) ريال.

وأضاف بدافع الفضول حاولنا التعرف عليه والحديث معه، لكن كانت المفاجأة والصدمة التي لم نتمالك عندها حالنا سوى أن الدموع كانت أقرب للتعبير عن مشاعرنا نحوه، وعن ما وصلنا إليه من حال يكاد يلامس الجميع.

لم يتوقع منا ومنكم أحد أن الذي طلب غسل وتنظيف السيارة، هو أحد أبناء المهنة الهندسية وهو بهذا العمر وذلك الحال الذي تدمى له القلوب قبل العين.

إنه المهندس عبد الله المروني مهندس طرقات خريج تركيا أنقرة واحدا من كبار المهندسين اليمنيين، له تاريخ مهني حافل بالعطاء والعمل، في ذاكرته الكثير من القصص والحكايات وفي تاريخ حياته المهني مئات الإنجازات والأعمال التي قدمها طوال حياته المهنية.

لم يدرك المهندس عبد الله المروني أن الحياة ذات يوم ستقذفه على قارعة الطريق وبين الأرصفة، وان واقع الحال وضنك العيش سيجبره مكرها للعمل على غسل وتنظيف السيارات من أجل تأمين لقمة عيشه له ولأسرته.

كانت لحظة فارقه وصعبة عند التعرف عليه، شعرنا بالألم الكبير وانتابتنا غصة في قلوبنا من الصعب تجاوزها من هول الصدمة وتحسرنا على واقع مكلوم ناتج الأوضاع التي وصل لها المهندس اليمني.

وهنا نوجه دعوة لكافة أبناء المهنة الهندسية لتفقد بعضهم البعض وتلمس حوائج زملاء المهنة، وتقديم العون والمساعدة لهذا المهندس الذي يستحق من الجميع العون والدعم الإنساني.

كما أننا لن ندعو الجهات المختصة كوزارة الأشغال مثلا أو المؤسسات التابعة لها، كوننا نعلم أن موارد صندوق الطرق تتحكم فيه وزارة المالية.. كل شيء يورد إلى حساب وزارة المالية.. وإن صندوق الطرق يعمل من دون سياسة.. من دون أولويات.. من دون ترتيبات.. عمل صندوق الطرق عمل عشوائي وغير مرتب.

كما يعلم الجميع من أبناء المهنة الهندسية أن هناك وحدات أنشئت.. الوحدات التنفيذية، ووحدة التدخل السريع التي دعمتها وزارة المالية.. يقومون بتنفيذ مشاريع طرق وتنفيذ مهام مش من مهامهم ولا من اختصاصهم.

وإن هذه الوحدات التنفيذية خارجة عن قانون السلطة المحلية، ولا تتوافق معها لا من قريب ولا من بعيد.. وهذا الوضع والاختلال والمعاناة هي انعكاس حي، بل أحد الأسباب التي أوصلت المهندس عبدالله المروني إلى هذا الحال ومعه الكثير من أبناء المهنة الهندسية.

تأتي هذه المعاناة لكثير من عباقرة اليمن في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي على عاصمة اليمنيين صنعاء والعبث فيها.