هدنة للتزوّد بالأسلحة الإيرانية ..

ميليشيا الحوثي تحضر لمعركة بحرية في سواحل الحديدة

2023-02-12 08:37:13 اخبار اليوم / عبدالحفيظ الحطامي

 

لم يكن اعتيادياً، فتصعيد ميليشيا الحوثي الإرهابية منذ بداية العام الجاري، في المناطق الساحلية شمال وجنوبي محافظة الحديدة وعلى امتداد المناطق المشاطئة للبحر الأحمر، بقدر ما هو استمرار في التصعيد العسكري والرفض المعلن لأي مبادرات للحوار والسلام في اليمن، إضافة إلى تنفيذ خطة إيرانية لخلق بؤرة للتوتر وابتزاز المجتمع الدولي.

تزامن ذلك مع استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية وبشكل متسارع ونشط منذ بدء تنفيذ الهدنة منتصف العام الماضي، وذلك من إيران باتجاه مواني الحديدة غربي اليمن.

تصعيد لمواجهة دعوات السلام

وفي سياق هذا التصعيد... قالت مصادر خاصة "الصحوة نت" بأنه منذ بداية شهر يناير الماضي، نشرت ميليشيا الحوثي في الحديدة، قطعاَ من تشكيلاتها البحرية الإرهابية، التي أعلنت عنها مؤخرا، وفي مواقع متباعدة، لتشكل تهديدا مباشرا للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وكذا استباقا لأي حوارات من شأنها تدفع باتجاه خيار السلام في اليمن، وهو ما ترفضه ميليشيا الحوثي من خلال جنوحها للحرب، وتصعيدها العسكري، لنسف أي بوادر للسلام كعادتها في اتفاقيات وحوارات محلية وإقليمية ودولية ومضيها في مسارات الحرب خدمة لأجندات إيرانية.

المصادر أكدت أن ميليشيا الحوثي، نقلت ضمن ما تسميه بالقوة الصاروخية، عبارة عن بطاريات صواريخ بحرية من نوع "المحيط" إلى منطقة دوم الشعلي غربي مديرية المنيرة شمال غربي الحديدة.

كما نقلت زوارق قتالية وهجومية إلى مزرعة الدكتور حسن مكي غرب قرية العرج التابعة لمديرية باجل شرق محافظة الحديدة، بحسب هذه المصادر، التي أفادت، بأن ميليشيا الحوثي، نقلت زوارق نوع "عاصف" إلى معسكر الجبانة غرب ورشة الدفاع الساحلي، بينما حركت صواريخ بحرية نوع "المندب" إلى قرية الشجيرة بالقرب من الساحل غرب مديرية الدريهمي، وفي وقت سابق جلبت صواريخ بحرية إلى غرب قرية الكوعي جنوب شرق مدينة الدريهمي جنوبي الحديدة.

خبراء إيرانيون

كشفت مصادر "للصحوة نت " أن التحركات العسكرية، يشرف عليها خبراء من الحرس الثوري الإيراني، والبحرية الإيرانية، ويجري تنفيذ تفاصيلها جنوب مدينة الحديدة، وذلك من خلال القيام، بتحريك صواريخ بحرية باتجاه عزلة الجاح الأسفل غربي مديرية بيت الفقيه، تحديدا في منطقة نخيل درابيش .

وأقدمت ميليشيا الحوثي على نقل صواريخ بحرية إلى مزرعة نخيل الناصري الأسفل شمالي شرقي الفازة من نوع "مندب واحد" حيث تركزت الأنفاق الأرضية المموهة فضلا عن الألسنة البحرية المتعمقة باتجاه مواقع المليشيات بمزارع شرق الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب المحافظة.

جزر البحر الأحمر

في إطار توسيع تحركاتها الإرهابية، واستمرارا لتدفق الأسلحة من إيران إلى الحديدة، أفادت هذه المصادر لموقع "الصحوة نت"، بأن ميليشيا الحوثي الإرهابية تحضر لمعركة بحرية، حيث شوهد قارب حوثي محملا بأجهزة اتصالات تمكن من الدخول في تاريخ 28 يناير الماضي، إلى جزيرة كمران قبالة رأس عيسى، التابعة لمديرية الصليف والتي حولتها مليشيات الحوثي، إلى ثكنات عسكرية بحرية لتهديد خطوط الملاحة الإقليمية والدولية، في البحر الأحمر.

وتابعت المصادر بأن ميليشيا الحوثي عمدت إلى إدخال كل معدات رادار البحري، وتم تركيبه في الجهة الجنوبية الغربية من جزيرة كمران، والتي تولت عناصر المليشيات شحنه من ميناء الصليف إلى جزيرة كمران منتصف يناير الماضي، بما فيها معدات تركيب البرج حيث يعمل فريق هندسي بإشراف خبراء إيرانيين ولبنانيين على إعادة تركيب الرادار البحري وتوابعه العسكرية البحرية التي تشكل تهديدا مباشرا على الممرات الدولية والدول المطلة على البحر الأحمر.

وأشارت هذه المصادر إلى أنه ومع اكتمال وصول مكونات الرادار البحري إلى جزيرة كمران، باتت الميليشيا الحوثية جاهزة، للبدء في الترتيبات اللوجستية الأخيرة، لتنفيذ عملية بحرية عدوانية في البحر الأحمر وإعداد وتدريب العناصر الإرهابية في جزيرة كمران بنحو 100 عنصر إرهابي على عمليات الغوص والهجوم المباغت والقرصنة البحرية وخطف السفن التجارية في عرض البحر بعد التمويه بتوزيعهم على وحدات عسكرية بحرية، لتهديد أمن واستقرار الدول المطلة على البحر الأحمر.

 

وحذرت مصادر عسكرية، بأن المجموعات الحوثية الإرهابية المكونة من سرية الغواصين، باتت تحت إمرة قوات حامية جزيرة كمران بقيادة المدعو العميد ركن بحري علي عقلان، حيث وبأن هذه الخلايا الصغيرة، هي جزء من خطة إرهابية شاملة، يديرها العقل المدبر المدعو منصور السعادي، الذي ورد اسمه على قائمة إرهابية دولية، تم تدريبها على يد الحرس الثوري والبحرية الإيرانية، وبإشراف مباشر من قائد فيلق (القدس) المدعو إسماعيل "قاآني".

وتولى السعادي سابقا تنفيذ عملية قرصنة إرهابية ضد السفينة الطبية "روابي" الإماراتية السنة الماضية.

وبحسب هذه المصادر فإن الزوارق القتالية الثلاثة صارت جاهزة منذ بداية شهر فبراير الجاري في منطقة مرسي الكراكه في رأس عيسى، وانتقلت بعدها جزيرة رشه للاقتراب من المياه الدولية في البحر الأحمر.

هدنة لتهريب الأسلحة

الهدنة وفرت للمليشيات وقتا لتهريب السلاح من إيران إلى الحديدة، بحسب ما نشرته وسائل إعلام غربية عن القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والسعودية، حيث كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مطلعين، بأن القوات الفرنسية أوقفت زورقاً في منتصف يناير الماضي، وعثرت فيه على أكثر من 3 آلاف بندقية ونصف مليون رصاصة و20 صاروخاً مضاداً للدبابات، وأضاف المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي تيموثي هوكينز أنّ الجيش الأميركي ساعد في مصادرة أسلحة في خليج عُمان.

وأضافت "خلال الشهرين الماضيين منعنا نحن والشركاء، وصول أكثر من 5000 قطعة سلاح، و1.6 مليون طلقة ذخيرة إلى اليمن".

وكانت البحرية الأميركية قد قالت، في يناير، إنها صادرت أكثر من 2000 بندقية من قارب في خليج عُمان، كانت متجهة إلى ميليشيا الحوثي في اليمن.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، حينها، إنّ "التدفق غير القانوني للأسلحة من إيران عبر الممرات المائية الدولية له تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة".

 

تحركات إيرانية

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت البحرية الأميركية إنها صادرت 1400 بندقية من طراز AK- 47 وأكثر من 226 ألف طلقة من سفينة صيد في شمال بحر العرب، وفي يوليو العام الماضي، أعلنت المملكة المتحدة أن البحرية الملكية صادرت صواريخ (أرض – جو) ومحركات صواريخ "كروز" من قارب قبالة الساحل الجنوبي لإيران، وتشير العملية الأخيرة، بحسب "وول ستريت جورنال"، إلى أنّ إيران تواصل تزويد ميليشيا الحوثي في اليمن بالأسلحة، ولطالما حذر الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة، إيران بتزويد ميليشيا الحوثي بصواريخ وطائرات مسيّرة وأسلحة أخرى.

وكانت مصادر استخباراتية سعودية أكدت، بأنها رصدت تحركات إيرانية في المياه الإقليمية الدولية قبالة سواحل اليمن.

وأشارت المصادر إلى أنها رصدت توقف عدد من السفن بجوار سفينة " بهشاد " المعروفة بـ "شافيز2"، التي ترسو قبالة سواحل اليمن، وتحمل منظومة استخباراتية.

ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، عن مصادر استخباراتية، أن سفينة شحن إيرانية توقفت بجوار السفينة "شافيز 2"، مؤكدة أن السفينة تقوم بتزويد المليشيا بالأسلحة وقطع غيار المسيَّرات والصواريخ.

وأشارت إلى أن عملية تهريب الأسلحة يتم عبر سفن صيد تابعة لميليشيا الحوثي، التي تقوم بدورها بنقل تلك الأسلحة إلى مرافئ منطقة اللحية والمنيرة والصليف بمحافظة الحديدة.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، ضبط سفينة على متنها تسعة بحارة يعملون في تهريب الأسلحة لميليشيا الحوثي.

وقال الإعلام الأمني للوزارة إن قوات خفر السواحل تمكنت من ضبط سفينة تهريب بالقرب من ميناء المخا، كانت في طريقها لميليشيا الحوثي في الحديدة، وأوضح أن طاقم السفينة اعترف- خلال التحقيق- بأن السفينة كانت متوجّهة إلى ميناء الحديدة، وأن كتابة الترخيص كانت لغرض التمويه...

استغلت ميليشيا الحوثي الهدنة الأممية للتزود بالأسلحة الثقيلة المهربة من إيران، وترسيخ وجودها في الحديدة التي تعتبرها ميليشيا الحوثي، بأنها الشريان الوحيد الذي يمدها بالحياة، خدمة للأجندات الإيرانية وتهديد الأمن الوطني والإقليمي والدولي، وتحويل الحديدة إلى قاعدة عسكرية لإيران في اليمن.

* الصحوة نت

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد