يتجمع العشرات كباراً وصغاراً حول شاشة تبث مباريات مونديال قطر مجاناً في موقع بث بمدرسة السلام في مدينة تعز اليمنية، وهم ممتنون كثيراً للمبادرة التي قامت بنصب تلك الشاشة الكبيرة للتسهيل عليهم عناء البحث عن مكان مناسب وبدون تكاليف لأحداث كأس العالم لكرة القدم.

في الواقع فإن من يتبنى تلك المبادرة التي تأتي تحت عنوان “من كأس العالم قطر 2022 إلى العالم”، يتبناها الهلال الأحمر القطري بالشراكة مع وزارة الخارجية القطرية وصندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية وقنوات “بي إن سبورتس” واللجنة العليا للإرث والمشاريع وتنفذها في اليمن شركة توجيذر للتسويق والإعلان بشعار “مونديال قطر على الأراضي اليمنية”، من خلال نصب شاشات عملاقة في 12 موقعاً بمحافظات اليمن لتتيح للجماهير اليمنية متابعة مجانية لمباريات المونديال الذي يقام لأول مرة في دولة عربية وشرق أوسطية.

يرى المتابعون في موقع البث بمدينة تعز أن المبادرة جعلتهم يعيشون الحدث الرياضي الأكبر عالمياً، ويتابعونه لحظة بلحظة، ما جعلهم ينسون جزءاً من معاناتهم اليومية جراء ما تعيشه البلاد من أوضاع مأساوية، وأثنوا على القائمين على المبادرة وتنفيذها لأنهم يشعرون بما تحتاجه الجماهير اليمنية وخصوصاً الرياضية منها.

جزءً من العالم

علاء صادق، احد المتواجدين في موقع البث بمدينة تعز والذي وجدناه وهو يتابع إحدى المباريات، يقول: “ان كأس العالم تظاهرة كبرى وعدد كبير من سكان العالم يتابع هذه البطولة، نحن جزء من هذا العالم. نحن هنا في تعز نتابع مباريات كأس العالم من وراء شاشات النقل المباشر”، وأكد: “الجهد المبذول للبث المباشر حقق لنا فرص الفرجة على أقوى منتخبات كرة القدم العالمية ونستمتع بذلك، ومن المنصف ان نتقدم بالشكر للهلال الأحمر القطري وشركة توجيذر، بل أن هذه النسخة من المونديال لها طابعها الجماهيري، وهذا ملاحظ من خلال تزايد الحضور الجماهيري”، وختم حديثه بالقول: “الأجمل هو أن نضمن مشاهدة مجانية عبر النقل المباشر الذي تتبناه مبادرة من قطر 2022 إلى العالم”.

متابعة المونديال دون عناء

من ناحيته يرى ابراهيم محمد العوبلي، أن المميز في هذه النسخة من كأس العالم انها تقام ولأول مرة على أرض عربية، وأضاف: “أغلبنا يتابع البطولة بدافع الترويح عن النفس مصحوباً بحماس تشجيع المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم، ورأينا السعودية التي حققت المعجزة وخرجت فائزة على المنتخب الأرجنتيني أحد اقوى الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم وزاد، نتمنى لمنتخبات العرب الأخرى أن تقدم صورة طيبة في المونديال وان تتجاوز دور المجموعات”.

وتابع قائلاً: “أشعر بالارتياح وانا أتابع مونديال قطر من خلال شاشة كبيرة وفرتها المبادرة التي يتبناها الهلال القطري وتنفذها شركة توجيذر، وما يعكر الصفو قليلاً أن وسائل المواصلات ليلاً في مدينة تعز صعبة كثيراً، لأن السلطات تمنع استعمال الدرجات النارية في تعز وهذا يشكل عائقاً لدى الكثير في حضور موقع البث”، وأنهى حديثه قائلاً: “في الأخير لا بد لنا من تقديم الشكر والتقدير من أعماق قلوبنا للقائمين على المبادرة التي سهلت علينا متابعة النقل المباشر للمباريات.

شكراً للمبادرة

“شكراً لكل من اهتم بجماهير الرياضة، وأخص بالشكر مبادرة كاس العالم قطر2022 إلى العالم. حقيقةً البث المباشر جعل جموع المشجعين يختارون الجلوس خلف الشاشات العملاقة”، هذا ما قاله نشوان عبدالقادر محمد (16عاما) والذي كان متواجداً في موقع البث بمدينة تعز، وراح يتحدث: “لقد وفروا علينا عناء البحث عن القنوات الفضائية الناقلة للبطولة، حتى أن النقل المباشر جعلنا نتوقف عن الجري وراء البحث عن أجهزة كسر التشفير”. واسترسل: “خصوصا ان القدرة المالية عند اغلب الجماهير اليمنية ضعيفة ولا يمكن تأمين تكلفة الاشتراك في القنوات المشفرة. الآن نحن أكثر حظاً ويمكننا المتابعة من خلال مواقع النقل المتفرقة. شكراً للهلال القطري وشركة توجيذر، شكراً للجميع”.

مونديال قطر في عيون الناس

الحاج احمد ناصر عبدالله، الذي يزيد عمره عن 60 عاماً، ينضم إلى المتحدثين بقوله: “شخصيا جئت إلى ساحة مدرسة السلام بحي المعسل القريب من سكني لأعيش الأجواء الجماعية، فالمتابعة وسط الجموع أحسن حالاً من البقاء داخل المنزل. دعني اقول بأن تجمع الناس حول الشاشات حالة ايجابية وربما تصنع ثقافة رياضية.

وأضاف: “على ما يبدو أن البعض يتسمر خلف الشاشات طويلاً ربما ليغير من نمط روتينه اليومي خصوصاً إذا ما نظرنا إلى وضع بلدنا الذي يعيش أوضاع الحرب. بحد ذاته النقل المباشر لمباريات كأس العالم امر يجذب الجمهور اليمني الذي يحتاج مثل هذه الأجواء الاستثنائية، وبالنسبة للمونديال الأمر واضح، اعتقد بأن قطر 22 أصبحت في عيون الناس”.