إزاحة وإقصاء.... عبدالملك الحوثي واستراتيجية البدائل

2022-11-12 22:14:21 أخبار اليوم – تقرير خاص

 

بعد مقتل المؤسس الأول لجماعة الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي، تحولت قيادة الجماعة لشقيقه الأصغر عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث وجد نفسه يتزعم منصب قيادة الجماعة، وذلك بعد تلقيه لمناهج إيرانية تسعى لتأكيد اتصالها وهيمنتها المباشرة على الجماعة التي مثلت إحدى أخطر الفصائل المسلحة في اليمن.

غير أن عبد الملك الحوثي، جاء محملًا بتصور جديد للجماعة، عمل من خلاله وبدرجة رئيسية على التخلص من بقايا شقيقه حسين، فركز جهوده على إقصاء أعوانه وإخراجهم من المشهد وشل حركتهم بشكل كلي.

وفي هذا السياق، كشفت الدراسة الصادرة عن مركز مكافحة الإرهاب لدى أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية، جانبًا من الصراع الخفي داخل مليشيا الحوثيين منذ مقتل مؤسسها الأول حسين الحوثي، وذهاب قيادتها لشقيقه الأصغر عبدالملك.

تولى عبدالملك الحوثي قيادة الجماعة متجاوزًا خمسة من إخوانه كانوا يكبرونه سِنًا، فضلًا عن الرجل الثاني للحركة عبدالله عيضة الرزامي، الذي تمت إزاحته بقرار إيراني، بعد أن كان قد تزعم الحركة وقاد الحرب الثانية ضد الحكومة اليمنية.

وفي ذلك، عملت إيران على إزاحة الرزامي وحصر القيادة (سُلَالِيًّا) في أسرة بدر الدين الحوثي أولًا ثم في الأقرب إلى الحرس الثوري الإيراني عبدالملك، الذي وصفته الدراسة بأنه يعمل على تقليد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

  استراتيجية إيرانية

وفي السياق نفسه، أوضحت الدراسة استراتيجية عبدالملك الحوثي، وكيف سارع إلى تهميش أهم وأكبر كوادر الحركة، وهم الذين كانوا أهم زملاء شقيقه حسين الحوثي.

نجح عبدالملك الحوثي بتنفيذ مخططه للإطاحة بزملاء شقيقه وإقصائهم، بدعم مباشر من صانع قرار الحركة في طهران، وذلك أحد أهم العوامل المساعدة والتي عملت على استثنى عبدالملك الحوثي وثلاثة من إخوانه يكبرونه سنًا، ليتضح جليًا الدور الذي لعبه المدعو أحمد حامد، المكنى أبو محفوظ، في تثبيت القيادة لعبدالملك.

تقول الدراسة: "شھدت الحروب من الثانية إلى السادسة ضد الحكومة اليمنية في 2005 -2010 تطورات عبدالملك تدريجيًا وتشديد قبضته على هيكل القيادة العسكرية للحركة، حيث قام على التوالي بتهميش قادة الحوثيين الأكبر سنًا من جيل أخيه حسين وتبرأ من تورطھم في نزاعاتھم القبلية".

وأضافت: "وبدلًا من ذلك، أنشأ عبدالملك زمرة من القادة الميدانيين الأصغر سنًا أقرب إلى سنه؛ ولكن في كثير من الأحيان (بشكل ملحوظ) أصغر منه، وبالتالي أقل منه في سنوات التعليم الديني".

وذكرت: "كان ھؤلاء القادة عادة من طلاب أخيه حسين الذين عرفوا بعضھم البعض في معسكرات ما تسمى "الشباب المؤمن" وشاركوا التجربة التكوينية للقتال في الحروب الست".

وأشارت إلى أن: "عبدﷲ يحيى أبو علي الحاكم، المذكور آنفاً، كان أحد القادة الميدانيين المعروفين، مشيرة إلى أنه الرجل الثاني في القيادة العسكرية لعبدالملك بعد تهميش القائد القبلي عبدﷲ عيضة الرزامي بحلول عام 2006، كان أبو علي (في 2006- 2014) لاعبًا عسكريًا وسياسيًا مؤثرًا".

وذكرت أن له سجل في ميدان المعركة، واكتسب أهمية خلال الحروب الست، ثم لعب دورًا محوريًا في سيطرة الحوثيين على السلطة، بعد انهيار الحكومة اليمنية في أزمات ما يسمى "الربيع العربي" في عام 2011، وفق توصيف الدراسة.

وبحسب الدراسة، بنى عبدالملك بهذه الطريقة، مجموعة قيادية متماسكة وموثوقاً بھا من الجيل الشاب بنهاية الحرب السادسة في عام 2010.

وقالت: "وآخرين من ھذا (جيل الحرب) ھم شقيق عبدالملك، عبدالخالق، أصغر منه ببضع سنوات، ومحمد علي الحوثي، وھو ابن عم مقرب من عبدالملك، ولد بعد عبدالملك مباشرة، والذي ظھر أيضًا كمستشارٍ رئيسٍ لعبدالملك في الشؤون الاجتماعية والسياسية".

بدائل قيادية

وذكرت أن : "ھذا الكادر القيادي (جيل الحرب)، الذي تشكل في العشرينيات من عمره مع اندلاع الحروب الست، ھو اليوم قلب هيكل القيادة والسيطرة للجيش الحوثي والنظام الأمني".

وتطرقت إلى أنه: "لم يكن لديهم الكثير من الذاكرة حول النهضة الزيدية قبل حسين، وقبل معسكرات الشباب المؤمن، وقبل الدعم العسكري الإيراني وحزب ﷲ اللبناني، وقبل "الصرخة"، وبمعنى أدق، ھم بالضبط من أسماھم حسن: "أتباع الشعار".

كادر موثوق به

في السياق، أبقى عبدالملك ھؤلاء الرجال إلى جانبه، حيث انتقلت حركة الحوثي من متمردين في 2010 إلى أنداد في مؤتمر الحوار الوطني بين مارس 2013 ويناير 2014، وأخيرًا إلى حكام شمال اليمن بعد انقلاب سبتمبر 2014 ضد الحكومة المعترف بھا دوليًا.

قالت الدراسة: "مع ذلك، أبقى عبدالملك، أيضًا، ثلاثة رجال مسنين مؤثرين في دائرة صنع القرار العسكري والأمني، وقد يكون ھؤلاء مؤثرين بشكل خاص".

وأوضحت: "كان أحدھم أحمد محمد يحيى حامد (المعروف بأحمد حامد أو أبو محفوظ)، وھو من أتباع حسين والذي يشغل منصب مدير مكتب رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مھدي المشاط، وھو أكبر من عبدالملك ببضع سنوات، والذي ضغط لصالح بدر الدين من أجل فتح القيادة لعبدالملك في سنواته الأولى كـ"الأمير الوصي على العرش'' لحركة الحوثيين في 2005 -2010، وفقًا لبحث أجراه الباحث غريغوري جونسن".

 فيما قالت إن: "أحسن الحمران كان ثاني أكبر مستشار له إمكانية الوصول المباشر إلى عبدالملك، وهو الذي يرأس ما يسمى جھاز الأمن الوقائي ويشرف على أجھزة استخبارات الحوثيين".

وأضافت أن: "الشخصية الثالثة الأكبر سنًا- والوحيدة من خارج دائرة عبدالملك- تتمثل في عبدالكريم أمير الدين، الأخ الأصغر بكثير لبدر الدين، وھو عم عبدالملك الذي يكبره بحوالي 14 سنة، ويشغل منصب وزير الداخلية في حكومة الحوثيين وله علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني وحزب ﷲ اللبناني.

لكن حتى في ھذه الحالة، يبدو أن رجال عبدالملك يتولون زمام الأمور ببطء: فقد تم وضع وزارة الداخلية تحت إشراف أحسن الحمران، وتم تعيين أحد أبناء حسين، يدعى علي، لخلافة عبدالكريم في وزارة الداخلية. بحسب الدراسة.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد