عسكرية الحركة الحوثية.... فقاسة إيرانية وبعبع لبناني

2022-11-08 23:54:25 أخبار اليوم – تقرير خاص

 

لطالما مثل التدخل الإيراني نقطة فارقة في تاريخ الحركة الحوثية الانقلابية، حيث لعبت طهران الدور الأهم في إخراج الجماعة، من جروف مران في معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة، وقد كانت حينها حركة ضعيفة خائرة القوى، وأوصلتها إلى صنعاء وفق استراتيجية إيرانية، ومنفذون إيرانيون ولبنانيون تابعون لحزب الله اللبناني .

 

في الحقيقة، لا يمكن وصف النشاط الإيراني داخل جماعة الحوثيين بالدور المحوري فحسب، بل بالإدارة الخفية للجماعة المفخخة بأدوات إيران وحزب الله، والتي تبدو من بعيد كجماعة مستقلة، فيما الواقع يثبت غير ذلك، ليظل السؤال الأهم، هو معرفة الهوية الحقيقة للجماعة، وطبيعة العلاقة بين الحركة الحوثية، وهوية ضباط الارتباط الإيرانيين واللبنانيين لدى مليشيا الحوثيين، ومن يملك القرار

 

كشفت دراسة صادرة عن مركز مكافحة الإرهاب لدى أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية، في أحد أبرز محاورها، وتحت عنوان "المساعد الجھادي للحرس الثوري الإيراني ونائبه في حزب ﷲ اللبناني"، كشفت المهام الموكلة لخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، ومدى نفوذ السلطة لديهم في اتخاذ القرار داخل جماعة الحوثيين، لا سيما في ما يتعلق بموقف الجماعة من الهدنة أو تنفيذ أعمال عدائية على الأراضي السعودية .

 

الجندي المجهول

 

  في السياق، تقول الدراسة: "لا يخفى على أحد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب ﷲ اللبناني، دعموا التوسع الإقليمي والعمليات العسكرية للحوثيين، وبالإضافة إلى تصريحات الأمم المتحدة والولايات المتحدة بهذا الشأن، فإن الحرس الثوري نفسه يعترف بدعمه للحوثيين ". 

 

وأضافت : " وإلى جانب عبدالملك بدر الدين الحوثي، يشكل المساعد الجھادي، وھو شخصية معينة من الحرس الثوري الإيراني، وينوبه شخص من حزب ﷲ اللبناني، ثالوثًا في قلب آلة الحوثيين الحربية ". 

 

وترى الدراسة أن الحرس الثوري الإيراني (فيلق القدس) يستخدم لقب "المساعد الجھادي" لوصف ضابط الارتباط الكبير مع المجموعة الحوثية، ولديه نائب لبناني من حزب ﷲ، ما يشير إلى نوع من تفاعلات الحرس الثوري الإيراني (فيلق القدس) مع الشركاء والوكلاء (كما في لبنان والعراق )". 

 

وأشارت إلى أن: "النقطة الأساسية ھي أن المساعد الجھادي ھو دائمًا المستشار العسكري الأول للقائد. وفي حالة عبدالملك الحوثي، فھناك ضابط إيراني في الحرس الثوري الإيراني يساعده نائب من حزب ﷲ اللبناني ". 

 

وقالت الدراسة: "من الواضح أن الطبيعة الدقاقة للعلاقة بين عبدالملك الحوثي والمساعد الجھادي، ھي سر خاضع لإجراءات مشددة، لكن إجراء مقابلات دقيقة مع أشخاص على علاقة بالمؤسسة الأمنية للحوثيين يمكن أن يبدأ في تكوين صورة مثيرة للاھتمام ". 

 

وتابعت : " فعلى الرغم من عدم معرفة الهوية الدقيقة للمساعد الجھادي الحالي علنًا، إلا أن المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني "فيلق القدس" الذي لعب الدور، كان العميد في الحرس الثوري الإيراني، عبدالرضا شھلائي ". 

 

وبحسب الدراسة، يتمثل دور العميد شهلائي في تقديم المشورة للزعيم الحوثي-عبدالملك الحوثي- في "مسار الأعمال العسكرية الاستراتيجية" و"أن يكون شريكًا في اتخاذ القرارات العسكرية ".

 

سلطة خفية

 

تكشف الدراسة، التأثير الإيراني على القرارات الاستراتيجية الرئيسية لميليشيات الحوثيين - مثل الدخول في معاهدات لوقف إطلاق النار أو الخروج منها ونقضها، أو شن ھجمات مباشرة بالمسيرات والصواريخ على دول الخليج .

 

وبحسب الدراسة، فإنه لدى المساعد الجھادي الإيراني والدائرة المقربة من عبدالملك الحوثي، دوافع قوية لإخفاء أي دليل على النفوذ الإيراني من أجل تجنب الإضرار بمصداقية عبدالملك كزعيم يمني قائم بذاته

 

وترى أن إيران تستخدم نفوذھا، فتقول الدراسة: "قد يكون في كثير من الأحيان على إيران، توخي الحذر وتجنب الإفراط في الوصول، والأدلة السردية التي تشير إلى أن إيران تميل للنظر بقلق إلى الأعمال الهجومية الرئيسة التي تقوم بھا مليشيا الحوثيين ". 

  

وفي السياق، تقول الدراسة: "تم تطوير صيغة المجلس الجھادي من قِبل حزب ﷲ اللبناني، ويوفر المجلس، أيضًا، بشكل منطقي طريقة آمنة واقتصادية وغير مزعجة لفيلق القدس؛ لتقديم المشورة لحركة الحوثيين، كما يقرر "المساعد الجھادي" نوع المساعدة التقنية والأجھزة التي تقدمھا إيران وحزب ﷲ ".

 

وأشارت إلى أن المساعد الجهادي يقرر نوع المساعدة: "سواء باستخدام فرق التدريب والمخازن داخل البلاد، أو عن طريق طلب متخصصين جدد أو عتاد من إيران ولبنان ". 

 

وكشفت أن: "طاقمًا صغيرًا من فيلق القدس وحزب ﷲ اللبناني، يقال إن عددھم الآن بالعشرات، يديرون الترتيبات العملية، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن تشغيل مجموعة صغيرة من الصناعات العسكرية ". 

 

نائب جهادي

 

بناء على معلومات دقيقة جمعتها الدراسة من مسؤولين أمنيين داخل حركة الحوثيين أنفسهم، أكدت أن قيادات جماعة الحوثي اليمنيين هم الحلقة الأضعف في دائرة صنع القرار داخل المليشيا .

 

وأرجعت بدء تدفق الدعم الإيراني للحوثيين إلى ما قبل انقلابها على الدولة، فيما أعادت التواجد العملياتي لحزب الله اللبناني داخل مليشيا الحوثيين إلى البدايات الأولى للتأسيس مطلع التسعينيات من القرن الماضي .

 

وفي سياق متصل، أشارت الدراسة إلى أن: "نائب المساعد الجھادي في ما يسمى بـ"مجلس الجھاد" الحوثي من حزب ﷲ اللبناني، ھو حاليًا ضابط معروف باسم "أبو زينب ".

 

وتعتقد الدراسة، أن لـ"أبو زينب" دور أكثر بروزًا في التدريب العملي وتجهيز المھام، ونقلت أن مستشارو حزب ﷲ اللبناني منذ فترة طويلة يتمتعون بحرية تنقل في مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين في اليمن أكثر من الإيرانيين .

 

وترى أن مليشيا الحوثيين أقل حساسية لتورط حزب ﷲ من الوجود الإيراني، تعتقد أن ذلك يعود ربما لأن حزب ﷲ ينظر إليه على أنه منظمة شقيقة (أكبر) للحوثيين، في حين أن إيران دولة أجنبية .

 

وتعتقد في الوقت ذاته، أنه أسباب الحساسية الحوثية الأقل مه تورط حزب الله، متعلق بسهولة اندماج حزب الله العربي (على عكس الإيرانيين) مع المضيفين الحوثيين

 

وقالت: "ويبدو أن لديهم قيودًا أمنية تشغيلية أقل، ما يسمح لمستشاريهم بزيارة الخطوط الأمامية والتحرك في المناطق العسكرية ". 

 

وأرجعت الدراسة الدعم العسكري الإيراني لمليشيا الحوثيين إلى ما قبل انقلابهم على الدولة، " بشكل عام، قد يقوم المحللون بإعادة تقييم طول عمر الدعم العسكري لحزب ﷲ للحوثيين، بالنظر إلى ما قبل عام 2010. وقد تحدث حزب ﷲ نفسه عن تقديم المشورة العسكرية للحوثيين منذ عام 1992، لكن التكثيف الكبير ربما حدث منطقيًا بعد ذلك .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد