الحركة الحوثية... أيديولوجيا إرهابية من صناعة إيران وحزب الله

2022-11-05 02:31:22 أخبار – تقرير خاص

 

لا يخفى على العالم اليوم، الدور العسكري والسياسي الذي تلعبه إيران بشكل مباشر في ملف الأزمة اليمنية، فكما هو معروف، جسدت طهران أبرز مصادر التغذية اللوجستية والمالية، لنمو وتطوير معركة الحوثيين منذ النشأة الأولى للجماعة في جروف مران بمحافظة صعدة.

وفي ذلك، كشفت دراسة حديثة عن تحكمٍ كبيرٍ للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني الوكيل الحصري لأجندات إيران في لبنان والمعسكر الذي يمثل محطة دعم ومساندة لمليشيات طهران في المنطقة، كشفت تحكمهما في قرار مليشيا الحوثيين في اليمن، رغم بذلهم جهوداً لإبقاء الطبيعة اليمنية للمليشيا المسلحة.

وسلطت الدراسة الصادرة عن مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية "West Point" العسكرية الأميركية، الضوء على سلطة القيادة العليا لمليشيا الحوثيين ودور إيران فيما يسمى "مجلس الجهاد" الذي يرأسه شكلياً زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي.

مكاشفات النشأة

وفي السياق، قدّمت الدراسة التي حملت عنوان "مجلس الجهاد الحوثي: القيادة والسيطرة في حزب الله الآخر"، معلومات قيمة للباحثين عن نشأة وتطور الجناح السياسي والعسكري لمليشيا الحوثيين، والارتباط العضوي بين مليشيا الحوثيين وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

 الدراسة التي أعدها الدكتور مايكل نايتس، وعدنان الجبرني، وكيسي كومبس، والثلاثة باحثين متخصصين في الشأن اليمني، خلصت إلى أن "مجلس الجهاد الحوثي" استُنسخ عن حزب الله ويعتبر أعلى سلطة في الهيكل القيادي لمليشيا الحوثيين ويقوده شكلياً عبدالملك الحوثي، فيما الإدارة الفعلية بيد مساعدين اثنين، الأول من الحرس الثوري الإيراني والثاني من حزب الله اللبناني.

وكشفت الدراسة أن العلاقة بين مليشيا الحوثيين وإيران، ليست علاقة ضرورة، بل تحالف قوي وعميق الجذور يرتكز على تقارب إيديولوجي قوي وتحالف جيوسياسي.

في حين أكدت أن لمجلس "الجهاد الحوثي" تشابهاً لا لبس فيه مع مجلس الجهاد التابع لحزب الله اللبناني، بما في ذلك مركزية وظائف الاستخبارات ومكافحة التجسس.

تقول الدراسة إنه بحلول أوائل التسعينيات، تأثر حسين بدر الدين بفكر المرشد الأعلى الأول لإيران آية ﷲ روح ﷲ الخميني، وأسامة بن لادن.

وأشارت إلى أن: "والده بدر الدين الحوثي، قام بزيارة إيران وبيروت بإقامة متقطعة بين الأعوام 1979 وقبل وفاته 2010، وكان يأخذ معه ولده حسين".

وأوضحت أنه وبعد ذلك: "كان بدر الدين الحوثي يأخذ معه بعض أبنائه الآخرين، لا سيما ابنه الخامس محمد، وابنه التاسع، عبدالملك، وكلاهما كانا طالبي دين متعطشين وأشرف على تعليمهما بدر الدين ووطد علاقتهما مع عائلات صعدة".

وكشفت أنه: "في العام 1994، بدأ بدر الدين وابنه حسين بإرسال 40 طالباً دينياً، سنوياً، إلى مدينة قم- وھو تدفق من شأنه أن ينتج في النهاية حوالي 800 طالب تم تدريبهم في قم، قيل إن بعضاً منهم قد تم إعدادهم من قِبل الحرس الثوري الإيراني بتدريب شبه عسكري".

وأضافت: "وفي 1999 -2000، قضى حسين بدر الدين عاماً كاملاً في الدراسات الدينية في الخرطوم، في وقت كان السودان أكثر المحطات الخارجية نشاطاً في الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات والأمن على البحر الأحمر، ثم ذھب حسين من السودان إلى إيران، وعندما عاد من قم، جلب معه الشعار سيئ السمعة الذي أشاع حركة الحوثيين المسمى بـ"الصرخة".

وأشارت إلى أن: "حسين الحوثي ووالده بدر الدين، كانا عازمَين على كسر قالب الإسلام السياسي في شمال اليمن المعروف بـ"الهادوية" المنتشرة في صعدة والتي تعطي تفوقاً عرقياً لمن يزعمون انتسابهم للنبي على أبناء القبائل وتحصر الحكم فيهم، ويتطلعان إلى نموذج الثورة الخمينية في إيران وحزب ﷲ اللبناني للإلھام والأفكار والدعم".

وقالت الدراسة: "كل العوامل آنفة الذكر، شكلت تكوين قيادة الحوثيين التي ظھرت في عھد حسين ودخلت أولى الحروب الست التي اندلعت ضد الحكومة اليمنية في 2004 - 2010".

حينها تولى حسين قيادة مجموعة كبيرة من رجال قبائل خولان بن عامر، بما في ذلك مئات الطلاب المتدينين الذين تم إرسالھم إلى مدارس قم الدينية الإيرانية وأكثر من 10 آلاف شاب تم إرسالھم من خلال المعسكرات الصيفية لما عرفت حينها بتيار "الشباب المؤمن" والبرامج الاجتماعية أو التعليمية تحت إشرافه داخل اليمن، وأظھر ھذا الكادر الأولي للحوثيين بعض الخصائص الثابتة للقيادة والسيطرة الحوثية.

 أيديولوجيا ملقحة

في السياق، يتكشف من خلال ما قدمته الدراسة أن جماعة الحوثي تعتمد على المراكز الصيفية لتحشيد وتجنيد الأطفال لحروبها منذ تأسيسها حتى اليوم، كما أن هذا العدد الكبير يدحض مزاعم مليشيا الحوثيين عن رواياتهم للحرب الأولى، حيث يتضح أن حسين الحوثي وبدعم إيراني كان قد وصل إلى المرحلة التي دفعتها إلى إعلان التمرد عن الدولة.

فيما تعتقد، أن " حركة الحوثي فضلت عضوية المقاتلين الذين كانوا مع حسين الحوثي منذ بداية الحروب الست في عام 2004، حيث كان لھذا الكادر مزايا على جميع المنضمين لاحقاً؛ نظراً لطول أمد ولائهم، وخدمتھم الحربية".

وبحسب الدراسة، فإن الخلافات التي نشبت عام 2005 من أجل استبدال زعيم للحوثيين بدلاً عن حسين الحوثي الذي توفي في حرب عام 2004، شكل السمة الرئيسة الثانية لترتيبات القيادة والسيطرة للحوثيين.

وھي تفضيل بدر الدين القوي لقيادة صعدة المستمدة من صفوف أقاربه فقط، ومنعها عن أبناء القبائل؛ ومن أجل ذلك كان لا بد من إزاحة عبدالله الرزامي الذي كان قد تولى قيادة الحرب الثانية ضد الحكومة بعد مصرع حسين الحوثي. وفق الدراسة.

 تقول الدراسة: عندما قُتل حسين على يد الحكومة اليمنية في عام 2004، تحرك بدر الدين سريعًا لتولي قيادة حركة الحوثيين شخصًا، من أجل منع القيادة من تجاوز عائلته، حتى إلى موالٍ قبلي قديم مثل عبدﷲ عيضة الرزامي أو صھره مثل يوسف المدني.

وأضافت: "لكن اختيار عبدالملك، الذي كان آنذاك شاباً في أوائل العشرينيات من عمره، كقائد عسكري أعلى لحركة الحوثيين في زمن الحرب، يسلط الضوء على اتجاه ثالث في القيادة والسيطرة للحوثيين- أي هيمنة القادة الذين لھم صلة خاصة بإيران وحزب ﷲ، وبغض النظر عن السجين محمد ويحيى المنفي، تجاوز بدر الدين خمسة أبناء مؤهلين أكبر من عبدالملك عندما توفي حسين ھم: عبدالقادر، أحمد، حميد، أمير الدين، وإبراهيم".

فيما أوضحت، أن بدر الدين الحوثي لم يتردد في المخاطرة بعزل أكبر القبائل الموالية للحوثيين وأبنائه الكبار في لحظة حرجة في صراع الحركة مع الحكومة اليمنية في 2005 - 2006، حيث ألقى بثقله وراء عبدالملك، الابن الأكبر لعروس صعدة الثانية وابنه البكر التاسع، الذي رافقه في زيارات إلى إيران أكثر من أي ابن آخر باستثناء حسين.

وبحسب الدراسة، فإن عبدالملك المكلف بقيادة الحركة، كان عليه أن يشارك نفس رؤية وتجارب والده بدر الدين وأخوه حسين، وھي استنساخ نموذج "الثورة الإيرانية" وحزب ﷲ اللبناني"..

يُتبع

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد