الحقنة القاتلة... دموية الحوثيون تقتل أطفال مرضى السرطان بصنعاء.

2022-10-16 11:42:59 أخبار اليوم/ متابعات

 

بعد أن فجعت عدد من الأسر في صنعاء بوفاة أطفالهم المرضى خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أن تعترف مليشيا الحوثيين في العاصمة صنعاء، الخميس الماضي، بوفاة عشرة أطفال مصابين بسرطان الدم "لوكيميا" بعد تلقيهم جرعات من دواء ملوث جرى تهريبه إلى البلاد .

 

وكالة أسوشيتد برس الأمريكية تنشر تقريرًا عن ضحايا أطفال السرطان بصنعاء أكدت فيه تورط مليشيا الحوثيين بشكل مباشر بعمليات تهريب أدوية مهربة، وأكد ذلك تحقيق للموقع بوست .

 

تحقيق "الموقع بوست" قام بتقصي الحادثة، والتقى بعائلات الضحايا، وتواصل مع مختصين وأطباء وأكاديميين، وعدة أطراف بحثًا عن إجابات حول ما حدث بالضبط، وكيف تحول الدواء إلى داء فتاك .

 

اغتيال الإنسان .

 

لا تكترث مليشيا الحوثيين بقيمة العنصر البشري ولا ترعى في ذلك أية قيم إنسانية، ففي الواقع كل ما يهمها هو جمع المال ومراكمة الثروات وإن كان على حساب الطفولة والمرضى من اليمنيين، حيث تعمد الميليشيا لكل الطرق المشبوهة في مراكمة أموالها، وتضخ للمواطن اليمني موتا معلبًا

 

في السياق، كشف تحقيق "الموقع بوست" معلومات عن حالات قتلتها أدوية مهربة، فيذكر في تحقيقه قصة الطفل المصاب بالسرطان إسماعيل محمد الخولاني 11 عاماً، والذي غادر المنزل مع أسرته متوجهًا إلى مستشفى الكويت الحكومي، للحصول على جرعة من الدواء الكيميائي 

 

يفيد التحقيق أنه وبعد لحظات على تلقي الطفل لتلك الجرعة، ومغادرة مبنى المستشفى، عادت من منتصف الطريق إلى المستشفى، ولم تكن تعلم أن تلك العودة ستكون الأخيرة لها بصحبة طفلها حياً .

 

وبحسب التحقيق: "جرعة منتهية الصلاحية جرى تقديمها للطفل داخل المستشفى، تسببت بوفاته خلال ساعات معدودة، بعد أن كانت بوادر الشفاء تبدو عليه، مع استخدام الجرع المنتظمة خلال خمس سنوات، ولم يتبق له سوى جرعتين فقط على شفائه بشكل تام من المرض، وفقا للطبيب المتابع لحالته الصحية ". 

 

  وأضاف : " هذا المشهد الحزين الذي عانته أسرة الطفل الخولاني، وقع في العاصمة صنعاء، وتكرر مع عدة أسر، في أفظع جريمة مروعة هزت اليمن، وراح ضحيتها 34 طفلاً، توفي منهم عشرة أطفال، ولا يزال 24 آخرين في غرف العناية المشددة، حتى كتابة هذه المادة ". 

 

كشف التحقيق عملية تهريب للأدوية التي تلقاها الأطفال المرض وتسببت بوفاتهم، وكل عمليات التهريب تقوم بها مليشيا الحوثيين بشكل مباشر، وتعمد إدارة المستشفى للكذب والمراوغة

 

وفي ذلك نقل التحقيق قول مصدر رفيع في نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين أن المسؤول الرئيسي عن تهريب الأدوية هي الهيئة العليا للأدوية، ووزارة الصحة كونهما المسؤولتان عن رقابة الأدوية، وكيفية دخولها، وهما من يوافقان ويصادقان عليها بعد إجراء الفحوصات لها وفقا للقانون اليمن .

 

ويضيف بالقول بعد أن عرضنا عليه تعميم الهيئة: "إذا كانت الهيئة لا تعلم عن هذا الدواء، فلماذا وجهت تعميما بمقاطعة المنتج، وصورته، وأنزلت الباركود الخاص به، وهذا يعني أنهم متورطون بدخول هذه الأدوية، ولهم علم بذلك". بحسب التحقيق

 

و يشير المسؤول النقابي في حديثه إلى جانب آخر من القضية، ويكشف عن أدوية تقدمها المنظمات الدولية وتمنحها لوزارة الصحة، لكن تاريخ انتهاء صلاحياتها يكون قد قارب على الانتهاء، بسبب مناقصتها منخفضة الثمن، وتقوم الوزارة بتوزيعها للمستشفيات، وإعطائها للمرضى ". 

 

تجارة حوثية

 

في السياق، كشف وكالة أخبار دولية، عن ارتباط قيادات في مليشيا الحوثيين، سرًا بشبكات وعصابات تهريب الأدوية إلى اليمن، والتي أودت مؤخرًا بحياة نحو 20 طفلاً من مرضى سرطان الدم بعد حقنهم بعقار مهرب ملوث في أحد مشافي مدينة صنعاء .

 

  ونقلت وكالة "أسوشيتيد برس"، عن مصادر طبية في صنعاء قولهم: إن مسؤولين حوثيين يعملون سرًا بالشراكة مع مهربي الأدوية. الذين يبيعون في كثير من الأحيان أدوية منتهية الصلاحية لعيادات خاصة من مخازن منتشرة في جميع أنحاء البلاد .

 

وتأتي هذه التصريحات، عقب اعتراف مليشيا الحوثيين بوفاة عشرة أطفال من المصابين بسرطان الدم، من الذين جرى حقنهم بعقار مهرب مصنع في الهند، يعرف بـ"ميثوتركسيت"، في مستشفى الكويت بصنعاء .

 

وأوضحت المصادر، أن مليشيا الحوثيين بارتباطهم بشبكات وعصابات تهريب الأدوية، يحدون من توافر العلاجات الآمنة

 

فيما نقلت الوكالة الأمريكية عن والد أحد الأطفال المتوفين، قوله: إن "أسوأ شيء هو أن إدارة المستشفى حاولت إخفاء الحقيقة عنا ". 

 

في السياق، نقلت وكالة فرانس برس، أمس الجمعة، عن مصدر طبي مسؤول في صنعاء قوله: إنّ الدواء كان منتهي الصلاحية، وإنّ الأطفال توفوا إثر الحقن مباشرة". وأوضح المصدر "أن عدد الوفيات قد يكون أعلى مما أعلنت عنه السلطات نظرا لوجود 50 طفلاً في الوحدة ذاتها ". 

 

ونقلت الوكالة الفرنسة عن والدة أحد الأطفال قولها، إنّ الحقنة التي أعطيت لابنها (8 سنوات) "كانت الأولى في علاجه بعدما اكتشفنا مرضه ". 

 

وأضافت : " أُصيب بآلام مختلفة، فطلب طبيب حقنه بالمهدّئات. لكن آلامه اشتدت وفقد وعيه ثم توفي. لا أستطيع تخيل حياتي بدونه ولا أعرف سبب ما حدث، لكني سمعت الأطباء يتحدثون عن تلوث فيروسي في الجرعة التي أعطيت له ولبقية الأطفال ". 

 

تستورد الحكومة المعترف بها الأدوية من الخارج لكن عملية نقلها لمناطق مليشيا الحوثيين تتطلب وقتًا طويلاً بانتظار الحصول على موافقات من الطرفين. أما الأدوية التي تُستورد مباشرة إلى مناطق مليشيا الحوثيين ، فإنّها تصل عبر سفن تخضع للتفتيش من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية في مياه البحر، وغالبًا ما تكون أسعارها مرتفعة جدًا. وفق فرانس برس .

 

فيما تحاول مليشيا الحوثيين التهرب من مسؤوليتها في هذه الجريمة، وحاولت إلقاء اللائمة على الأسر، التي قالت إنها هي من اشترت العلاج من إحدى الصيدليات في شارع الزبيري، غير أن المصادر تؤكد أن الدواء الذي حقن به نحو 50 طفلاً من مرضى سرطان الدم، منتهي الصلاحية

 

كما تحاول المليشيا الحوثية، باستغلال معاناة الأطفال الضحايا وأسرهم كورقة ابتزاز. واستهتار بحياة السكان، بإرجاع السبب إلى “الحصار” وإجراءات التحالف العربي التي يتبعها في فرض قيود على المنافذ البحرية والجوية، تنفيذًا لقرارات الأمم المتحدة في مراقبة تدفق الأسلحة المهربة للمليشيا منعها .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد