موريتانيا: حزب التجمع ينتقد أجندة الداخلية ويطالب بضمانات لشفافية الانتخابات

2022-09-21 05:45:12 أخبار اليوم/وكالات

 

لم يرض المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، عن الأجندة التي أعلنت وزارة الداخلية الموريتانية قبل أيام عن التوصل إليها إثر تشاور نظمته مع قادة الأحزاب المرخصة واستمر عدة أيام ونوهت به أحزاب الموالاة والمعارضة، وانتقد حزب التجمع تسرع الوزارة في الإعلان عنه.

وبعد أن تتبع، في بيان له أمس، بالتمحيص والنقد، أجندة الداخلية نقطة نقطة، أكد حزب التجمع الحزب المعارض الأقوى تنظيماً ومؤسسية في موريتانيا “أنه إذ يدعو كل الأطراف السياسية إلى مواصلة ما بدأته، وبنفس الروح الإيجابية الحريصة على التوافق، وإذ يجدد استعداده، بل ورغبته، في استمرار الحوار والتشاور بروح إيجابية وبناءة من أجل إصلاح المسلسل الانتخابي بنفس توافقي حقيقي، يخدم مستقبل البلد ومشاركة جميع قواه وينتج هيئات منتخبة محل اعتراف وثقة الجميع؛ ليؤكد ختاماً ما أكد عليه في وثيقته التي ضمنها رؤيته للمسار الانتخابي التشاركي المنشود”.

وتوقف عند نقاط محددة بينها ما أسماه “ضرورة تمكين كل القوى السياسية المستوفية للشروط القانونية، وتلك التي حكم القضاء لصالحها من حقها الدستوري في وجود أحزاب سياسية معبرة عنها قبل الانتخابات القادمة، وإشراكها في مسار التحضير التشاركي تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص”، كما توقف الحزب عند “حتمية التدقيق في ضمانات شفافية الانتخابات ونزاهتها”، مؤكداً “أن قضايا مثل تحييد موارد الدولة، وتجريم ترحيل الناخبين من مساكنهم، ووقف توظيف الإعلام العمومي في الدعاية لطرف واحد، وكفاءة واستقلالية ممثلي لجنة الانتخابات على المستوى المحلي، وحمايتهم من ضغوط النافذين وغير ذلك من الأمور ذات العلاقة، ليست قضايا تفصيلية، بل هي في جوهر ما نحتاج ليكون للانتخابات معنى”.

وأوضح الحزب “أنه تعاطى بإيجابية مع كل مراحل هذا التشاور، بدءاً من الاستجابة لدعوة وزير الداخلية لأول اجتماع، إضافة لمواكبة مختلف الاجتماعات، وتقديم وثيقة متكاملة حول رؤيته لملف الانتخابات، وذلك رداً على رسالة وزارة الداخلية واللامركزية”.

وأشار حزب التجمع “إلى أن هناك نقاطاً إيجابية تحققت ونواقص واختلالات جوهرية بقيت لا مناص من استمرار النقاش والحوار للتغلب عليها، وقضايا أساسية تم التعبير عنها بعمومية غير مناسبة، بالإضافة إلى أمور أساسية غيبت”.

وسجل الحزب في خانة الإيجابيات استحداث لائحة وطنية للشباب، وتوزيع ولايات نواكشوط إلى دوائر مع زيادة طفيفة لعدد النواب، واعتماد النسبية المطلقة في الانتخابات الجهوية والبلدية، وإعادة تشكيل اللجنة المستقلة للانتخابات على أساس التمثيل المتساوي للمعارضة والموالاة.

وسجل الحزب فيما أسماه “خانة السلبيات والنواقص الجوهرية”، حرمان مقاطعات عديدة من حقها من الاستفادة من زيادة تمثيلها في البرلمان رغم استحقاقها القانوني، بما يمثل تعدياً صارخاً على حقوق الساكنة، وتراجعاً في النسبية وتحكماً مكشوفاً في تطورها، حيث تراجعت مما يقارب 56 في المئة إلى خمسين فقط”.

وأدرج الحزب في خانة السلبيات “حرمان الجاليات الموريتانية من حقها في التمثيل المباشر في البرلمان، وفي اختيار ممثليها، فهي جاليات تستحق أن يتجاوب معها بفورية وإيجابية، وبما يتناسب مع وزنها الديمغرافي وإسهامها الإيجابي المشهود في تنمية البلد ومساعدة قطاعات واسعة من المواطنين على مواجهة أوضاعهم الصعبة بفعل عجز الدولة عن القيام بواجباتها الأساسية تجاههم”.

وانتقد الحزب في بيانه “الوقوف في وجه توسيع النسبية والسماح لها بالتطور الطبيعي من خلال رفض التحول إلى قوائم ولائية تجمع بين تمثيل مقاطعات الوطن بنائب عن كل منها، ووجود قوائم تمثل الولايات يتم التنافس فيها بين البرامج المستحضرة للهم الجهوي والتنمية المحلية، ومختلف قضايا الساكنة”، كما انتقد “عدم تقديم الضمانات الضرورية لشفافية الانتخابات ونزاهتها، واستبدال ذلك بعبارات عامة غامضة، بعيدة كل البعد من الاستجابة للحاجيات الضرورية لوضع حد لتزوير إرادة الناخبين والتحكم فيها”.

وانتقد حزب التجمع نقاطاً في أجندة الداخلية بينها ما أسماه “استمرار الظلم البين لسكان العاصمة نواكشوط من حيث عدم تناسب تمثيلهم في البرلمان مع عدد الساكنة البالغ حوالي ثلث السكان، وعدم الانسجام بين اعتبار نواكشوط ثلاث دوائر على المستوى البرلماني ودائرة واحدة على المستوى الجهوي، واقتصار تمثيل الشباب على أحد عشر مقعداً فقط برغم كونه يمثل الفئة الأكثر نشاطاً وإنتاجية والأقل تمثيلاً في مراكز صنع القرار، ومنها غياب الضمانات الكافية لتحقيق تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية بالحصة التي تكفلها القوانين، وهي الحصة التي يرى حزب التجمع، أنها أقل مما يجب .

وبهذا الموقف الذي أعلنه حزب التجمع في بيانه والذي قدم أدلة على وجاهته، يفرض هذا الحزب على وزارة الداخلية أن تعيد التشاور الذي أجرته وتوصلت فيه لنتائج أجمعت عليها الأحزاب المرخصة.

فهل ستعيد وزارة الداخلية، وذلك أمر صعب عليها، إبر ساعتها للوراء قليلاً لاستيعاب ما أثاره حزب التجمع؟ أم إنها ستدرج القضايا التي طرحها هذا الحزب القوي في الساحة الذي يقود مؤسسة المعارضة والذي يتوفر على أكبر كتلة معارضة في البرلمان الحالي، ضمن المشاورات والحوارات التي سترافق مسار التحضير للانتخابات؟

المصدر: وكالات

  

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد