حرب الإصلاح.. مطية إماراتية لتمرير المشاريع التمزيقية في اليمن.

2022-09-12 06:26:22 أخبار اليوم – تقرير خاص


 


بعد أن دعمت المتمردين الحوثيين ومولت حربهم لإسقاط العاصمة صنعاء، وجدت المبرر الأعرج لشرعنة حربها وتدخلها العسكري في اليمن، فقدمت وشقيقتها الرياض بتحالف عسكري لدعم الحكومة التي أجهضاها في صنعاء.

نصبت أبو ظبي نفسها حاكمًا إقليميًا لليمن، وتحت مظلة حرب حزب التجمع اليمني للإصلاح تشن حربها ضد كل ما ينتمي للحكومة الشرعية التي جاءت بمبرر دعمها وإعادتها إلى العاصمة صنعاء بعد أن أخرجتها منها، فلماذا تستهدف الإمارات حزب الإصلاح في حربها باليمن، ما الذي تريده من اليمنيين.

لماذا الإصلاح.

يمثل التجمع اليمني للإصلاح آخر ترسانة سياسية وعسكرية للحكومة الشرعية، ففي حين تمكنت أبو ظبي ومعها الرياض من تفريخ مختلف المكونات السياسية اليمنية، وتحويلها إلى فصائل وأجندات مختلفة، أدر الإصلاح خطورة المعركة التي تدار ضده، فتمسك بالدولة وحافظ لنفسه على مساحة تحت مظلتها.

في صنعاء، وبعد انقضاء أحداث ثورة الـ11 من فبراير، مولت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حرب الحوثيين للتخلص من التجمع اليمني للإصلاح، غير أن الإصلاح أدرك خطورة المعركة التي تتهدد وجوده، فتمسك بالدولة وحافظ على ثوابته الوطنية.

سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء، فيما خرجت الحكومة الشرعية وخرج معها الإصلاح، وحين انتفض الناس في مقاومة شعبية، عاد الإصلاح إلى المشهد كشريك في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

بعد أن خسرت الحكومة الشرعية وجودها في العاصمة صنعاء، وتحول الإصلاح إلى شريك في معركة استعادة الدولة، سرعان ما تمكنت المقاومة الشرعية من تحقيق الانتصارات الميدانية، وفرض سيطرتها على مناطق متفرقة، وهنا حاولت الإمارات الدفع بالإصلاح لبناء معسكر مواز للحكومة الشرعية، لتعمل على إيجاد شرخ سياسي بين الدولة والحزب، غير أن الإصلاح كان مدركًا لذلك فخرج مطالبا بضم فصائل المقاومة الشعبية إلى وزارتي الدفاع والداخلية، باعتبار أنه المعركة العسكرية حان وقتها لتصبح معركة الدولة.

عملت الرياض وأبو ظبي على تعطيل العملية السياسية للحكومة الشرعية مرة أخرى، والدفع بالدولة للتخلص من حزب الإصلاح كما حدث في صنعاء، غير أن درس صنعاء كان كافيًا لتدرك حكومة هادي أن ما من حليف حقيقي لكيانها الشرعي سوى حزب الإصلاح الذي قدم نفسه كشريك للدولة في معاركها ضد الانقلابيين، وهنا خاب رجاء التحالف العربي الذي جاء في الحقيقة لبناء معسكراته الخاصة.

تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة، أن حزب التجمع اليمني للإصلاح هو آخر أمل لعودة الحكومة الشرعية، وآخر معسكراتها، لذلك سعت جاهدة للتخلص من الإصلاح والقضاء على آخر ملامح الحكومة الشرعية.

لا تريد الإمارات لمفهوم الدولة أن يعود مجددا إلى اليمن، بل تريدها قطعة أرض تعتمد في إدارة أجندتها بداخلها على حرب أبدية تدار بالوكالة وعبر ميليشيات متفرقة، وذلك لن يتحقق في حال وجود الإصلاح الذي يفرض وجود الحكومة الشرعية أينما ذهب.

لا يخوض الإصلاح الحرب من أجل نفسه، وتدرك دولة الإمارات أن حزب الإصلاح هو آخر سبيل أمام الحكومة الشرعية للبقاء، لذلك تسعى جاهدًا في حربها ضد دولة اليمن وسيادته، معللة ذلك بحربها ضد الإصلاح.

يقول الصحفي والكاتب السياسي صدام الحريبي: "يقف الإصلاح اليوم وحيدا إلى جانب الوطن، يدافع عن المشروع الوطني، وهذا ليس إجحافا بحق الآخرين، لكن هل رأيتم أو سمعتم أحدا غير الإصلاح رفض إهانة علم ورمزية الوطن؟".

وأضاف الحريبي في حديثه لـ"أخبار اليوم"، "الإصلاح وحيدا يدافع على رمزية البلاد، وعن وحدته ونسيجه، ويحذر من المليشيات سواء في صنعاء أو شبوة أو غيرها، وهناك من يكرّر نفس الحماقة ويمارس نفس الأحقاد السابقة ويقول أن المليشيات المعتمدة على أموال إيران والإمارات تستهدف الإصلاح".

وقال "يصورون مليشيات الإمارات على أنها وطنية وتحمي البلاد، وهي من داست على علم الوطن ورمزيته وقتلت أبنائه، بالضبط كما جمّلوا صورة الحوثي سابقا، فما زال عملهم هو الانتقام من الوطن من خلال تجميل صور القتلة والمليشيات والإرهابيين وأعداء الوطن."

ماذا تريد.

أصبحت دولة الإمارات تستهدف التجمع اليمني للإصلاح بصورة مباشرة، تسعى من خلال حربها له إلى الدفع به للخروج عن إطار الحكومة الشرعية بأي وسيلة كانت، فهي تعتقد أنها من خلال حربها ضد الإصلاح بهذه الطريقة ستدفع به للتحالف مع الحوثيين كآخر فرصة أمامه للنجاة بنفسه.

يقول الصحفي والكاتب السياسي صدام الحريبي: "يريد التحالف _خصوصًا الإمارات _ من الإصلاح أن يلجأ إلى الحوثي ويتحالف معه كورقة نجاة أخيرة حتى يكون ذلك مبررا لإبادته تماما وإنهاء تاريخه ووجوده السياسي والمجتمعي".

وأضاف الحريبي في حديثه لأخبار اليوم: "ما يحاول التحالف تجاهله هو أن ذلك غير ممكنا نهائيا، فالإصلاح يتعامل مع الحوثي كأسوأ مليشيات في الأرض، ومع ذلك هناك من ما زال ينصح السعودية خصوصا أنه وبتوالي الضربات وتكثيرها على الإصلاح سيلجأ لذلك حتما".

وتابع: "هناك أوراق لدى الإصلاح غير الحوثي _يعرفها الجميع _ يمكنه استخدامها وهي متاحة جدا، فلا يجب على التحالف خسارته، فهو أخلص وأقوى حليف، فلا يجب أن يمارس معه الغدر فهو يتعامل بكل وضوح".

لا تكن دولة الإمارات أية عداوة لإيران، بل إنها دائما ما تتمسك من ارتباطها مع طهران بعلاقات سياسية وثيقة، فما الذي دفع بها إلى حرب الحوثيين وكلاء إيران في اليمن، بينما ما تزال جزرها خاضعة لسيطرة إيران، غير أن لحربها مشروع آخر مواز لمشروع طهران في صنعاء.

تريد الإمارات التخلص من حزب الإصلاح لإفراغ الساحة من أي فصيل يسعى لبناء دولة مركزية قوية وذات سيادة وطنية، فبهذه الحالة تتمكن ميليشياتها من الإبقاء على أجندتها بصورة دائمة ودون الحاجة للتعامل مع الحكومة التي فرختها بالانتقالي وأمثاله من العملاء، وذلك ما تسعى لبلوغه من خلال حربها ضد الإصلاح.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد