القاعدة في أبين... غياب الدولة وعودة الإرهاب.

2022-09-07 07:38:16 أخبار اليوم – تقرير خاص

  

يظل ملف الإرهاب في اليمن من الملفات الشائكة والأكثر حساسية على الساحة، ومن فترة إلى أخرى، تتجدد أحدث الإرهاب مع تطورات الوضع الميداني في الجانب الحكومي، ليظل السؤال الأكثر حضورا على المشهد العام حول العوامل المؤثرة على هذا الملف.

في الوقت الحالي ومع التطورات الأخيرة الجارية جنوب البلاد، يأتي استهداف الخلايا الإرهابية لنقطة عسكرية تابعة للحزام الأمني المدعوم إماراتيًا، والذي راح ضحيته 29 عنصراً أمنياً ما بين قتيل وجريح، فمن يستثمر مثل هذه الأعمال الإرهابية، وأي أحداث ستأتي على أثرها.

ففي حين شهدت محافظة شبوة أحداث عسكرية فرضها المجلس الانتقالي، شنت عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي هجوماً على نقطة أمنية تابعة للحزام الأمني التابع للانتقالي بمحافظة أبين، أدى لاندلاع اشتباكات بين العناصر الإرهابية وقوات الحزام الأمني استمرت 3 ساعات وانتهت بمقتل أكثر من 27 من الطرفين من بينهم قيادي بالحزام الأمني.

غياب الدولة.

يمثل غياب الدولة وشل نشاطها السياسي مساحة مناسبة لنمو الأنشطة الإرهابية عموما، ففي حين تعطل الأجهزة الأمنية، وتغيب الحكومة لتحل الفوضى بمحلها، يأتي الدور لنشوء الظواهر الإرهابية كنتيجة طبيعة لهذا الواقع.

وفي حين تشهد البلاد وخصوصا الشطر الجنوبي منها، حالة من الصراع غير المتناهي، خلف وراءه واقع أمني هزيل، وجدت الجماعات الإرهابية بيئة مناسبة للنمو والتكاثر، ففيها يتوفر الغطاء وتغيب ترسانة الدولة والحكومة.

يقول الكاتب عبدالملك نصر الفهيدي: "إن ما جرى في أبين من استهداف لقوات الحزام الأمني من عناصر إرهابية يجب أن يقف ضده الجميع، كما يجب أن تقوم الدولة بواجبها في ملاحقة العناصر الإرهابية".

وأشار الفهيدي في حديثه لـ"أخبار اليوم" إلى أن: "مسؤولية مكافحة الإرهاب تقع على عاتق الدولة ولا أحد غيرها سيقوم بهذه المهمة" موضحًا أن "قيام المعسكرات المتمردة على الدولة في مواجهة العناصر الإرهابية لن ينجح".

وقال الفهيدي إن "غياب الدولة سيشكل بؤرة للعناصر الإرهابية، لأن مثل هذه الفصائل المسلحة لا تستطيع مواجهة عناصر الإرهاب، وإنما عملياتها محدودة على العكس من تواجد الدولة الذي يمثل الضامن القادر على حشد كل الإمكانيات للقضاء على العناصر الإرهابية".

وأردف: "الدولة هي من سيلتف حولها الجميع لمساندتها، على عكس المليشيات الخارجة عن النظام والقانون، التي قد تدخل في صراعات مناطقية وقروية وعصابات تنحرف بالمعركة عن مواجهة العناصر الإرهابية".

وتابع: "تواجد هذه الفصائل المسلحة وغياب الدولة هو سبب أساسي لتواجد العناصر الإرهابية، ولذلك لا بد من حضور الدولة وقيامها بواجبها وعدم ترك الأمر للمليشيات المتمردة الغير قادرة على مواجهة العناصر الإرهابية، وإذا كانت عملية واحدة أدت إلى استشهاد وجرح أكثر من ثلاثين من جنود الحزام الأمني فكيف بالمعارك القادمة".

وأكد: "الدولة وجيشها هي القوة الوحيدة القادرة على القضاء على العناصر الإرهابية وغير ذلك فهو صراع مليشيات متمردة مع عناصر إرهابية وقد يطول ويكثر الضحايا".

إدانات سياسية.

أدان ناطق القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي الهجوم الإرهابي الجبان، الذي استهدف النقطة الأمنية في مدينة أحور الساحلية بمحافظة أبين مؤكداً أنه نتج عن الهجوم الغادر استشهاد وإصابة 29 جندياً من قوات الأمن، بينما قتل 7 من الإرهابيين وتم القبض على عنصر.

وفي تصريحه: "ترّحم العميد مجلي على شهداء الواجب، مقدماً تعازيه وتعازي كل من وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير بن عزيز لأسرهم، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى الأبطال الميامين".

وقال إنه: "في الوقت الذي تدين فيه وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة العمل الإرهابي الجبان، تؤكد المضي بقوة وصلابة أمام عصابات وتنظيمات الإرهاب، وأن التكامل بين الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية سيهزم الإرهابيين أياً كانوا، وسيفشل أي مخطط لهم.

وأضاف "اليمن شريك في مكافحة الإرهاب، ولدينا إصرار على الاستمرار وتنفيذ المهام القتالية والأمنية والعمل على تأمين الطرقات وفرض هيبة الدولة وحفظ أمن واستقرار المواطنين في مختلف المحافظات المحررة".

وأشار إلى أن: "هذه العملية التي نفذها اليوم تنظيم القاعدة، دليل آخر على تخادمه مع مليشيا الحوثي الإرهابية، إلا أن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب هدراً، وأن الشعب ومؤسسته العسكرية والأمنية لكفيلة بهزيمتهم معاً".

من جهة أخرى، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني: "ندين العملية الإرهابية التي حدثت اليوم (أمس) في أبين، والتي راح ضحيتها العشرات من الجنود ما بين قتلى وجرحى"، مضيفاً أن تلك العملية "تأتي ضمن جهود القوى التي تسعى إلى المزيد من خلخلة الوضع الأمني لما فيه صالحها".

وأضاف العديني: "إننا إذ ندين الإرهاب بكافة أشكاله، فإننا نترحم على الشهداء ونسأل الله الشفاء للجرحى، ولجميع أهالي الضحايا الصبر والسلوان".

وأكد العديني على "أن على الدولة بناء المؤسسة الأمنية على أساس وطني كحل وحيد لضمان الأمن".

فيما عبر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الجنوبي المهندس أحمد الميسري، في تصريح له عن إدانته واستنكاره الشديدين لهذا الهجوم الإرهابي.

وأكد الميسري على ضرورة تعزيز كافة الجهود الأمنية والعسكرية بالتعاون مع الشرفاء من أبناء الوطن بمختلف أطيافهم لمحاربة الإرهابيين والقضاء على أوكارهم وإفشال كل مخططاتهم التي تخدم مليشيا الحوثي.

تظل الأعمال الإرهابية في محل رفض وإدانة، فهي الوجه القبيح لأية نشاط ينتهي به الحال إلى هذه النتيجة، وهو الواقع الذي لا يترك معه مجالًا للنمو والازدهار السياسي، كما يقوض أركان الحياة الإنسانية عمومًا.  

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد