هجوم الحوثي على ضباب تعز تحدٍ صارخ لكل الجهود الرامية لتحقيق السلام.

هجوم حوثي في تعز برعاية وغطاء أممي .

2022-08-30 00:52:49 أخبار اليوم - تقرير خاص

 

 

  • " ليندركينج" يدين التصعيد العسكري في تعز والحكومة اليمنية تعتبره تقويضا للهدنة الأممية .
  • اللجنة العسكرية الحكومية تعلق مشاركتها في المحادثات الجارية عمان الأردن .
  • محور تعز قواتنا ملتزمة بالهدنة المعلنة وفق قرارات القيادة العليا رغم الخسائر البشرية .
  • ناطق محور تعز العقيد البحر“: تعز حرة ورجالها الأبطال في كل الجبهات يصنعون الانتصارات ويحققون المعجزات ويقهرون الموت .
  

نام أهالي المدينة مطمئنين من مكر ثعالب السلالة، أغمضوا أعينهم آمنين من غدر الضباع، لا قلق يساور أرواحهم لأنهم يعلمون أن خلف جبال المدينة جبال تُسند إليها الظهور، شباب اقسموا أن يجعلوا من أجسادهم سياج للمدينة وقاطنيها، ولم يسبق أن خانوا عهدهم

 

صباحًا سيستيقظ أبناء تعز على يوم نصر جديد، سيشيعون فيه ثُلة من أنبل الرجال، لن يذرفوا الدموع بل سيتمنى كل واحد منهم لو كان قطرة دم طاهرة في ثوب شهيد أو رصاصة في بندقيته، سيولد من نسل الأبطال أبطال جدد ليأخذوا أسماء الشهداء وثأر البلاد !

 

حيث أقدمت مليشيات الحوثي الانقلابية مساء الأحد، على شن هجوما عنيفا على منطقة الضباب غرب مدينة تعز استمر حتى فجر الاثنين، في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمحافظة عدن .

 

وأسفر الهجوم عن استشهاد 10 جنود وجرح 7 آخرين، في الوقت الذي تنصب فيه جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتثبيت وتوسيع الهدنة الإنسانية والبناء عليها لاستئناف الجهود السياسية وتحقيق السلام في اليمن .

 

وقال ناطق محور تعز العقيد عبدالباسط البحر على صفحته فيسبوك: ”إن مليشيا الحوثي الإيرانية شنت هجوما واسعا، استمر حتى ساعات الصباح، على مواقع الجيش في الكربة والذئاب، وتباب الصغير، والمضيض والراعي في منطقة ميلات ( الضباب ) التابعة لمديرية جبل حبشي غرب تعز “.

 

وعن زمن المعركة قال ناطق محور تعز العقيد عبدالباسط البحر، أن الهجوم استمر نحو عشر ساعات، صاحبه قصف عنيف بمختلف الأسلحة الثقيلة والعيارات النارية شنته مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على القرى المأهولة في الضباب غرب تعز “.

 

وأضاف،” تمكن أبطال الجيش الوطني بتعز من صد الهجوم وتكبيد المليشيات 23 قتيلا، ونحو 30 جريحا بينهم قيادات ميدانية “.

 

وأشار إلى أن هذا التصعيد الخطير في الأعمال العدائية كأعنف انتهاك للهدنة الإنسانية الأممية المعلنة تشنه المليشيات .

 

مؤكدا أن الهجوم يستهدف لإحكام الحصار على المدنيين بتعز وإغلاق المنفذ الجزئي الغربي الوحيد ولو ناريا من قبل المليشيات .

 

وقال إن مليشيا الحوثي لم تستطع تحقيق أي اختراق، بل تلقت خسائر كبيرة وهزيمة مدوية نتيجة يقظة وجاهزية واستعداد أبطال الجيش الوطني بتعز .

 

مؤكدا أن قوات الجيش الوطني بمحافظة تعز ملتزمة بالهدنة المعلنة وفق قرارات القيادة العليا الصادرة بهذا الخصوص ورغم الخسائر البشرية في صفوف القوات والمدنيين .

 

وأختتم ناطق محور تعز العقيد عبدالباسط البحر قائلا، إن تعز حرة لا ولن تهان، ورجالها الأبطال في كل الجبهات يصنعون الانتصارات ويحققون المعجزات ويقهرون الموت .

 

واعتبرت الحكومة في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أن الهجوم تحد صارخ لكل المبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية ولإطباق الحصار على مدينة تعز المحاصرة فعلا منذ سبعة سنوات .

 

وأشار البيان إلى أن جماعة الحوثي ترفض الوفاء بالتزامها بفتح الطرق الرئيسية منها واليها، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح لمليشيات الحوثي باستمرار خروقاتها وعبثها واستغلالها للهدنة والاستفادة من التزام الجانب الحكومي بتنفيذ بنود الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية على حساب خيارات اليمنيين وتطلعاتهم إلى السلام والاستقرار محملاً الحوثيين عواقب تلك الخروقات .

 

ودعا البيان، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي والمواثيق الدولية لتحمل مسؤولياته تجاه ما تمارسه جماعة الحوثي

 

في السياق أدان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيمو ليندركينج، كافة الاختراقات والتصعيد العسكري الذي يتعارض مع الهدنة الأممية مؤكدا على أهمية التزام جميع الأطراف بالهدنة .

 

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية أحمد بن مبارك مع المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينغ، لبحث استمرار خروقات جماعة الحوثي للهدنة الأممية على ضوء الاعتداءات الأخيرة التي قامت بها في منطقة الضباب في تعز .

 

إلى ذلك أعلنت اللجنة العسكرية الحكومية في مفاوضات عمان، تعليق مشاركتها في المحادثات الجارية برعاية أممية حتى إشعار آخر، احتجاجا على التصعيد العسكري الأخير لجماعة الحوثي في مدينة تعز .

 

وذكرت وكالة سبأ الرسمية، أن "اللجنة العسكرية الحكومية علقت المشاركة في المحادثات الجارية في العاصمة الأردنية عمان بهدف تعزيز الرقابة على الخروقات وتشكيل غرف عمليات مشتركة على مستوى الجبهات في جميع أنحاء البلاد ".

 

وأشار بيان اللجنة إلى أن تعليق عملها يأتي نتيجة "لقيام الميليشيات الحوثية بشن هجوم عسكري واسع في محافظة تعز نتج عنه عشرات القتلى والجرحى، وكان هذا الهجوم يستهدف إغلاق آخر شريان رئيسي يغذي مدينة تعز المحاصرة منذ سبع سنوات ".

 

وطالب البيان، المبعوث الأممي، لـ "الاضطلاع بواجباته تجاه هذه الممارسات والجرائم التي تقوم بها مليشيا الحوثي وأن يوضح للعالم حقيقة التعنت الحوثي والأساليب الملتوية التي يمارسها في التملص من التزاماته بالهدنة الإنسانية ".

 

وقال عضو الفريق الحكومي للتفاوض لفتح طرق تعز، نبيل جامل" تعليقاً على هجوم المليشيا العنيف على منطقة الضباب، غرب محافظة تعز أمس الأحد إن المليشيا الحوثية نفذت هجوماً واسعاً بكل مقومات المعركة، من استخدام السلاح الثقيل، وصولاً إلى دفعها لعدة أنساق بالمعركة التي استمرت لأكثر من عشر ساعات

 

وأوضح أن هدف المليشيا، هو إطباق الحصار بشكل كامل على المحافظة، وإغلاق المنفذ الوحيد، في تماد خطير منها، كما يجسد بشاعتها وإرهابها

 

وقال " نحن في الفريق الحكومي نتكلم عن فتح الطرقات لهذه المحافظة التي تحاصرها مليشيا الحوثي منذ ثماني سنوات وتريد اليوم أن تغلق الطريق الوحيدة والمنفذ الوحيد ". 

 

وعن دور المبعوث الأممي، أكد عضو الفريق الحكومي لفتح طرقات تعز بأن مكتب المبعوث إلى اليوم، ينفذ ما تراه المليشيا، رغم أنها قد رفضت اقتراحاته السابقة، مشيراً إلى أن المبعوث سيقدم مبادرة جديدة وفق شروط الحوثي، بأن فتح الطرقات مرتبطة بدفع الرواتب والفتح الكامل لمطار صنعاء، وتمديد الهدنة بما يرضي الحوثي فقط، والذي لم يتوقف في خرقها

 

ونفى جامل أي اجتماعات مرتقبة إلى الآن بشأن التفاوض لفتح طرق محافظة تعز وبقية المحافظات، مشيراً إلى أن الفريض لم يتلق أي دعوة من مكتب المبعوث لإجراء أي جولة جديدة للمفاوضات

 

واستغرب من تماهي مكتب المبعوث مع مطالب المليشيا، كما أنه لم يمارس أي ضغوط تذكر عليها أو على داعميها

 

ضغطاً مليشياوياً 

 

حادثه يراها صحفيون ومراقبون، أن هجوم الكهنوت على المنفذ الأخير والمتنفس الوحيد لتعز خط الضباب ضغطاً مليشياوياً لعدم فتح منافذ المدينة الأخرى، والاكتفاء منه بعدم إغلاق الطريق الأخير .

 

في هذا السياق قال الصحفي عبدالسلام القيسي على صفحته الفيسبوك رصدتها صحيفة أخبار اليوم، إن هجوم الكهنوت ليلة أمس على المنفذ الأخير والمتنفس الوحيد لتعز خط الضباب ومحاولة قطعه كان من المفترض أن ينهي المجلس الرئاسي الهدنة وأي مجال للتفاوض .

 

وأضاف، نفاوض على فتح طرقات تعز فتسعى المليشيات لقطع وإغلاق آخر طريق منه تتفرع بقية طرق تعز فمن خط الضباب فقط وهو الوحيد تتصل الحياة إلى شمال وشرق وغرب تعز وجنوب تعز وكل المدن .

 

مشددا على أن هذا الاستهتار الكهنوتي لا يجب أن يمر، وهذه المعركة والمحاولة في حين لجان التفاوض تلتقي على فتح منافذ المدينة ضغطاً مليشياوياً لعدم فتحها، وأن نكتفي منه بعدم إغلاق الطريق الأخير، استهانة بكل شيء .

 

الصحفي مازن عقلان قال إن هجوم الحوثي بهذه الطريقة الغادرة عبر أنساق كبيرة وقصف مدفعي لم يدخر قذيفة وعيار، في ظل سريان الهدنة الأممية، يؤكد مساعي هذه الشرذمة للفتك بمدينة الأحرار بأي طريقة كانت .

 

الدكتور والأديب صادق القاضي قال على صفحته فيسبوك أن العالم يتحدث عن هدنة، ويجددها ويمددها؛ ويطالب بفتح معابر لتعز المحاصرة، والحوثي يحاول السيطرة على الخط الرئيسي في الضباب المعبر الوحيد لتعز .

 

مؤكدا أن مليشيا الحوثي ليس في جعبته غير الحرب، وإن لم يقدم الأئمة في كل عهودهم لليمنيين غير الحرب .

 

لا يترك الحوثيين فرصة إلا وحاولوا من خلالها اختبار جاهزية تعز وجيشها على المواجهة، مرة تلو أخرى تدفع المليشيا بانتحاريين وتستخدم القصف المكثف لتحقيق اختراق أو تقدم بسيط دون جدوى .

 

يهدف الحوثيين من خلال هجومهم على المنفذ الغربي في تعز -الضباب- الشريان الوحيد المتبقي للمدينة إلى إطباق الحصار بشكل كلي على المحافظة المحاصرة منذ 8 سنوات .

 

من الواضح أن الحوثي يستغل مجددًا النفاق الدولي ، وانشغال المجلس الرئاسي بالمعركة الداخلية ومخطط فكفكة الجيش لتحقيق مكسب عسكري 

 

بطبيعة الحال تعز كعادتها يستحيل أن تترك شريانها الوحيد تحت شفرة الحوثي، ولكن من العيب بعد الآن الحديث عن هدنة أو مفاوضات مع المليشيا الأكثر وضاعة وحقدا ونقضًا للعهود في التاريخ .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد