"الزُبيدي" يصادر مهام الرئيس..

كيف أصبح "العليمي" بصلاحيات رئيس الفصل

2022-08-24 00:55:55 أخبار اليوم/ تقرير خاص

  

بات اليمنيون على قناعة الآن أكثر من أية وقت مضى بأن الرئيس الفعلي للبلاد هو عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات .

  

* مسرحية مضحكة :

 

بعد إعلان نقل السلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي إلى المجلس الرئاسي في إبريل الماضي، بضغوطات سعودية، بدأ عيدروس الزبيدي أكثر بروزا من ذي قبل خاصة وأنه وصل إلى عضوية مجلس القيادة، حتى صار يمثل جوانب تخص الجمهورية اليمنية وتحت يافطة الانفصال الذي ينادي به المجلس الانتقالي الذي يترأسه وتدعمه أبو ظبي .

 

يدرك الدكتور رشاد العليمي، الذي أصبح يحمل مجازا صفة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أنه مجرد رئيس شكلي مؤقت، لا يمكنه التجرؤ على إيقاف سير الأجندات الخارجية التي ينفذها الزبيدي عضو المجلس بتطاول جعل من صلاحيات الرئيس العليمي مقارنة بامتيازاته، لا تكاد تضاهي تلك الصلاحيات المخول بها رئيس الفصل في مدارس التعليم الأساسي .

 

ويسيطر المجلس الانتقالي على العاصمة المؤقتة عدن وسيطر مؤخرا على محافظة شبوة بعد استخدام مليشياته في إسقاط معسكرات القوات الحكومية متجاوزا توجيهات الرئيس العليمي .

 

ولم يصدر عن المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية أية ردة فعل تندد بأحداث شبوة .

 

ومؤخرا أصدر الزبيدي أوامره للقوات المدعومة من الإمارات بتنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على محافظة أبين، معلنا التمرد على توجيهات رئيس المجلس الرئاسي بإيقاف أية تحركات عسكرية في أبين، كما بدأ الزبيدي الزحف بقواته تجاه حضرموت .

 

ويسود توتر الأوضاع في محيط مدينة زنجبار عاصمة أبين، بعد إعلان قوات الجيش عن إعادة الانتشار والتمركز على امتداد خطوط التماس مع المليشيات التابعة للانتقالي والمدعومة من أبو ظبي هناك .

 

هنا يتساءل الإعلامي سامي حروبي: هل بدأت الصراعات في أروقة المجلس الرئاسي، يتم تجاهل توجيهات الرئيس، بينما الستة الأعضاء لم يحركوا ساكناً، هل ستتغرب الشرعية مجدداً أم أن الرعاة لهم رأياً آخر ، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة .

 

يقول الكاتب والباحث اليمني نبيل البكيري لدى حديثه ل "أخبار اليوم" بأن الزبيدي ممثل لمشروع السيطرة على ما تبقى من اليمن وهو مظلة للوجود الإماراتي، فيما مجلس القيادة الرئاسي مظلة لهذا السيناريو وبالتالي فإن العليمي ليس سوى غطاء لعيدروس الزبيدي لتمرير هذا المشروع الذي تديره الإمارات- وفقًا للبكيري .

 

يقول الكاتب الصحفي جمال حسن، إن ما يحدث في الجنوب هو استكمال لرغبة القوى الخارجية، وان دور الرياض طافحا في المشهد اليمني بسعيه لتمزيق الخريطة .

 

ويشير في منشور له، إلى أن عناصر المسرحية المضحكة واضحة، مجلس رئاسي غير شرعي وانقلاب برعاية الرياض، وأيضاً احتجاز الرئيس هادي، حيث سبق وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية .

 

ولفت إلى التمهيد لسقوط عدن، ثم اتفاقية الرياض، وبالتالي تشريع تلك القوى المشكَّلة. وسنعرف أن كل جماعة مسلحة أدت ما عليها من المخطط المرجو، بما في ذلك الطرف الذي ساعد على إخراج عبدربه منصور هادي من مقر إقامته الجبرية في صنعاء إلى عدن .

 

وأضاف : البلد الذي جرى اغتصابه من قوى محلية، واستغرقت قوى في مشروع الفساد والإثراء من خلال أزمته، أصبح فريسة سهلة وقابلة لإعادة التشكيل، جثة يمكن تشريحها وتوزيع أعضاءها بين المتربصين، بخلاف حزب الإصلاح الذي أصبح أول هدف بالنسبة للسعودية لكن الدائرة ستدور على الجميع .

 

يتساءل الناشط عبده الضليمي عن ماهية السلطة الحقيقة في عدن، هل هي في المجلس الرئاسي أم في المجلس الانتقالي، ومن هو الرئيس الفعلي للشرعية رشاد العليمي أم عيدروس الزبيدي .

 

وتساءل أيضا عن إمكانية التفريق بين الثلاث المسميات: الجيش الوطني، وألوية العمالة، حراس الجمهورية، واين هي المؤسسة العسكرية الفعلية للبلاد .

  

* هيمنة الزبيدي :

 

أصبح التساؤل حول الغياب الفعلي لرئيس المجلس الرئاسي يتتاب حتى الناشطين والصحفيين في الجنوب أنفسهم، فالكاتب الصحفي ماجد الداعري، تساءل في تغريدة له خول استمرار غياب الرئيس الدكتور رشاد العليمي وكل نوابه في رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، عن العاصمة عدن. مردفاً: هل اتفقوا جميعا على بقاء الزبيدي نائبا عن الجميع للقيام بكل مهام رئيس المجلس ونوابه المشتتين بالداخل والخارج؟

أم أن خلافات عميقة أوصلت المجلس إلى حالة انسداد !.

 

وفي مقال له يتساءل الكاتب أشرف الفلاحي، حول ماذا يعني تراجع دور العليمي باليمن وبروز الزبيدي بدلا عنه، لكن السياسي اليمني بليغ التميمي، يتجاوز دائرة التساؤل ليشير إلى أن "هناك معطيات واقعية على الأرض تضع الزبيدي في مكانة مهيمنة على ما عداها من أعضاء المجلس بما في ذلك رئيس المجلس نفسه، وأهمها أنه يتحكم عسكريا وأمنيا بقصر معاشيق مقر الرئاسة، ويتحكم بالعاصمة السياسية عدن .

 

وبدا جليا توجه التحالف العربي في دعم المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بعد تمكين ميليشياته المدعومة من الإمارات من السيطرة على محافظة شبوة النفطية، شرق البلاد، بإسناد جوي إماراتي، وسط غياب أي موقف أو خطاب تنديدي بما تعرضت له القوات الحكومية هناك .

 

وتعرض العليمي لانتقادات واسعة في الوسط السياسي والعسكري في اليمن، إزاء قراراته ومواقفه المتماهية مع المجلس الانتقالي، الذي يرأسه عيدروس الزبيدي، عضو المجلس الرئاسي، والذي وصل إلى حد تكليف الأخير بإدارة لجنة عليا لموارد الدولة المالية، وسط تهميش أعضاء المجلس الآخرين .

 

وخلقت قرارات العليمي أزمة سياسية، دفعت بحزب الإصلاح، أكبر قوة سياسية مساندة للمجلس الرئاسي، إلى التلويح بتجميد مشاركته في سلطاته، بعد تجاوز المجلس المهام الأساسية التي شكل لأجلها في 7 نيسان/ أبريل الماضي .

 

ومع بلوغ الأحداث ذروتها في محافظة شبوة، واستمرار المليشيات المدعومة من أبو ظبي وبإسناد جوي من الطيران المسير الإماراتي، في مهاجمة قوات الجيش والأمن الخاصة، ونهب مقار شركة الغاز اليمنية، وصولا إلى السيطرة على قطاعات نفطية في المحافظة، فقد ظل العليمي غائبا عن هذه الأحداث .

  

* خيانة النُخب :

 

ويبدو الاستغراب جلياً أوساط الشعب اليمني، من غياب النخب والأحزاب السياسية في الأحداث الأخيرة، حيث اكتفت بدور المتماهي مع ما يعتمل في البلاد، وهنا يقول الباحث البكيري لأخبار اليوم: دور النخب والأحزاب دور خياني مخزي وفاضح يكشف حجم الخذلان والعمالة التي تعبث باليمن تحت لافتة تصفية الحسابات السياسية والايدلوجية التي ليست سوى ستار مكشوف وشفاف ينبئ بحجم السقوط الخياني لهذه النخب الساقطة والمنحطة .

 

يقول الكاتب التميمي في حديث لـ"عربي 21"، أنه "على الرغم من وجود أعضاء آخرين في المجلس الرئاسي يملكون قوى عسكرية مكافئة فإنهم ووفقاً للدور المرسوم لهم اكتفوا بممارسة نفوذهم ضمن القضاء الجيوسياسي الذي رسمه التحالف لكل منهم ".

 

وقال إن الزبيدي يصر على تثبيت مكانته مرحليا كنائب أول في لائحة تنظيم عمل المجلس المتعثرة بسبب هذا الإصرار من جانب الزبيدي ذاته .

 

وأكد المحلل السياسي اليمني أن هذا يحتم علينا فهم أن سلوك عيدروس الزبيدي يتكرس كممارسة مشروعة بفضل التغطية التي يوفرها له التحالف، والتي لا تكتفي بتعزيز المكانة الرئاسية للرجل بل القيام نيابة عن قواته بخوض معارك جوية ضد القوات الحكومية وتسليم المزيد من مناطق النفوذ لعيدروس ومجلسه الانتقالي الجنوبي .

 

ومضى قائلا: "وهذا يأتي، ضمن مسار قد ينتهي باستحواذه بشكل تلقائي على منصب الرئاسة، وهو أمر قد يسمح إما بتنفيذ مشروع الانفصال وفق عقيدة الزبيدي ومجلسه الانتقالي أو تفكيك الدولة اليمنية وفق مناطق السيطرة الحالية لقوى الأمر الواقع ".

 

وحسب التميمي فإن سنوات من الممارسات السيئة للتحالف لا تسمح بتوقع أن ما يحظى به عيدروس الزبيدي هو بهدف احتوائه، والدفع به للانخراط في مشروع استعادة الدولة اليمنية، موضحا أن خطاب التحالف السياسي والإعلامي يشير إلى عكس ذلك تماماً .

 

من جانبه أوضح الباحث البكيري خلال حديثه لصحيفة أخبار اليوم، بأن السيناريو القادم، هو تصفية أية بقايا لمسمى الجمهورية اليمنية من جيش وسلطات وجماعات .

 

  وأردف البكيري: اعتقد أنه سيناريو واضح المعالم منذ البداية والكارثة أن الأطراف المستهدفة لم تعِ الدرس جيداً حتى اللحظة وتسعى لتفادي هذا المصير الذي يستهدف تفكيك اليمن إلى كيانات ضعيفة ومجزأة وسهلة الاستخدام والسيطرة .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد