تحركات أميركية مشبوهة في منابع النفط ..

بعد أحداث شبوة.. صفقة إماراتية تضع "بلحاف" تحت حماية الفيلق الفرنسي

2022-08-18 00:39:52 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 

 

ألقت الحرب الروسية- الأوكرانية بظلالها على اليمن وعلى دول عربية شتى من عدة أبعاد عدا أن البعد الذي تهندسه فرنسا بمساعدة الإمارات الحليف الأبرز للسعودية في حرب اليمن التي انطلقت في مارس 2015 بحجة إنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، بدأت الأكثر تأثيرا على مستقبل ثروات اليمن تبدي نتائج كارثية لمآلات الصراع اليمني لم تك في الحسبان قبل الاجتياح الروسي لأوكرانيا .

   

* فرنسا تنقل قواتها من مالي إلى بلحاف :

 

  كشفت الأحداث المتسارعة لإسقاط سيطرة قوات الجيش اليمني والأمن على المناطق الغنية بالنفط والغاز عن مخطط تنفذه قوى دولية بأدوات محلية لاستكمال هندسة المؤامرة على الثروات في اليمن؛ حيث تم إسقاط سيطرة قوات الشرعية في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، من قبل مليشيا مولتها الإمارات كقوة تابعة للمجلس الانتقالي وأخرى لطارق صالح .

 

ولعل ما رافق تلك الأحداث من تواطؤ من قبل قيادة المجلس الرئاسي والصمت الدولي غير المبرر والمحاولات الحثيثة من قبل تلك المليشيات للتوغل نحو محافظة حضرموت الغنية بالنفط، يشير إلى دوافع منبثقة من التحرك المحموم لأميركا وفرنسا باليمن وتحديدا في محافظتي حضرموت وشبوة .

 

ويأتي ذلك في ظل معلومات عن تحضيرات تجري لتصدير الغاز من بلحاف وتحرك نشط لفرنسا وتفاوضها مع بعض دول الإقليم وأطراف الصراع اليمني لتصديره في ظل ارتفاع أسعار الغاز دولياً ولتخفيف الضغط الروسي على أوروبا وبحماية فرنسية للمنشأة .

 

وقال وزير الخارجية الأسبق الدكتور أبوبكر القربي في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر  إن أحداث شبوة الأخيرة كشفت عن تحرك فرنسي نشط سبقه تفاوض مع بعض دول الإقليم وأطراف الصراع في اليمن لتصدير الغاز من منشأة بلحاف لغرض التخفيف من الضغط الروسي على أوروبا مع توفير حماية للمنشأة عبر فيلق فرنسي .

 

وأعلنت ‏فرنسا مغادرة آخر جندي من قواتها من دولة مالي والتي كانت ضمن عملية " برخان"، فيما أكدت مصادر إعلامية وصولهم إلى منشأة بلحاف جنوب شرق اليمن .

 

يأتي ذلك بعد يومين فقط من وصول قوات أمريكية إلى سيئون .

 

وتعتزم فرنسا بعد سحب قواتها من مالي لإنزالها في منطقة بلحاف حيث يقع ميناء بلحاف المصدر الأول للغاز الطبيعي في جنوب اليمن بمحافظة شبوة النفطية ويأتي ذلك لتوفير الحماية لميناء بلحاف ليتم تصدير الغاز إلى أوروبا لتغطية عجز إمداد غاز روسيا .

 

ووفقا لمتابعين للأحداث التي تشهدها المناطق المحررة باليمن، فالأوروبيين بحاجة للغاز والصفقة أبرمت بين فرنسا والإمارات والأطراف اليمنية كلها خارج اللعبة فيما تناور إيران للحصول على نصيبها من الصفقة .

 

وبالفعل وصلت القوات العسكرية الفرنسية، الاثنين الماضي إلى محافظة شبوة، لاستلام أهم منشأة غازية في المحافظة وبسط سيطرتها عليها، وفق مخطط وتفاهمات مع أميركا والإمارات .

 

وقالت مصادر مطلعة في شبوة، إن عشرات الجنود الفرنسيين وصلوا إلى القاعدة العسكرية الإماراتية التي تتخذ من منشأة بلحاف الغازية مقرًا لها .

 

وبحسب المصادر، فإن قدوم هذه القوات الفرنسية يأتي بهدف بسط سيطرتها ونفوذها على المنشأة، والتي تستحوذ شركة توتال الفرنسية على نسبة 39% من حصتها والتي تواجه إشكالات قضائية مع اليمن حول عقود بيع الغاز فيها .

 

وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي فرنسا لتأمين نهب الغاز اليمني من المنشأة وتصديره إلى الأسواق الأوروبية، خاصة مع ارتفاع أسعار عالميًا بشكل كبير نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية .

 

وكانت لإمارات، قد أبرمت اتفاقًا مع فرنسا، بمعزل عن الحكومة الموالية للتحالف، لإعادة تشغيل منشأة بلحاف، ما تسبب بإثارة الغضب في أوساط اليمنيين .

 

وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع تحركات أميركية مكثفة للسيطرة على منابع النفط في منطقة الهضبة النفطية إضافة إلى السواحل الشرقية للبلاد وباب المندب، حيث بدأت بترتيبات موسعة لإنشاء قواعد عسكرية جديدة لها على سواحل حضرموت، منها في مديرية بروم ميفع التي وصل إليها الأحد الماضي وفد عسكري أمريكي التقى خلالها مع مسؤولي المديرية ناقشوا فيها الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة .

 

وتعد منشأة بلحاف الغازية، أكبر مشروع استثماري باليمن تشرف عليه الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال وبدأ الإنتاج في العام 2009. وتقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع 6.7 مليون طن، وبإيرادات تقارب أربع مليارات دولار سنوياً .

 

في 14 أبريل 2015م توقف تصدير الغاز المسال من المنشأة بعد إعلان الشركة اليمنية للغاز نتيجة تدهور الأوضاع وبعدها بعام سمحت حكومة الشرعية باستخدام جزء من منشأة بلحاف موقعا لقوات التحالف ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لا زالت الإمارات تسيطر على هذه المنشأة عبر قوات موالية لها وتحرم اليمنيين من تصدير الغاز المسال .

   

* الحكومة اليمنية خارج الصفقة :

 

‏وبات اليمن مستباحا أكثر من أي وقت مضى إذ تجري فرنسا تحركاً نشطا لإعادة ​​استئناف تصدير الغاز عبر ميناء بلحاف على بحر العرب، وللتواجد عسكريا في الميناء تحت مبرر حمايته، وتخوض مفاوضات مع الإمارات والرياض، وليس مع الحكومة اليمنية للأسف .

 

ووفقاً للصحفي اليمني أحمد فوزي، فإن علاقة فرنسا والإمارات والجنرال اليمني عمار صالح بتصدير الغاز اليمني وميناء بلحاف على وجه التحديد بدأت بعد أن دخلت شركة توتال الفرنسية إلى اليمن واستحوذت على كامل التصدير من الغاز اليمني منذ العام 2010 ومنحت فرنسا أوسمتها الرفيعة لشخصيات ساهمت في خدمة فرنسا خارج أراضيها

 

وذلك لا يدع مجال للشك من الدور الإماراتي ودور عمار صالح في تسليم المنشأة لتصدير الغاز والنفط من أجل تأمين إمدادات الغاز إلى فرنسا وأوروبا خلال الشتاء القادم .

 

‏وقال فوزي في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": كلمة السر الفرنسية وضغطها المتواصل لتعيين شخصية إماراتية ويمنية في ميناء بلحاف شرق اليمن وتم اختيار عمار صالح، والذي لعب دور مهم في الصفقة المبرمة لصالح توتال وحصل في 2010 على وسام جوقة الشرف (درجة فارس) والذي يعد من أرفع الأوسمة في فرنسا والذي يمنح لمن خدم فرنسا

 

ولفت إلى أن ميناء بلحاف شبوة في اليمن لم يتوقف عن تصدير الغاز في أحلك الظروف الأمنية والعسكرية، مشيرا إلى أن ما تسعى إليه فرنسا هو رفع الإنتاج إلى أقصى مستوى من بلحاف ومحاولة تغطية خفض إمدادات الغاز الروسي ضمن المصادر البديلة لأوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا قبل شتاء 2023 .

 

وفي السياق عقد عوض بن الوزير العولقي، محافظ شبوة الأربعاء، اجتماعها في ديوان المحافظة بمُمثلي شركة الغاز الطبيعي المسال .

 

واستعرض العولقي خلال الاجتماع جهود تأمين المنشآت النفطية والغازية واستقرار الأوضاع العسكرية والأمنية في شبوة .

 

وأكد السيطرة على الوضع الأمني في مواقع ومنشآت ومحطات شركة الغاز، وفرض الاستقرار فيها، مشددا على اهتمامه بتأمين المناطق والمنشآت الغازية في المحافظة .

 

وتناول الجانبان مُتطلبات الشركة لتذليل الصعوبات أمام مهامها؛ وتشديد الحماية على المواقع الاستراتيجية .

   

* أنشطة مشبوهة :

 

وفي حضرموت بدا اهتمام غير مسبوق لهذه المحافظة الغنية بثروتها النفطية والكبيرة من حيث المساحة وشريطها الساحلي الذي يزيد عن 450كم، وزيارات أمريكية وأنشطة أمنية وعسكرية مشبوهة تكاد لا تنتهي وتجاوزت في ظاهرها وعناوينها كل حدود الدبلوماسية والبرتوكولات الدولية المعروفة .

 

وقبل أيام زار وفد أمريكي مديرية بروم الساحلية بحضرموت والتقى فيها المدير العام المديرية لمناقشة العديد من القضايا والأمور المهمة المتعلقة بشأن مديرية بروم ميفع من أبرزها الجانب الأمني والعسكري والخدمي ودور المنظمات الدولية المانحة والمؤسسات المحلية وفقا لوسائل إعلامية .

 

وهذه أول مرة يقوم فيها وفد أمريكي ببزات عسكرية بزيارة منطقة ساحلية يمنية واللقاء بالمسؤولين فيها .

 

وقالت المصادر إن لقاء الوفد الأمريكي بمسؤولين في بروم ناقش التعاون في الجانب الأمني والعسكري والذي أكد خلاله مدير المديرية باقرون على تقديم السلطة المحلية التعاون الأمثل للفريق الأمريكي لما تقتضيه المصلحة

 

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة السفير الأمريكي المعين لليمن إلى محافظة حضرموت ستيفن فاجن في 28 يونيو 2022م، وفي ظل الأحداث الساخنة التي تشهدها معظم المناطق مثل حضرموت وشبوة .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد