حملة اعتقالات لأبناء المحافظات الشمالية.. والمركز الأمريكي أكد اختطاف مواطنين بدواعٍ مناطقية..

أحداث شبوة الدامية وقرارات المجلس الرئاسي.. إلى أين يتجه الوضع؟

2022-08-10 00:12:37 أخبار اليوم - خاص - ماجد الطيار

 

 

  • ناشطون وسياسيون: يجب إقالة محافظ شبوة لإطفاء نار الفتنة التي أشعلها .
  • الشيخ العولقي يدعو مجلس القيادة إلى تقديم استقالته في حال عجز عن إنهاء الصدامات المسلحة بشبوة .
 

خلال الأشهر الماضية وبعد ضغط التحالف لإقالة محافظ شبوة السابق محمد بن عديو؛ قامت الإمارات عبر محافظها المختار من قبلها عوض بن الوزير العولقي، بحشد قوات كبيرة إلى عاصمة المحافظة عتق .

 

خلال الفترة الأخيرة، ظنت الإمارات أن الأمر قد حسم بعدة وعتاد القوات التابعة لها، فأوعزت إليها -بادئ الأمر- بالتحرش بالقوات المعادية لها، وهي القوات المتمسكة بالوحدة. وكانت البداية بمحاولة اغتيال قائد القوات الخاصة عبدربه محمد لعكب في 19 يوليو الماضي .

 

كلف المجلس الرئاسي لجنة تحقيق، فيما باشر المحافظ عوض الوزير بإقالة لكعب قبل نتائج اللجنة الرئاسية، مما يشير إلى أن هذا الأمر قد فُرض عليه من قبل داعميه .

 

لم يبدِ لكعب أي تعليق على القرار، الذي رفضته وزارة الداخلية، وظل في منزله ينتظر نتائج التحقيق، وخلال ذلك قام المحافظ بإقالة قادة الكتائب في القوات الخاصة، حتى إنه–ربما- رأى أنه قد تمكن وأراد أن يسبق قرار لجنة التحقيق بإحداث واقع جديد مسلَّم به؛ رغم أن ذلك يخالف قانون السلطة المحلية المعمول به، إذ صدر قرار جمهوري من الرئيس السابق وفق ما يخوله القانون باعتبار الشرطة من المرافق المركزية التي تخضع للوزير بموجب قانون الشرطة المعمول به أيضا .

 

احتجت وزارة الداخلية على هذه القرارات ولم يرد الوزير الذي كان يريد وضع القادة المذكورين كمتمردين عن قراراته .

 

لم يرق ذلك للمحافظ الذي -ربما- كان يدرك كواليس لجنة التحقيق وأن قراراتها ستأتي في غير صالحه، مما يعني التشكيك في حياديته كمسؤول عن المحافظة، ما دفعه إلى التحشيد باتجاه المحافظة .

 

وفي مساء 7 أغسطس، اندلعت اشتباكات متقطعة بين القوات الخاصة، وبين ما تسمي نفسها قوات "دفاع شبوة" المشكلة من قبل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، حتى انفجر الوضع تماماً بعد عملية اغتيال أحمد لشقم العولقي قائد كتيبة الطوارئ بمحور عتق، انتهت بطرد القوات الموالية للمحافظ، الذي أكدت مصادر فراره خارج مركز المحافظة .

   

خريطة المعارك الأخيرة »*

 

تشهد مدينة عتق عاصمة المحافظة مواجهات مسلحة منذ ثلاثة أيام، بين قوات تدعمها الإمارات ممثلة بقوات دفاع شبوة والعمالقة، وبين قوات حكومية .

 

ووفقا لمصادر محلية فإن المعارك الجارية حتى مساء اليوم تدور في مفرق نوخان الذي تسيطر عليه القوات الخاصة والاشتباكات تجري فيه مع بعض من قوات العمالقة بمدينة عتق عاصمة شبوة .

 

وأفادت أن وسط المدينة تسيطر عليه قوات دفاع شبوة والعمالقة، بينما حزام المدينة وأطرافها الخارجية تسيطر عليه قوات الأمن الخاص والجيش .

 

وأشار إلى أن الاشتباكات تحدث بين حينه وأخرى، كاشفا عن اعتقالات جرت وسط المدينة من قوات العمالقة ودفاع شبوة طالت عدد من العمال البسطاء بتهمة أنهم خلايا حوثية .

 

وقالت مصادر محلية إن المواجهات عادت بعد قصف ألوية العمالقة المتمركزة في مستشفى الهيئة معسكر النجدة .

 

وأشارت إلى أن المواجهات، التي أوقعت مصابين في صفوف المدنيين، تزامنت مع دفع قوات العمالقة تعزيزات عسكرية جديدة من مديرية بيحان إلى مدينة عتق، رغم توجيهات رئاسية بوقف عمليات التحشيد .

 

وأوضحت المصادر أن التعزيزات تضم ما يزيد عن ثلاثين مدرّعة وآلية عسكرية توجّهت نحو عتق، بتوجيهات من محافظ المحافظة عوض الوزير

 

إلى ذلك، قتل أربعة مدنيين وأصيب ستة آخرون منذ اندلاع الاشتباكات، أمس، بين قوات الجيش والأمن وفصائل مسلحة، وسط مدينة عتق في محافظة شبوة .

 

وأوضحت مصادر محلية، أن الضحايا سقطوا خلال المواجهات التي تجري قرب ووسط أحياء المدينة .

 

وأشارت المصادر إلى أن هناك قتلى في صفوف الطرفين خلال اشتباكات أمس، بينهم قائد كتيبة الطوارئ في محور عتق، الرائد أحمد لشقم العولقي، فيما أصيب أحد مرافقيه، وقُتل جندي في قوات العمالقة وأصيب آخرون .

 

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، أصدر قرارات قضت بتعيين قياديين عسكريين لمحور عتق وقوات الأمن الخاصة، خلفاً للقيادات التي أقالها على خلفية الأحداث في المحافظة .

 

اعتقالات واختطافات »*

 

نفذت قوات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، حملة اعتقالات واختطافات في مدينة عتق مركز محافظة شبوة (شرقي اليمن)، طالت عدد من المواطنين المنحدرين من أصول شمالية .

 

وقالت مصادر محلية، إن “قوات تابعة لألوية العمالقة الجنوبية ودفاع شبوة، نصبت نقاط تفتيش في السوق القديم بمدينة عتق لملاحقة أبناء المحافظات الشمالية، كما شنت حملات مداهمات للمنازل للعمل على فرز مناطقي بالبطاقة الشخصية ”.

 

وأفاد شهود عيان بـ”اعتقال أصحاب محلات تجارية من أبناء المحافظات الشمالية من محلاتهم في مدينة عتق، وأجبرت بعضهم على الظهور بتسجيل مصور بزعم الانتماء لجماعة الحوثي المسلحة للتبرير لحملة اعتقالهم ”.

 

إلى ذلك أدان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) ، احتجاز واختطاف مدنيين ينتمون إلى المحافظات الشمالية في محافظة شبوة بدواعٍ مناطقية على خلفية المواجهات المسلحة في المحافظة .

 

‏ودعا المركز إلى إطلاق سراح المختطفين فورا، والتوقف عن هذه الانتهاكات والممارسات التمييزية التي توسع الشروخ الاجتماعية .

 

ناشطون وسياسيون »*

 

حذر ناشطون وسياسيون من تجاهل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، لتداعيات الأحداث الجارية في شبوة، وأثرها على السلم المجتمعي بين أبناء المحافظة، معتبرين أن رأس الفتنة يتمثل في إقالة محافظ المحافظة عوض بن الوزير الذي يقف وراء إثارة الفوضى بالمحافظة، بعد سنوات من التنمية والاستقرار والتعايش ”.

 

وفي هذا الشأن، قال أحد أبناء محافظة شبوة علي الشريفي، “أتيحت الفرصة لعوض ابن الوزير أن يكون قائداً لشبوة الأرض والإنسان، لكنه انحاز للنزعة الاستخباراتية، التي نمى عليها، وترعرع في كنفها، وأراد أن يحرق محافظته إرضاء للغريب.. وهو اليوم يحترق بنار فتنته التي أشعلها ولم يجد من يقف بجانبه حتى أبناء قبيلته وأقرب الناس له وقفوا ضده ”.

 

الكاتب اليمني علي الفقيه، حمّل من جانبه، “مجلس الرئاسة المسؤولية الكاملة عن الدماء التي تراق في بشبوة بتراخيه تجاه العبث الذي مارسه المحافظ عوض الوزير ”.

 

وأضاف هو الذي جاء من غربته في مهمة خاصة لتفخيخ المحافظة وتأديب قواتها التي ساندت الدولة وواجهت مشروع الفوضى مقدمة نموذج مختلف عن “الملشنة” السائدة في المحافظات الجنوبية ”.

 

أحمد بن محفوظ الكندي علق قائلاً: “شبوه التي كانت في عهد محمد بن عديو مستقرة أمنه سياسياً وتنموياً وعسكرياً، أصبحت اليوم غير مستقرة لا سياسياً ولا عسكرياً ولا تنموياً وفي حالة حرب ”.

 

أما أحمد عائض فقال:” محافظ شبوة عوض بن الوزير يغرق شبوة في الدماء ويؤسس لحرب أهلية قبلية لن ينجو منها هو أولا.. كل هذا تنفيذا لتوجيهات خارجية وتمردا على الشرعية والمجلس الرئاسي ”.

 

وأضاف “إقالة محافظ شبوة ضرورة وطنية ومحاكمته واجب دستوري ”.

 

وتساءل مشعل الحارثي بشأن الأحداث في محافظته بالقول: “هل الفوضى والفتنة الحاصلة اليوم في محافظة شبوة التي يديرها المحافظ لزعزعة الأمن والاستقرار ودعم مشروع التمرد والانفصال من ثمار عملية حرية اليمن السعيد التي أطلقها التحالف العربي من شبوة مطلع العام؟

 

الصحفي صدام المدني، قال هو الآخر، إن “الفرصة أتيحت لمحافظ شبوة القادم من الإمارات بعد مكوثه فيها منذ عام 2011م.. لكنه بكل عنجهية انحاز لصالح مشروع المليشيات والتمرد والفوضى المعادي للأرض والإنسان في شبوة، لذلك كل الدماء التي سفكت، كانت بسببه وستظل تلاحقه مع أهالي الضحايا” حد قوله .

 

بيانات مناشدة »*

 

دعا شيخ قبلي بارز في محافظة شبوة مجلس القيادة الرئاسي إلى تقديم استقالته في حال عجز عن إنهاء الصدامات الدامية بين قوات الجيش وأخر موالية للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا بمدينة عتق شرقي اليمن .

 

وقال الشيخ صالح بن فريد العولقي المقيم في الخارج بكلمة له على صفحته بفيس بوك إنه يجب على مجلس القيادة الرئاسي تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات شجاعة لإنهاء القتال في شبوة دون مجاملة وتوحيد الصفوف ضد الحوثيين .

 

وأضاف أنه في حالة عدم اتخاذ المجلس قرارات شجاعة فعليه تقديم استقالته لعجزه الكامل عن إدارة البلاد في هذه الظروف العصيبة .

 

وطالب التحالف بقيادة السعودية إلى التدخل لوقف "سفك دماء أبناء المحافظة، والإسراع في دمج قوات الجيش والأمن تحت قيادة وطنية موحدة"، مشيرا إلى أن بقاء الجيش غير موحد "لن تتوقف الفتن تتوقف الحروب والصراعات فيما بين المحافظات الجنوبية ولن تتحرر صنعاء ".

 

كما دعا أبناء شبوة إلى التوقف عن قتال بعضهم البعض ولا يكونوا أدوات للقتال فيما بينهم من أجل مكون أو حزب أو سلطة أو مال، مطالبا إبقاء شبوة أولا فوق كل التناقضات، حد قوله .

 

وخلال الساعات الأخيرة أطلق محافظ شبوة بيانا عبر صفحته بفيسبوك ناشد فيه جميع الأطراف بوقف القتال، وتحكيم العقل .

 

لجنة من الداخلية والدفاع »*

 

إلى ذلك كشفت مصادر محلية في محافظة شبوة عن تكليف لمجلس القيادة الرئاسي لكلا من وزيرا الدفاع محسن الداعري، والداخلية إبراهيم حيدان، ورئيسا جهاز الأمن القومي والسياس بالنزول الميداني إلى محافظة شبوة، بعد يوم من صدامات وذلك عقب مواجهات مسلحة بين قوات الجيش وأخرى موالية للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في مدينة شبوة .

 

وقال المصدر الذي طلب التحفظ على هويته، إن الشخصيات المكلفة من الرئاسي ستتولى مهمة الاطلاع على الأوضاع هناك، في مسعى لوقف نزيف الدم والصراع الدائر، والذي خلف قتلى وجرحى، ولا زال متواصلا، رغم قرارات الإقالة والتعيينات الصادرة من المجلس الرئاسي والحكومة .

 ؤ

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد