المراكز الصيفية الحوثية.. الوجه الآخر لإرهاب الحرس الثوري

2022-07-07 08:55:23 اخبار اليوم/تقرير - مركز البحر الأحمر - أ/ عمار التام

   

شهدت اليمن في تاريخها المعاصر_ ولازالت، أشكالا عديدة من الصراع، تبعا لعوامل تاريخية وظروف داخلية وخارجية، استمرت وتناسلت، وإن توقفت لأي سبب من الأسباب فإنها سرعان ما تعود، وربما أكثر عنفا.

في ظل هذه الفوضى والصراعات كانت جماعة التمرد الحوثي بامتدادها التاريخي والعرقي “الإمامة الهاشمية”، وتحالفها الإندماجي “الثورة الإيرانية- نظام الولي الفقيه”، هي المرحلة الأخطر فكرا وزمانا وجغرافيا في الصراع مع الدولة والمكونات الاجتماعية والسياسية في اليمن قرابة عقدين من الزمن منذ تمردها في صعدة يونيو 2004م.

  

لا يتوقف خطر جماعة التمرد الحوثي على توسعها العسكري بل لكونها أحد أهم أذرع إيران في المنطقة وتتبنى استراتيجية تصدير الثورة من خلال آليات وبرامج التجريف الفكري والثقافي للمجتمع اليمني وأبرز تلك الآليات والبرامج هي المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية الطائفية.

شهدت الفترة الأخيرة وتحديدا من بداية العام الجاري اهتماما كبيرا في التناول السياسي والإعلامي والبحثي عن خطر المراكز الصيفية والدورات الثقافية محليا وإقليميا ودوليا، نظرا للأرقام الكبيرة في عدد المنتسبين للمراكز الصيفية التي أعلن عنها الحوثيون ورصدتها عشرات المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المحلية والخارجية.

وقد أجابت هذه الدراسة عن السؤال الرئيسي للمشكلة وهو ما علاقة الحرس الثوري الإيراني بالمراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية؟ وتمت الإجابة من خلال عرض أبرز التناولات عنها، ومن ثم توضيح دور الحرس الثوري في تصدير الثورة الإيرانية وتأسيس تنظيم الشباب المؤمن ( جماعة الحوثي) وعلاقاته باستراتيجية التوسع الايراني ( حرث الارض، الإبادة الثقافية، إعداد البنية التحتية للإرهاب المزعزع لاستقرار اليمن وجوارها الإقليمي)، وما مدى تأثير ذلك على مستقبل السلام في اليمن.

خلاصة الدراسة

سعى الباحث من خلال الدراسة إلى توضيح علاقة الحرس الثوري الايراني بالمراكز الصيفية الحوثية الإرهابية، ولتحقيق هذا الهدف تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي من خلال الرجوع إلى المصادر والمراجع والتقارير وذلك لإبراز هذه العلاقة، وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج منها:

أن المراكز الصيفية الحوثية في التناولات البحثية والإعلامية اقتصرت على توصيف السلوك والمخرجات الإرهابية بعيدا عن سياقها الموضوعي وارتباطها العضوي بكيان وايدلوجيا الحرس الثوري الايراني، كما أظهرت النتائج علاقة الحرس الثوري الإيراني بتصدير الثورة من خلال المدارس والمراكز كبنية تحتية لأيدولوجيته الشيعية وقوميته الفارسية، وتبين أن نواة المراكز الصيفية الحوثية كان مرافقا لتأسيس تنظيم الشباب المؤمن بصعدة كذراع للحرس الثوري على غرار حزب الله اللبناني، وتبين الدور الخطير لهذه المراكز في تحقيق استراتيجيات التوسع الإيراني في اليمن “حرث الأرض-الابادة الثقافية-إعداد البنية التحتية للإرهاب “، وأظهرت الدراسة خطر المراكز الصيفية الحوثية كونها معسكرات تدريبية بايدلوجيا الحرس الثوري الإرهابية تمثل تهديد محلي وإقليمي يفشل كل محاولات ومبادرات بناء السلام في اليمن.

التناولات البحثية والإعلامية:

ففي إحاطة تقرير فريق الخبراء لمجلس الأمن الصادر بتاريخ 25/1/2022م’ وتشكل المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تستهدف الأطفال والبالغين جزءا من استراتيجية الحوثيين الرامية إلى كسب الدعم لأيدولوجيتهم وتحفيز الناس للمشاركة معهم في القتال’ “

وفي هذه المخيمات الصيفية يتم التشجيع على الكراهية وممارسة العنف ضد جماعات محددة. وتصدر تعليمات للأطفال بالهتاف بشعار الحوثيين “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام، اللعنة على اليهود”. وفي أحد المخيمات كان الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 7سنوات يتعلمون تنظيف الأسلحة وتفادي الصواريخ’.

وقد خاطب مندوب اليمن بمجلس الأمن السفير عبدالله السعدي في جلسته المنعقدة في 17/6/2022م  إن ’الميليشيا الحوثية تقوم بغسل عقول الأطفال بأفكار التطرف المستوردة من إيران وشعارات الموت والعنف والكراهية بهدف الزج بهم في جبهات القتال’.

من جانبه ذكرت مندوبة دولة الإمارات لانا زكي نسيبة بنفس الجلسة في كلمتها ‘إن جماعة الحوثيين، تواصل أنشطة الحَشْد والتجنيد في المناطق التي تسيطر عليها عبرَ استمرار حَمَلاتِها الواسِعة لغَرْس أفكارِها المتطرفة بينَ الأطفال عبر ما يسمى “المراكز الصيفية”، رغم سريان الهدنة الأممية’.

وسبق تحذير الحكومة اليمنية من مخاطر المراكز الصيفية للحوثيين1/6/2022م.

وتصريح وزير الإعلام بتاريخ 6/7/2019م أن خبراء إيرانيون يشرفون على المراكز الصيفية الحوثية.

ونظم عشرات الناشطين اليمنيين حملة الكترونية واسعة للتحذير من خطر المراكز الصيفية الحوثية بتاريخ 11/5/2022م، وتناولت محطات فضائية وصحف ومواقع تقارير ومقالات وبرامج سلطت الضوء على خطر المراكز الصيفية الحوثية، فقد نشر موقع عدن بوست السبت 15/5/2022م تقرير بعنوان: كيف تحولت المراكز الصيفية الحوثية إلى غسيل أدمغة وتفريخ مقاتلين، وأبرز شعار يردده الأطفال بتلك المراكز “هنا جيلٌ حسينيٌ… ستستهدي به الأجيالُ” ونُشر نفس التقرير في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان” تجنيد الأطفال ودروس طائفية”، بتاريخ 21\6\2022

وذكرت جريدة الوطن السعودية بتاريخ 7/6/2022م أن الحوثي أعلن منح شهادة تعادل الجامعة للمراكز الصيفية نظرا لأهميتها لديه، وسبق أن نشر الخبر في صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 2/6/2022م.

وفي 4/6/2022م بالمملكة العربية السعودية وبرعاية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، نظم برنامج التواصل مع علماء اليمن ندوة بعنوان “المراكز الصيفية وخطرها على مستقبل أجيال اليمن”.

وقد نشرت صحيفة البلاد السعودية في 12/5/2022م مقابلة للقيادي في مكتب المقاومة الوطنية كامل الخوداني تصريح “مراكز الحوثي الصيفية تغسل أدمغة الطلاب”.

إضافة الى عشرات المقالات والبرامج والمقابلات والتصريحات التلفزيونية والإذاعية والصحفية للتحذير من خطر المراكز الصيفية الحوثية إلا أن هناك زاوية مهمة وضرورية لم تتعرض لها تلك الإدانات والتصريحات والبرامج والتحذيرات، تتمثل في فصل الحديث عن المراكز الصيفية الحوثية عن سياقها الموضوعي ضمن توجه إيراني وتنفيذ وتمويل وإشراف من الحرس الثوري الإيراني مباشرة كاستراتيجية تمثل الوجه الآخر للإرهاب الإيراني والنزعة التوسعية في اليمن وجوارها الإقليمي من خلال المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية وينحسر دور الحوثي في إقامتها بما تقتضيه التبعية للمشروع الإيراني وأطماعه في المنطقة.

الحرس الثوري:

حتى يتضح دور الحرس الثوري الإيراني في إقامة المراكز والمخيمات الصيفية يتعين تحديد بداية العلاقة بين جماعة التمرد الحوثي والنظام الإيراني بعد ثورة الخميني 1979م، وقد ذهب وفد من قبل ما كان يسمى مجلس حكماء آل البيت في اليمن على رأسه الاستاذ احمد الشامي مع بدر الدين الحوثي للتهنئة بنجاح الثورة عام 1980م.

وما يهم هو نتيجة هذه الزيارة، وهو ارتباط بدر الدين الحوثي وبعض أولاده بالحرس الثوري كونه المعني بتصدير الثورة إيدلوجيا وسياسيا وعسكريا في منتصف الثمانينات.

 ومن هنا بدأت نواة المراكز والمخيمات الصيفية في الثمانينات حسب تصريح معالي وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة ابن محافظة صعدة لصحيفة 26سبتمبر يونيو2022م’، هذه المراكز والحوزات التي يحشون فيها أدمغة الشباب بمناهجهم الطائفية الخمينية الإيرانية. وهذا ما تبنته الجماعة من وقت مبكر، من الثمانينيات فما بعدها، ولم يكن وقود الحروب الست في البداية فيما بين 2004 ــ 2009م إلا شباب الحوزات والمراكز الصيفية التي كانت تقيمها الجماعة.

تصدير الثورة:

حتى تتضح علاقة الحرس الثوري بالمراكز والمخيمات الصيفية الحوثية نستعرض اقتباسات من عدة مراجع تؤكد العلاقة المباشرة له بها كاستراتيجية على رأس مهامه التوسعية ففي الهدف السابع من أهداف الحرس الثوري ‘دعم حركات التحرر العالمية وتحقيق العدالة لمستضعفي العالم في ظل قيادة الخميني قائد الثورة الإيرانية’.

كما أن الدستور الإيراني يوضح دور الحرس الثوري’ الدستور أعطى الحرس الثوري طبيعة عقائدية، واعتبر أن لهذه القوات مهمة تتجاوز مسألة حماية الحدود الجغرافية للدولة، إلى مهام تتعلق بالجهاد في سبيل الله وبسط حاكمية القانون الإلهي في العالم’.

وفي كتاب “الحرس الثوري”، لكاتب أمريكي من أصل إيراني’ جهاز الحرس الثوري الإسلامي “باسدران انقلاب اسلامي” ، يعتبر أحد أهم المؤسسات التي انتجتها الثورة الإيرانية وسبب ذلك أن الحرس يشكل وسيلة أساسية لترويج أهداف الخميني والثورة الإسلامية’.

وأضاف قائلا: وانتقل الحرس الثوري إلى مهمة تصدير الثورة’.

ولتوضيح طبيعة المهام التي يقوم بها الحرس الثوري عسكريا وسياسيا وفكريا يقول: ‘الدليل الأول على تصدير الحرس للثورة هو وجوده في لبنان منذ عام 1982م فقد ساعدت مفرزة الحرس في لبنان على تأسيس حزب الله الشيعي الأصولي، وعلى تدريبه ودعمه فيما بعد، بهدف إقامة جمهورية إسلامية في ذلك البلد’.

وأصبح حزب الله تشكيل سياسي فكري عسكري تابع للحرس الثوري كما يقول صاحب كتاب الحرس الثوري’ وإلى جانب المساندة والتدريب العسكريين المباشرين لحزب الله لعب الحرس دورا عقائديا وسياسيا كبيرا في وادي البقاع اللبناني، حيث بثوا معتقداتهم بين السكان المحليين وأسسوا المدارس والمستشفيات والمساجد والجمعيات الخيرية’.

 وهذه الأنشطة تؤكد أن الحرس الثوري أكبر من تشكيل عسكري بل مشروع إيدلوجي شامل عابر للحدود يتجاوز الجيش الأحمر السوفيتي والجيش الصيني وغيرها من الجيوش الثورية في العالم.

وعن طبيعة السلوك الإرهابي للحرس الثوري يخرج صاحب الكتاب بخلاصة تبرز إيدلوجية المتطرفة خارج نظام الدولة وأعراف النظم السياسية ويقول:’ هناك دلائل قوية تدعم الاستنتاج القائل: ان الحرس مؤسسة مستقلة وليست تابعة، وأن الباعث الرئيسي لهذه الاستقلالية هو تشبث الحرس بإيدلوجية المتطرفة والدور الذي حدده لنفسه كقلعة للقيم الثورية المتشددة’.

وعن النزعة التوسعية للحرس الثوري في دول عربية أخرى يقول: ‘لقد قام الحرس الثوري إلى جانب نشاطاته في لبنان، بنقل نشاطات تصدير الثورة الى الدول العربية’.

وهو توجه للخميني أفصح عنه في الأشهر الأولى من الثورة بحسب التصنيف الذي ذكره المفكر المصري فهمي هويد بكتابه إيران من الداخل ‘صار العالم الخارجي في فكر وخطاب الثورة المبكر مقسما إلى شياطين وملائكة’.يورد الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه مدافع آية الله رواية المجلسي أن القائم(عج) يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي حتى يرده إلى أساسه) بحار الأنوار ٥٢/٣٣٨، الغيبة للطوسي ٢٨٢)، ومن خلال هذه الرواية يتضح أهمية اليمن بالنسبة لمشروع تصدير الثورة كمحطة عبور رئيسي لتحقيق ما يردده ملالي طهران ويسعون له في هذه الرواية.

 تنظيم الشباب المؤمن:

بعد رجوع بدر الدين الحوثي وابنه حسين تحديدا من إيران أعلن عن تأسيس تنظيم الشباب المؤمن الذي بمرحلتين على النحو التالي:

المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس والتكوين وتبدأ منذ إعلان التنظيم عن نفسه عام ١٩٩٠م، في بعض مناطق محافظة صعدة “تبعد عن صنعاء ٢٤٠ كيلوا متر شمالا”،… بطبيعة المنهج الذي تم تقريره على الطلبة في الفترة الصيفية، وكذا المحاضرات التوعوية، وجملة من الأنشطة التربوية والسياسية المصاحبة والمقدمة لمنتسبي هذا التنظيم، او المنتدى، أو الجماعة.

كل ذلك في إطار برنامج يومي مكون من ثلاث فترات: فترة صباحية، وفترة الظهيرة، وفترة المساء.

وغدت هذه المراكز قبلة لكثير من الطلاب القادمين إليها من مختلف المحافظات المعروفة تاريخيا بانتمائها الى المذهب الزيدي الهادوي، ثم تجاوز الأمر إلى العديد من المحافظات والمدن ذات الطابع الشيعي الزيدي الهادوي، التي فتحت مراكز خاصة بها، وفق المنهج القائم في صعدة. وبلغ عدد الطلاب في تلك المراكز خمسة عشر ألف طالب.ونقل الدكتور أحمد الدغشي من تقرير، للصحفي أحمد عايض، الحوثيون والحوزات العلمية، موقع مارب برس ١/حزيران ٢٠٠٨م العدد الذي بلغته المراكز الصيفية أساس البنية العسكرية لجماعة التمرد الحوثي” صعدة’٢٤’ مركزا، وعمران’٦’ مراكز، وحجة’١٢’ مركزا، وأمانة العاصمة والمحويت وذمار’٥’ مراكز في كل واحدة منها، إب وتعز مركز في كل واحدة منهما.

المرحلة الثانية: التنظيم والتمرد المسلح

‘وهي مرحلة التنظيم المسلح العلني للشباب المؤمن، أو ما يعرف بجماعة الحوثي وتبدأ منذ الشهر السادس من عام ٢٠٠٤م،حيث تحول التنظيم إلى تلك المليشيا العسكرية ذات البعد الإيدلوجي’ الإثنى عشري الإيراني.

وفي هذه المرحلة أكدت عدد من المصادر ومنها تقرير وزير الداخلية عام ٢٠٠٤م د. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي حاليا أن تلك المراكز أو المعسكرات التي أنشأها حسين الحوثي في صعدة كانت تحت إشراف وتدريب خبراء إيرانيين من ضباط الحرس الثوري ومن حزب الله.كما ذكرت بعض التقارير الاستخبارية أن حسن إيرلوا “عبدالرضا شهلائي” تم تكليفه من قبل الحرس الثوري قائدا مشرفا وميدانيا لتنظيم الشباب المؤمن “جماعة الحوثي” منذ تأسيسه وإعلانه سفير جاء بعد تصاعد الخلاف بين جماعة الحوثي المرتبطة عضويا بالحرس الثوري وبين حلفاء إيران من التيار الهاشمي في صنعاء وخبان وعدد من المناطق اليمنية لصالح جماعة الحوثي وتمكينها.

 وقد تم تصفية مراكز القوى الأخرى ليتسنى للحرس الثوري عبر ذراعه الحوثي بتنفيذ الأهداف الكبرى لمشروع تصدير الثورة الخمينية، وهو ما يفرض التعريض لدور الحرس الثوري في تصدير الثورة كمشروع “فكري عسكري سياسي” شامل.

إستراتيجيات التوسع الإيراني في اليمن:

صحيح أن هناك أهداف قريبة المدى للمراكز الصيفية الحوثية تتمثل في حشد مقاتلين للجبهات ونشر أفكارها بين النشء لكن تظل الأهداف الاستراتيجية التي تحققها أكبر وأبعد على المستوى البعيد فمن خلالها يحقق الحرس الثوري عبر جماعة الحوثي التي أنشأت على عينه أهداف الدور الإيراني ذاته في اليمن عبر ثلاث استراتيجيات.

 

حرث الأرض:

نظرا للدور الذي تقوم به هذه المراكز والمخيمات في مرحلة الإعداد والتدريب العسكري، ولتنفيذ التوسع العسكري وبعد السيطرة والتوسع العسكري للحوثيين ووفق تقرير تركي نشر في موقع عدن الغد وعدد من المواقع ١١/١/٢٠١٤م بعنوان مخطط ايراني لتحويل صنعاء مدينة حوثية بحلول عام ٢٠١٧م.

‘نشرت مواقع إخبارية يمنية على شبكة الإنترنت تقريرا للمخابرات التركية العام “mit” عن تمويل الحكومة الإيرانية عملية هي الأضخم في الشرق الأوسط وبالتحديد في اليمن أطلقت عليها إسم “شحم زدن زمين” وتعني بالعربية “حرث الأرض” والمقصود بها إزالة كل ما على الأرض تمهيدا لزراعتها من جديد وتحويلها لولاية شيعية فارسية.

وأضاف التقرير أن ‘الحوثيين يستغلون عدم الاستقرار في اليمن بالتوسع في بسط النفوذ والسيطرة على مناطق متفرقة وبناء دولة أثنى عشرية فارسية تفوق قوتها اليمن والسعودية مجتمعتين’.وأضاف ‘قيام الحوثيون بنشر المدارس “المراكز والمخيمات” خاصة في المدن والمحافظات كافة، هدفها غرس المذهب الأثنى عشري حتى ينشأ الطلاب على عقيدتهم وتبعيتهم للقومية الفارسية’.وهنا يتضح كيف يحقق الحرس الثوري نزعته التوسعية في اليمن عبر هذه المراكز والمخيمات التي يجعلها على رأس الاهتمام والدعم والمتابعة المستمرة.

وذكر الباحث والصحفي حسين الصوفي رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام في ورقة عمل مقدمة في ندوة نظمها مركز العاصمة الإعلامي ٢٧/٩/٢٠٢١م بعنوان مقاولوا الدم’ الحوثيون كثيران تستخدمها إيران في مشروع حرث الأرض الفارسي مؤكدا أن ما جرى في ٢١/٩/٢٠١٤م ليس مجرد انقلاب وإنما احتلال مكتمل الأركان’.وفي ١٩/٢/٢٠١٩م نشر موقع الإصلاح نت تقرير عن مشروع حرث الأرض ‘بادرت المليشيات الحوثية الممولة من إيران إلى انتهاج سلوك طائفي في محاولة لصبغ المجتمع بأفكار إيرانية وإرغام الناس عليها، ونفثت سموم أحقادها المتوالية على الهوية اليمنية بممارسات إستعلائية مستمدة من خرافة “الاصطفاء الإلهي”، ورأت أن ذلك يبدأ بتغيير هوية الجيل بمراكز صيفية وأنشطة تشحنهم بالتعصب السلالي والطائفي عوضاً عن الهوية الوطنية والقومية للشعب اليمني، وعمدت إلى العبث بمناهج التعليم وفق الصيغة الخمينية، وترافق كل ذلك مع عملية ممنهجة لإحلال عناصرها الأكثر عنصرية وتعصباً في الوظائف الحكومية’.وفي سياق التقرير نقل تصريحا لأحد الصحفيين يعتقد جازماً أن الحوثيين يقومون بمهمتهم كعصابة وذراع إيرانية قبيحة على أكمل وجه ضمن إستراتيجية إيران التي أطلقت عليها “حرث الأرض” كما تقوم بذلك مليشيا الحشد في العراق وسوريا.ويستطرد الصوفي: “غير أن عصابة الحوثي الإرهابية تحرق الأرض لأن تاريخها بالنسبة لليمنيين كارثي وأسود ولن يقبلوا مطلقا بعودة الكهنوت”.

إبادة ثقافية:

تصدير الثورة ومشروع حرث الأرض يتحقق بممارسة الإبادة الثقافية للمجتمع اليمني كاستراتيجية ثانية للحرس الثوري في اليمن عبر ذراعه الحوثية ، فإضافة إلى أكثر من ثلاثين إذاعة محلية وأكثر من سبع قنوات فضائية ومحلية وعشرات المواقع والصحف وتحكم بأحادية مصدر التلقي والتثقيف والتوعية للمجتمع في الجامعات والمدارس والمساجد والمناسبات الاجتماعية والدينية والطائفية ومنع أي مصادر أخرى بمن فيها الناشطين والصحفيين واعتقالهم، إلا أن الدور الأكبر في الإبادة الثقافية يتم تنفيذه عن طريق المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد