لا تكاد تنتهي حملة حتى تبدأ أخرى من جديد، لتتواصل حملات السخرية ضد الجيش الوطني، مجسدةً بذلك صورة مكررة لما تروج له المليشيات الحوثية بهدف قتل الروح النضالية للجيش، ولتحل محلها روح مهزومة لا تقدر على حمل نفسها.

تسعى مليشيات الحوثيين لخلق الانهزام في نفسية أفراد الجيش الوطني، فيما تساهم الأقلام المأجورة في تعزيز قدرة وصول الجماعة الى أهدافها من خلال ترويج الاشاعات والتفاعل معها كما لو كانت حقائق صرفه.

وفي سياق متواصل من الحملات المغرضة ضد الجيش الوطني بمحور تعز، تداول صفحات وهمية أخبار سرقة دبابة عسكرية، ما دفع بناشطين واعلاميين الى تداول الخبر، الأمر الذي تحول الى موضوع رائج للسخرية من أبطال الجيش الوطني في محور تعز.

أهداف حوثية.

لطالما اعتمدت مليشيا الحوثيين على المعلومات المضللة في حربها الإعلامية على الحكومة الشرعية عمومًا، ولا تختلف سياستها فيما يتعلق بالجيش الوطني الذي اعتمدت كثيرًا على الشائعات لشيطنة مسمياته وتشويه مكانته في نفوس الناس.

وعلى غرار تأريخ طويل من التضليل، سخرت خلالها المليشيات الحوثية جهودها لتمييع قضايا اليمنيين وتحقير جيشه، جاءت الاشاعات المضللة مرة اخرى لتسخر من الجيش الوطني ولتضعه في محل سخرية لا تنتهي، مقزمةً بذلك جهوده الوطنية المبذولة في سبيل تحرير البلاد واستعادة الدولة، غير انها هذه المرة جاءت وكغيرها من مرات كثيرة، جاءت جهات مشبوهة تقول انها مناهضة للحوثيين، فيما تعمل على العكس من ذلك.

وفي حين تحشد المليشيات الحوثية عناصرها المسلحة للانقضاض على جيش تعز ومدينتهم، خرجت مواقع وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي لتتحدث عن دبابة تابعة لمحور تعز تعرضت للسرقة، في صورة مستفزة هدفها الوحيد احتقار الجيش الوطني ومساعيه.

تعمل هذه الإشاعات على حرف تركيز الناس عن حشود الحوثيين المستمرة، وتجهيزاتهم العسكرية لخوض معركة جديدة ضد تعز، فتركز الإشاعات على تغطية وستر الحشود الحوثية، اشغال الرأي العام في خزعبلات تسخر من الجيش الوطني الذي يبذل دمه رخيصًا في سبيل الحفاظ على قضية اليمنيين ودولتهم.

وعلى مدار الأربعة أشهر الماضية، كانت مليشيات الحوثي تستغل الهدنة الأممية لكسب مزيد من الوقت لتعويض خسائرها البشرية في مأرب، فيما انشغلت هذه الأدوات في تقزيم الجيش الوطني وتخذيله من خلال اشاعات وأخبار زائفة لا حقيقة لها.

وفي السياق، يقول الاعلام والكاتب الصحفي محمد الهتار: "هناك من يريد أن يرسم صورة ذهنية سلبية عن جيشينا الوطني المقاوم في جبهات القتال والمرابط لأجل الجمهورية والحرية".

وأضاف الهتار في حديثه لـ"أخبار اليوم": "لم تستطع مليشيا الحوثي السلالية أن تنفذ مشروعها سواء في اليمن عموما أو في تعز على وجه الخصوص، وهذا ليس إلا فضلا من الله ومن أبطال الجيش الوطني".

وتابع: " تحول مليشيا الحوثي وكل من يعمل معها، أن تصور للناس أن الجيش الوطني هو المتقطع والسارق والمتهبش من خلال محاولات عديدة وفاشلة، لا لشيء وإنما لتحدث شرخا داخل هذه المدينة او غيرها، ويسهل عليها شق الصف وتنفيذ مشروعها، والذي يعد الجيش سداً أمامه".


معسكر مخذول.

يواجه الجيش الوطني، أبشع صور التجاهل والتهميش سواء من قبل الحكومة الشرعية أو دول التحالف العربي الداعمة للشرعية، ناهيك عن ما يمارس ضده من مؤامرات مستمرة للإيقاع به في شراك الحوثيين وحربهم.

تتواصل صور خذلان الجيش الوطني بشكل مستمر، وعلى الرغم من أن قرار تحريك الجبهات والشروع في خيارات الحسم العسكري، هو قرار قيدته الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي من خلال الهدن وتحجيم الدعم المقدم للجيش، إلا أن الإعلام المشبوه يحاول جاهدًا اتهام الجيش الوطني بالتنصل عن مهامه.

وفي وقت ينتظر فيه اليمنيين تحركًا عسكريًا يخلصهم من التمرد الحوثي، يأتي تنصل الحكومة الشرعية والتحالف العربي من مسؤولياتهم تجاه اليمنيين، حيث عملوا على وقف جبهات القتال وتعطيل خيار الحسم العسكري ومعسكرات الجيش.

اليمنيين في الشارع باتوا يشعرون بعجز الجيش عن حماية قضيتهم، وتعمل مواقع مشبوهة على نرويج روح الانهزام بين الناس، مجسدة بذلك نموذجًا من أقذر نماذج التخذيل، في وقت لا يملك فيه الجيش الوطني قرار الحسم.

يتعرض الجيش الوطني بشكل مستمر لخذلان من جانب التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وهو ما تسبب في تخييب آمال ملايين اليمنيين المعلقة على الحكومة الشرعية في استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها وبسط نفوذها في كامل المناطق المحررة وصولا لمناطق سيطرة الحوثيين، وإحلال السلام وفرض استباب الأمن.