منتدى اليمن الدولي.... مسرح أممي جديد للتغني بالسلام.

2022-06-18 06:39:50 أخبار اليوم /تقرير خاص


 


من مهزلة مؤتمر الرياض في المملكة العربية السعودية، الى مهزلة منتدى اليمن الدولي في ستوكهولم بدولة السويد، لا جديد ستحدثه لقاءات منتدى اليمن الدولي، حتى انه لم يرتدي بدلة جديدة تخلصه على رتابة الاحتقان السياسي الذي تشهده اليمن، غير انه هذه المرة حظي بإعداد أممي مباشر.

تتوالى المؤتمرات وتعقد المنتديات باسم اليمن، ذلك البلد الجائع والخائف أهله من الحرب، وكلها طاولات تعقد باسم السلام والإنسان، غير أنها مباريات مهترئة لا ينتج عنها سوى مزيد من الخيبة التي لطالما أهدرت وقت اليمنيين وضاعفت مآسيهم وراكمت مخاوفهم.

منتدى اليمن الدولي انطلق أمس الجمعة في العاصمة السويدية ستوكهولم بمشاركة أكثر من 200 شخصية درامية وكان المبعوث الأممي غروندبرغ حاضرًا ليشرف على مسار المسرحية الأخيرة.

مسرحية ينظمها وينتقي أبطالها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية فولك برنادوت، خلال الفترة (17 ـ 19) يونيو الجاري، وبمشاركة نحو 200 شخصية بينهم مسؤولون حكوميون، وقادة كبار من مختلف الأطراف وسياسيون ونشطاء وباحثون وقادة مجتمع مدني ووسطاء دبلوماسيون ودوليون.

منتدى الطفرة.

بحسب تعبيراتهم الوردية، ووعودهم البنفسجية الجذابة، انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، الجلسة الافتتاحية لأعمال منتدى اليمن الدولي، والذي يبحث عددًا من القضايا من بينها جهود السلام وإيقاف الحرب والحياة السياسية في اليمن، حد زعمهم.

ووفقاً لبيان حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه، ينظم المنتدى مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية فولك برنادوت.

وخلال الافتتاح، حثت وزيرة خارجية السويد آن ليدي والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أكثر من 200 مندوب حاضر في المنتدى على الاستفادة من الهدنة الحالية لتجاوز العقبات وبما يسمح بالمضي قدمًا في عملية صنع السلام باليمن.

قال المبعوث الأممي غروندبرغ "أحد أهم تداعيات هذه الحرب هو اغتيال النقاش السياسي الذي يجب أن يعود إلى طاولة الحوار وإلى اليمن، داعيا المندوبين للانخراط بجدية واستئناف العملية السياسة والمناقشات المتعلقة بمستقبل اليمن".

وأفاد أن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن ودخلت حيز التنفيذ في أبريل/ نيسان الماضي تتسم بالهشاشة وأبعد ما يكون عن المثالية، لكنها تبقى صامدة ما أثار دهشة العديد.

المبعوث الأممي الذي اعترف بهشاشة مبادرته المتمثلة بالهدنة، غير أنه ما يزال يعتبرها مثالية، على الرغم من تنصله من إلزام ميليشيات الحوثيين في الالتزام بالهدنة التي ماتزال بنودها المتعلقة برفع حصار تعز غائبة حتى اللحظة.

فيما تناولت وزيرة خارجية السويد آن ليند الفرصة المتاحة للمشاركين في منتدى اليمن الدولي لتعزيز جهود السلام، وقالت "دعونا نستغل هذه الأيام للاستماع والتعلم والسماح للمناقشات التي يقودها اليمنيون بتوجيه مسار دعمنا في المستقبل".

وأوضحت أن السويد مستعدة لاستضافة أي مشاورات إذا ما كانت الأطراف اليمنية على استعداد لذلك، وتوفير مساحة عندما يكون هناك استعداد للقاء. يمكن أن تكون هذه مشاورات رسمية للأمم المتحدة بين الأطراف، كما في 2018، أو أماكن اجتماعات غير رسمية للمناقشات المفتوحة. وأن هناك فرصة لتعزيز جهود السلام لمستقبل أفضل.

ماتزال خيبة اتفاقية ستوكهولم حاضرة في ذاكرة اليمنيين، تلك الخيبة التي رعتها طاولات السويد، ففي حين استغلها الحوثيين لصالحهم اكتف المبعوث الأممي بالتصريحات المكتوبة والاعراب عن قلقه، فيما تسرح وتمرح الجماعة في تهامة وتمارس مازوخيتها بحق الإنسان اليمني دون اية رادع.

من المتوقع أن يشارك في مناقشات المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام، سفراء من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك ممثلون عن مجلس التعاون الخليجي وجهات أخرى من المجتمع الدولي، غير أن ثمارها غائبة.

يذكر أن المنتدى سيضم في لائحة المشاركين أطرافًا يمنية معنية بالقضايا الملحة التي تواجه اليمن، من ضمنهم خبراء وممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني اليمني، غير أن الحاضرون كانوا اسماء لشخصيات درامية، فهل يختزل المبعوث الأممي السلام في اليمن بشخوص درامية، ام ان ذلك حدود السلام بالنسبة لهم.

تجارب متكررة.

توالت الخيبات من الرياض وحتى ستوكهولم، فيما ماتزال اليمن غارقة بحروبها وصراعاتها، فلا الرياض جلبت السلام لليمن، ولا السويد حققت دعواها ورسخت مفاهيم السلام بين اليمنيين.

لا فرق بين الاولى والثانية، فكلها اختارت نفس الابطال واعتمدت السياسات ذاتها، شخصيات مسرحية واخرى فكاهية، فيما اليمن غائبة فعليا عن اذهانهم، ليظل السؤال الأبرز في الذاكرة اليمنية عن ما الذي قدم لليمن حقيقة من كل هذا الضجيج الأممي.

لم تتمكن الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص في اليمن من اقناع طفلهم المدلل جماعة الحوثيين بالالتزام بالهدنة وتحقيق بنودها، ففي حين قدمت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا تناولاتها لإنجاح الهدنة وتحقيق مشاريع السلام المزعومة، ذهب الحوثيين يتنصلون من كل التزام كعادتهم.

دراما غريبة في استراتيجيتها، ولطالما اعتمدتها الامم المتحدة ومبعوثيها المتتابعين الى اليمن، تجارب كثيرة مرت على الأزمة اليمنية باسم السلام غير انها لم تكن مجدية كفاية، فكلها دللت الحوثيين وطلبت التنازلات من الحكومة الشرعية، لتصبح جماعة الحوثي اليوم أقوى أطراف الصراع في اليمن.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد