الحوثي "الهاشمي" أولاً.. تغيير الواقع واحتكار السلطة في وزارة التربية والتعليم

2022-06-01 08:10:03 أخبار اليوم/ تقرير - إبراهيم الظهره

  

غيرت جماعة الحوثي قيادة وزارة التربية والتعليم الواقعة تحت سيطرتها في العاصمة صنعاء في واحدة من أكبر عمليات الهيكلة والتغيير الإداري في المؤسسات الحكومية، حيث وصلت نسبة منتسبي الأسر الهاشمية في سدة القيادة التربوية بالوزارة 87% في قائمة رصدها المحرر تضم ثلاثين قياديا بدء بالوزير ومدير مكتبه مرورا بالنائب وعشرة وكلاء وستة عشر مديراً عاماً في أكبر عملية استبعاد للخبراء والكوادر المؤهلة من أبناء الوزارة غير المنتمين للجماعة الحوثية، وإحلال العناصر المنتمية للأسر الهاشمية أو الجماعة الحوثية، يؤكد أحد القيادات التربوية المستبعدة والذي فضل ترك العمل معهم فاستبدلوه بأحد الهاشميين بأن "جماعة الحوثي عصفت بالكادر القيادي التربوي المؤهل بنسبة تتجاوز الـ90%"، يتبدى الأمر احتكارا للسلطة؛ فيما يذهب الباحث عبدالعزيز مساوى من أبناء محافظة صعدة للتعبير عنه وآثاره بالـ"الاغتصاب الفكري" الواسع

وزير بلا مؤهل

يؤكد مساوى بأن "وزارة التربية والتعليم تعد أهم الوزارات التي يتم من خلالها غسيل العقول - بطريقة رسمية ".

لأهمية الوزارة عينت الجماعة الحوثية أحد أبرز قيادتها وشقيق زعيمها يحيى بدر الدين الحوثي وزيراً للتربية والتعليم؛ يكشف مساوى بأن يحيى الحوثي "لا يحمل أي مؤهل، وقبل تقدمه للترشح لعضوية مجلس النواب كان يعمل (مٌليسا) في جبال (فيفا)"، في سياق الاعتماد على أعضاء الجماعة المتشددين لها صعَدت الجماعة (حميد حاجب) من مدرس في ساقين بني بحر بمحافظة صعدة إلى مدير عام لإدارتين عامتين هما الإعلام التربوي والقناة التعليمية، كما عينت علي الهطفي المدرس بساقين نائبا لمدير عام الاختبارات، ليبدو المعيار المعتمد من الحوثي في استحقاق موقع قيادي هو الانتماء للأسر الهاشمية أو أقلها للجماعة الحوثية والتعصب لها .

الـ "هاااااشمي مدير "

  تؤكد مصادر قيادية تربوية بأن معيار التعيين عند الحوثيين على مستوى القيادة التربوية في المحافظات هو "النسب الهاشمي" في المقام الأول، ويتصدر اليوم قيادة التربية في عدد مهم من المحافظات "هاشميون"، فعبدالقادر المهدي مديراً لمكتب التربية والتعليم بـ(أمانة العاصمة) وهادي عمار (صنعاء) عبدالرحمن الظرافي (صعدة) ومحمد حسن الهادي (ذمار) وعبدالله الشامي (إب) وعمر بحر (الحديدة)، وطه الحمزي (حجة)، وإبراهيم حمود الزين (المحويت)، وعبدالخالق الصراري وبعد وفاته عبدالجليل الجعفري (تعز)، فيما تم تعيين موالين متعصبين لهم في بقية المحافظات التي تم رصد تغييرات القيادة التربوية فيها كيوسف اللاغب (الجوف) وزيد رطاس (عمران) وسرحان صالح سواد (البيضاء) وعلي الزايدي (مأرب)، وبالمقياس المعتمد حوثيا فإن ما يقارب الـ70% هاشميين والبقية من العناصر المتشددة الموالية لهم، وعلى مستوى المؤسسات التابعة لوزارة التربية والتعليم تم تعيين كلا من أحمد الرباعي (أمينا عاما للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة -اليونيسكو) وإبراهيم الحوثي (رئيسا لمركز البحوث والتطوير التربوي) وأحمد الكبسي (رئيسا جهاز محو الأمية وتعليم الكبار ) وحسين عامر (مديرا عاما تنفيذيا للمؤسسة العامة لطباعة الكتاب المدرسي) و(مديرا تنفيذيا لصندوق دعم المعلم والتعليم) ويحي الزيدي (عميدا لمعهد الشوكاني لتأهيل وتدريب المعلمين) وفائز زحفة (عميدا للمعهد المركزي لتنمية القدرات التربوية) وحميد حاجب (مديرا عاما للقناة التعليمية) في صورة مكررة للإقصاء واستحواذ الجماعة الطائفية على قيادة التربية في الوزارة والمحافظات .

غاية التغيير  

بالإجابة عن لماذا يضع الحوثيون أيديهم على مفاصل وزارة التربية بهذا الشكل يمكن الاقتراب من فكرهم فأحد القيادات الجديدة في وزارة التربية –القادم من صعدة والمجهول في أوساط التربويين- صادق المحدون الرشاء وكيل قطاع المشاريع والتجهيزات مرتبط بالإيرانيين أولاً، ويعرف في مواقع إلكترونية إيرانية رسمية كالتقريب وعاشوراء نيوز بالمفكر والكاتب والباحث السياسي وعضو المنظومة الثقافية لأنصار الله؛ يظهر المحدون بتصريحاته كمقاتل في ميدان معركة "الصلف والحشد الصهيوني والغباء التكفيري التعصبي لأنظمة التطبيع والخيانة هي معول هدم في جسد الأمة الإسلامية، حتما سينكسر بقوة المجاهدين والأحرار في هذا العالم"، وهو المنطق المكرس من قبل القيادات التربوية في الفعاليات والأنشطة الرسمية أو الخاصة بالجماعة والتي تنظمها في ديوان الوزارة أو مؤسساتها أو المدارس حيث يمكن رصد ذلك التفكير والمتحول إلى تعبئة مستمرة في أوساط المعلمين والمتعلمين وبعبارات شبيهة في كل خبر تبثه إدارة الإعلام التربوي والقناة التعليمية لتدشين اختبارات أو احتفاء باليوم العالمي للمرأة المسلمة (يوم الزهراء) أو يوم (الشهيد) وما إلى ذلك من مسميات أنشطة وفعاليات تحضر بشكل مكثف في الواقع التعليمي في ظل الحوثيين، يؤكد وكيل المحافظة الجوف صالح جماله بأن "المليشيات الحوثية وفي (حملة هادفة منظمة) استهدفت منذ يومها الأول تدمير العملية التعليمية في سبيل محو الهوية الوطنية والدينية والثقافية للمجتمع بدأتها بالتغيير في صفوف القيادات التربوية بدء من الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمحافظة وحتى المشرفين على المدارس واستبدالهم بعناصر مقربة تحمل ذات الأفكار ".

مدرسة (الصماد)

انتشرت في عهدة الحوثيين لقيادة التربية والتعليم في اليمن ظاهرة تغيير شكل التعليم حيث عمدت إلى تغيير مسميات المدارس الحكومية، مؤخرا أعلنت نقابة المعلمين اليمنيين في تقريرها الجريمة المغيبة رصد "تغيير مسمى 43 مدرسة " ، وعلى سبيل المثال ووفق قرار مدير التربية والتعليم بالشاهل الهاشمي علي الخطيب، تم تغيير اسم مدرسة (النصر) إلى مدرسة (الشهيد أبو تراب العابد) ومدرسة (الفتح) إلى مدرسة (الإمام زين العابدين) ومدرسة (الخير) إلى (مدرسة 21 سبتمبر) ومدرسة (المنصورة) إلى مدرسة (الشهيد القائد) ومدرسة (الزبيري ) إلى مدرسة (الإمام الهادي) ومدرسة (الفاروق) إلى مدرسة (مالك الأشتر) ومدرسة (عمر المختار) إلى مدرسة (الشهيد القاضي أحمد الجرب) ومدرسة (النضال) إلى مدرسة (الشهيد الرئيس الصماد) ومدرسة (أم حكيم) إلى مدرسة (آمنة بنت وهب) ومدرسة (17 يوليو) إلى مدرسة (السيدة زينب بنت علي) ومدرسة (الميثاق) إلى مدرسة (الإمام الحسن بن علي)، وبمقابلة الأسماء السابقة والمعدلة للمدارس يتضح بأن تلك التغييرات جاءت على حساب أسماء مرتبطة القضايا والرموز الوطنية كالنصر والنضال والمنصورة وأسماء الأعلام الإسلامية والوطنية كعمر المختار والزبيري لصالح أسماء رموز الجماعة الحوثية ممن قدموا أسماءهم بالإمام أو السيد أو الشهيد، وفي أمانة العاصمة حولوا اسم مدرسة (ابن ماجد) إلى مدرسة (الشهيد القديمي) ومدرسة (جمال جميل) إلى مدرسة (الرئيس الشهيد صالح الصماد) ومثلهما الكثير من المدارس، ويؤكد وكيل الجوف جماله بأن الحوثيين قاموا "بتغيير مسميات الكثير من المدارس في المحافظة خصوصا المدارس التي ترتبط أسماؤها بالأيام والمناسبات أو الرموز الوطنية أو التاريخية الإسلامية، واستبدالها بأسماء مناسبات ترتبط بأنشطة المليشيات الحوثية ومعتقداتها أو رموزها الهالكة"، في السياق تذيع وسائل الإعلام بشكل مكثف كثير من الأنشطة للقيادات الحوثية من المدارس في كثير من المديريات المسيطرين عليها وتبرز أسماء المدارس الأكثر تواجدا في تلك الأخبار (الشهيد القائد)، (الرئيس الشهيد الصماد)، (الإمام الهادي)، (الإمام الحسين)، (الإمام علي)، (السيدة فاطمة الزهراء)، وما لم تكشفه الوثائق الخاصة بتعديل مسميات المدارس تكشفه الأخبار التي يبثها الحوثيون بشكل مكثف، ليضعوا هذه القيادات والرموز قبالة اليمنيين وأجيالهم باعتبارهم " المقدمين والقادة والملهمين" ولـ"استلاب العقول" حسبما يؤكد المستشار محمد ناجي علاو، والذي يشدد على أن الحوثيين يستخدمون الكثير من الدعاية لـ"للتخدير بالموروثات التاريخية وكذبة آل البيت"، بعد أن "ميزوا أنفسهم عن الآخرين تحت مسمى أنهم (ِهجرة) وليسوا من المجتمع المتشارك في المغرم والمغنم بل هم محايدون ليس عليهم ما على الآخرين ولكن لهم ما للآخرين وأكثر، بأن لهم المنصب الأصغر في القبيلة والحي وحتى المنصب الأكبر في الحكم، بل ربطوا الدنيا والدين بهم لجمع الناس حولهم وتثبيت محبتهم، ويأت المنصب القيادي في التربية أو رفع أسمائهم في المدارس في هذا الإطار ".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد