أخبار اليوم" ترصد انتشار الباعة المتجولين لعرض بضائعهم على جولات المرور للهروب من الفقر

2009-10-31 06:35:32


تحقيق / الخضر عبدالله محمد

يتدافع صوب السيارات الواقفة عند إشارة المرور في جميع بقاع اليمن، مجموعة من الباعة المتجولين في الشوارع لعرض بضائع وحاجيات مختلفه.. هذه الظاهرة المنتشرة تفاقمت في الآونة الأخيرة في عموم المحافظات والمدن اليمنية، وهي ظاهرة بالتأكيد لم تعد تقتصر على سلع ومواد معنية كالصحف والمناديل الورقية.

فالمشاهد أنها امتدت لتشمل المرطبات المختلفة والحلوى وأدوات الزينة وشرائط غنائية محلية وعربية وأجنبية وأناشيد إسلامية وأشياء أخرى ربما لا يتخيل المرء أنها تباع عند إشارات المرور وعلى الطرقات والأزقة في بلاد اليمن الواسعة.

مشاهد من الشوارع

في جولة ووسط أرقى جولة بالعاصمة التجارية عدن "بمدينة المنصورة" نادى أحدهم بائع آخر يصرخ يبيع زين سيارات وغيرهم يبيع سجائر ومرطبات غازية وماء وآيسكريم، وهكذا مع هؤلاء الباعة ينقضي اليوم ليلاً ونهاراً وطقسه المتقلب، سواء في الشتاء البارد أو الصيف الحار خلال مواسم الأمطار أو تحت حرارة الشمس المحرقة ويلجأ المحتاجون إلى إشارات المرور لبيع المواد لساعات طويلة، والمكسب في نهاية اليوم مبلغ لا يتجاوز اليومية المتواضعة لهؤلاء الباعة.

الباعة المتجولون: أوقات نحصل على مصاريف وأخرى لا فائدة..

يقول البائع/ فؤاد الشرازي: يوم نحصل على مصاريف وبعض الأيام لا نحصل على شيء، وبائع أخر يقول: بعض الأوقات نحصل وبعض الأحيان لا نحصل على مكسب وبعض الأوقات لا نعمل ولا يوجد عمل بل عاطلين عن الأعمال.

ويقول بائع متجول: أصبح هذا المكسب لا ندري لمن نقسمه هل للإيجار أم للماء أو ملابس وغذاء للأطفال، وبائع آخر يقول: يوم ندخل عشرات الآلاف ويوم حق المصروف ويوم لاشيء.

اختلاف المتجولين بين رجال ونساء وأطفال

يختلف الباعة المتجولون على تقاطعات المرور والأرصفة والجولات وعلى ممرات الشوارع فمنهم الرجال من الشباب وصغار السن وهم النسبة الأعلى للباعة المتجولين في أنحاء مدن بلاد اليمن، ولكن النساء كذلك موجودات والسبب الرئيسي الذي يدفع الجميع لهذه الأعمال هي الأوضاع الاقتصادية الصعبة والأمية المنتشرة بشكل كبر في البلاد اليمنية.

حتى النساء يعرضن بضائعهن في الشوارع

على أحد ممرات الشارع شاهدت سيدة يمنية تقعد على الشارع تحاول ترغيب المشترين بشراء بضاعتها التي تقوم بعرضها على المارة، وهي مجموعة من أقراص المخلم واللحوم والسمن البلدي في سوق ا لأشبط بمدينة تعز لكي تحقق ربحاً ومكسباً يسد رمق أولادها وأسرتها في هذه الحالة الصعبة التي تشهدها بلاد اليمن وقالت هذه السيدة التي تبلغ سنها "45" عاماً: معي مجموعة من أقراص المخلم واللحوم وسمن بلدي أقوم ببيعها في هذا المكان ، واستطردت تقول : وأنا الذي أقوم بصنع هذا الخبز بيدي وأبيعه وأحصل على المال..وسؤالي لها عن ربح المال أين تدخره؟ فقالت : ليس لدينا أموال كثيرة حتى أوفرها أو أضعها في البنك ولكن ما أقوم ببيعه من الخبز وأشتري بثمنه حاجيات لأولادي لأسد رمق جوعهم ومطالبهم وهكذا هي حياتنا معشر الفقراء المختلفة بسبب الحاجة والفقر وأحياناً أخرى لعدم الرغبة في إكمال الدراسة.. معظم الباعة توقفوا عن إكمال دراستهم والبعض يحاول التوفيق بين البيع والدراسة.. البائع الشاب أشرف ومعه مجموعة قليلة من الباعة يقولون: "إننا ندرس ونشتغل"، بينما البائع محفوظ نصر قال: "درست إلى ثالث إعدادي وتوقفت عن الدراسة".

أعداد الأطفال العاملين في إشارات المرور والجولات والشوارع لافتة للأنظار، وأطفال اليمن كغيرهم يعانون واقعاً بائساً بداخله مصفوفة من المشاكل المفروضة عليهم تبدأ بالتسرب من الصفوف الدراسية الأولى مروراً بالانخراط في سوق العمل.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد