لحج أنموذجاً.. نتائج الثانوية العامة.. درجات عالية، مستويات متدنية، ظاهرة تبحث عن حل

2009-10-15 04:41:18


تحقيق/ محمود عبده الحميدي:

في زمن كثرت فيه العقول الجوفاء من خريجي الثانوية العامة وقل عدد الراسبين وارتفعت بالمقابل نسب النجاح والتفوق على مستوى الوطن حيث أختلت العملية التعليمية وضلت طريقها إلى الرقي والتقدم بسبب واحد أو بأسباب شتى والمهم هو دمار أجيال كاملة تتخرج وهي غير مسلحة بالعلم والمعرفة لتكون لقمة سهلة لمفاهيم الانحراف.

الغش، الإدارة المدرسية، مكاتب التربية، الأسرة، الطالب نفسه، كلها عوامل اجتمعت لتقضي على الأمل المنشود في مستقبل الأجيال.

نحاول من خلال هذا التحقيق تلمس الظواهر التي تؤدي إلى ارتفاع نسب النجاح وانخفاض مستوى التعليم ولنأخذ محافظة لحج أنموذجاً على سبيل الذكر لا الحصر واليكم التفاصيل:

غياب الضمير عند المعلم

عبدالله حسين الزيدي - كان أول من التقيناه حيث لم تمنعه علامات الشيب الظاهرة عليه من شرح زمن التعليم الذي عاشه فيقول:

إن غياب الضمير عند المعلم هو سبب تدني مستوى التعليم خصوصاً في المرحلة الأساسية التي يحتاج فيها الطالب لأكثر من أسلوب لكي تصل إليه المعلومة كاملة وإدارة التربية لا تقيم لهم دورات تدريبية خلال العطلة الصيفية، كما أن الكتب المدرسية فيها الكثير من الحشو والقليل من المعلومات.

وأضاف: هناك تقارير ترفع من قبل التوجيه الفني لا يتم أخذها بعين الاعتبار وتظل حبيسة الأدراج كما أنني أُحمل أولياء الأمور المسئولية الكاملة بعدم متابعة أولادهم ومراجعة الدروس لهم وتعزيز قيم الاعتماد على الذات لا على الغش، خاتماً حديثه بأن الامتحانات الداخلية في المدارس أفضل من امتحانات المراحل الأساسية والثانوية التي يتم النجاح فيها للجميع بفضل ظاهرة الغش.

تدمير ممنهج للتعليم

يتكئ على عكازة ثم يتأمل بتمعن إلى الأعلى محمد باوزير مدير مدرسة متقاعد في حضرموت الفرق بين ذخيرة الطالب وعطاءه العلمي بين الأمس واليوم فيشبهه كالفرق بين طائرين أحدهما يحلق عالياً مطمئناً والآخر يدب دبيب النمل دون أن يصل إلى هدفه لأن الأول نهل من بحور العلم والمعرفة والثاني أصطدم بواقع سيء ولم يمتلك الإرادة لتجاوزه.

وأضاف: معدل الستين والسبعين في سبعينات القرن العشرين تفوق معدلات التسعة والتسعين الآن، أقول هذا الكلام عن تجربة استمرت 35 عاماً في المجال التربوي والسبب هو تدمير ممنهج للتعليم يمارس بقصد أو بغير قصد إما لإنشاء جيل غير واعٍ من السهولة حكمه والسيطرة عليه أو أن فاقد الشيء لا يعطيه في وزارة التربية والتعليم وفروعها في المحافظات.

درجات تشجيعية وفروق فردية

أحمد سالم - ولي أمرقال:

أنا أب لسبعة أفراد من الذكور والإناث، نتائج الثانوية العامة التي يحصل عليها أبنائنا اليوم هي نتائج تشجيعية الهدف منها التفاخر والتباهي أما المردود العلمي الذي جعله يحصل على النتيجة فلا يساوي 20% من الدرجة التي يأخذها لأنه حصل على الإجابات جاهزة وقام بنقلها إلى دفتر الامتحان.

وأضاف: لكن هناك فروق فردية تميز شخصاً عن آخر وعوامل أخرى مثل الانضباط الذي أجده عند البنات أكثر بسبب المتابعة المستمرة والإخلاص من قبل المعلمات في التعليم عكس الأولاد وكذلك الإدارة المدرسية وحتى إن حصلت الطالبات على معدلات كبيرة لا تتناسب مع فهمهم إلا أنهم يكونون قادرين على المنافسة في مراحل متقدمة في الجامعة.

خريجو الثانوية يفشلون بالجامعات

يعلق غالب السميعي - رئيس نقابة المعلمين اليمنيين م/لحج على الموضوع بقوله:

إن النتائج والمعدلات المرتفعة لنتائج الثانوية العامة ليست واقعية ولا تساوي الواقع الثقافي والمعرفي للطالب بل هي نتاج عملية غش منظم يشترك فيه ثلاثة أطراف، الإدارات المعنية والطالب نفسه وبعض أولياء الأمور والمجتمع والدليل على أن هذه المعدلات غير حقيقية حين نجد أن الطلاب الملتحقين بالجامعات أو المعاهد المتخصصة يفشلون في امتحانات القبول أو أول فصل دراسي.

ويطالب السميعي بإعادة النظر في آليات تنفيذ الامتحانات من حيث اختيار اللجان المناسبة وإيجاد رقابة فاعلة من قبل وزارة التربية والتعليم وإصدار قرار بتجريم عملية الغش وقبل هذا كله إصلاح المنظومة التعليمية من التعليم الأساسي وحتى الجامعي.

مدراء بالإنابة:

من واقع الأمانة الصحفية والحرص على إبراز جميع وجهات النظر حملنا جل هذه التساؤلات والنقاط السابقة لنطرحها على طاولة مدير عام مكتب التربية والتعليم بلحج.

الدكتور علي السلامي الذي رفض الإجابة بأسلوب المماطلة والإنابة حيث أشتكى من ضيق الوقت وطلب منا وضع الأسئلة في السكرتارية لكن مدير مكتبه (أخاه) حل محل المدير العام وقام بإرسال الأسئلة إلى مدير عام الامتحانات وظللنا نتردد على مكتب التربية والتعليم لمدة أسبوع ولم نجد الإجابة فلم نجد غير هذا الحل

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد