تشهد مدينة تعز حالة من النشاط الملحوظ والاهتمام الكبير من قبل السلطة المحلية وقيادات المحافظة في جانب الخدمات العامة وإيلاء إعادة الحياة لعمل المكاتب الحكومية في المحافظة، الجانب الأكبر في هذه الفترة الحساسة والهامة، كونها ترتبط بحياة المواطنين ومعيشتهم، بما يؤدي إلى تطبيع الحياة في كل مناحي الحياة وعودة الدولة ومؤسساتها لفرض سيطرتها على مقاليد الأمور.. ذلك أن هذا الأمر له فوائده الواضحة من حيث بسط نفوذ الدولة وسلطة القانون على كل شيء بالمدينة ويخضع الجميع لهذا الأمر والجميع سواسية أمام القانون..
وخلال الفترة الماضية كان لقيادة المحافظة نشاط ملحوظ في القيام بالدور المطلوب في تفعيل المكاتب الحكومية بالمحافظة للقيام بدورها المنوط بها وخاصة المكاتب الخدمية التي ترتبط بالمواطنين، كون ذلك يمنح المواطنين الثقة والأمان بأن مؤسسات الدولة تعود رويداً رويداً لتمارس أعمالها وبصلاحياتها وتقدم خدماتها لأبناء المدينة.. ولعل هذا التوجه الصحيح لقيادة المحافظة من جعل الأنظار تتجه إليهم لمتابعة ما يتم يومياً من أعمال وتجاوز الجمود وإحياء الخاملين وشد همم المتخاذلين وتشديد الإجراءات القانونية على من لا يتفاعل أو يلتزم أو يواكب تطورات اليوم لأجل خدمة مدينة تعز وإعادة الروح إليها بعد حالة الموت التي أصابتها بسبب مليشيات الحوثي الإرهابية والحصار الظالم والإجرامي للمدينة منذ أكثر من أربع سنوات في محاولة لإخضاعها وإخضاع أبنائها وهذا الحصار الجائر انتقام الحوثي لما قامت به مقاومة تعز وأبنائها لاجتياح مليشيا الحوثي للبلاد عموماً وتعز خصوصاً..
إنه القدر الذي يجعل مدينة تعز وساكنيها يدفعون الفاتورة الأغلى والأعلى والأثمن في مواجهة مليشيات الحوثي ومسيرتهم التدميرية في كل أرجاء الوطن..
نشاط خدماتي

لا يخفي على أحد هذا النشاط الملحوظ لقيادة المحافظة سوى المحافظ حين تواجد بالمدينة أو وكيل أول المحافظة الدكتور/ عبد القوي المخلافي، الذي يعتبر الرجل الثاني في المحافظة بعد المحافظ / نبيل شمسان، وبحضوره أو غيابه كان الوكيل المخلافي على قدر المسئولية الملقاة على عاتقه، متحملا كل المهام بحب وإخلاص لا محدود، حمل على نفسه وعاتقه أن يعمل بكل همة ونشاط لخدمة هذه المدينة التي أحبها وأبنائها بكل تواضع.. وها هو يتابع الأعمال ويجتمع مع القيادات ومدراء المكاتب ويلتقي بالشخصيات يحاول قدر الإمكان حلحلة الأزمات ومراجعة ما يحصل والوقوف على المشاكل وحلها لا يمر دون أن يكون للوكيل المخلافي حضوره ولقاءاته اليومية المتصدرة لعديد قضايا مختلفة يعمل على مناقشة كل الأمور بروح مسئولية وحس إداري وقيادي متمكن يحاول قدر الإمكان أن يلامس الأوضاع ويحل المشاكل ويشترك معه الوكلاء المتخصصون في الجوانب الأخرى وكل له صلاحياته، المهم أن يرتبط كل ذلك بعودة النشاط الخدماتي في المدينة، بما يؤدي إلى مكاسب حقيقية يشعر بها المواطن ويلمسها خاصة عندما تحقق الهدف المنشود..
أزمة المياه

ظلت أزمة المياه بتعز ممتدة منذ شهور بدون حلول لها أو معالجات كما وارتفعت أسعار وايتات المياه إلى أسعار خيالية جعلت من أزمة المياه تمثل مصدر قلق وخوف مع ازدياد معاناة الناس والمواطنين ووصول الأزمة إلى مستوى لا يطاق، وضعت الكثير من المعالجات لحلها، لكنها لم تنفع، ذلك أن أصحاب الوايتات وملاك الآبار أصبحوا هم حجر الأزمة ومن يفتعلون الأزمة ويرفضون المساهمة في حلحلتها..
وبعد عدة مقترحات قامت بها الجهات المختصة عقد اجتماع حاسم في المحافظة برئاسة الوكيل المخلافي ولجنة حل أزمة المياه وخرجت بقرارات قوية وحاسمة إذ حددت أسعار رسمية لوايتات المياه وأسعار لتعبئتها من ملاك الآبار وأيضاً عند بيعه للمواطنين وتم تشكيل لجنة أمنية ومن الجهات المختصة لتنفيذ القرار وذلك لإنقاذ المواطنين من أزمة المياه وإنهائها بصورة عاجلة وقامت اللجنة على الفور بتنفيذ القرار وإشعار المواطنين بالقرار وضرورة مساعدة اللجنة في الإبلاغ عن المخالفين وبالفعل لاقى القرار ارتياحاً كبيراً لدى المواطنين، خصوصاً وأنه انتصر لهم بعد المعاناة الطويلة لهم مع أزمة المياه وارتفاع أسعارها بشكل جنوني.. ورغم محاولات أصحاب الوايتات وملاك الآبار للالتفاف على القرار والتهرب من تطبيقه بيد أن اللجنة الحكومية تعمل بقدر الإمكان على متابعة المخالفين للقرار والمتهربين وقامت اللجنة الأمنية، مؤخراً باحتجاز ما يقارب 30 وايت ماء بسبب مخالفتهم لقرار التسعيرة الحكومية الملزمة للكل وهكذا نجحت السلطة المحلية في حلحلة أزمة المياه أخيراً بعد كل هذا الوقت الطويل.. وتنفس المواطنون الصعداء بعد تثبيت الأسعار لوايتات المياه والمطلوب الاستمرار في عمل لجنة أزمة المياه، حتى لا تعود الأزمة لسابق عهدها..!!
عودة عمال النظافة
واستمراراً لحالة النشاط الحكومي.. فقد نجحت الجهات المختصة وبمتابعة قيادة المحافظة، في إنهاء الإضراب الشامل لعمال النظافة والذي امتد لفترة طويلة تضررت بسببه المدينة وأبناؤها بفعل تراكم القمامة لمستوى قياسي ساهمت بانتشار الأمراض والأوبئة وبعودة عمال النظافة لممارسة عملهم بدفع مخلفات القمامة من الشوارع والأحياء السكنية كان ذلك محط ارتياح لدى المواطنين والذين أشادوا برفع إضراب العمال وعودتهم للعمل والمساهمة في نظافة هذه المدينة وإبعاد شبح الأمراض منها وعن أبنائها وبالفعل تحرك العمال لمواقعهم ويومياً يقومون بعملهم وقاموا بنظافة الأحياء والشوارع وأصبحت نظيفة كما يتمناها الجميع..!!
القطاع الصحي
وفي القطاع الصحي تحاول السلطة المحلية بذل كثير جهود لمواجهة الأوبئة والأمراض عبر تقديم الدعم للمستشفيات وتوفير المستلزمات الطبية والعلاجات ومتابعة الجهات المختصة بالحكومة أو الجهات الداعمة.. والمنظمات الدولية والمتخصصة في القطاع الصحي وذلك لأجل توفير متطلبات المستشفيات ومواجهة مخاطر الأمراض التي تنتشر بالمدينة وعلى رأسها وباء الكوليرا التي انتشرت بشكل مخيف.. لكن بتعاون حكومي ومجتمعي ودولي يتم مكافحته ومحاصرته وعلاج المصابين به والتوعية بمخاطر الكوليرا وضرورة الوقاية منه.
لقاء حكومي بالإعلاميين
كان للجانب الإعلامي حضوره في المشهد العام بالمحافظة إذ حرص وكيل أول المحافظة الدكتور/ عبد القوي المخلافي، على عقد لقاء مع الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام في لقاء مكاشفة وفتح فيه المجال للمصارحة وإبداء الآراء بكل وضوح وردود كل ما يهم المحافظة، واصفا أمام وسائل الإعلام، حقائق عن الوضع الراهن وضرورة أن يكون الإعلام والإعلاميون شريكاً أساسياً للسلطة المحلية وتوحيد الجهود لإعادة الحياة للمدينة، بعيداً عن أي حساسيات أو حسابات خاصة.. وطالب الوكيل المخلافي الإعلاميين أن تكون مصلحة تعز هي الأساس وهي المرتكز الأول والأهم لدى الجميع.
وكان للدكتور عبد القوي المخلافي- وكيل أول المحافظة- كلمة في اللقاء الإعلامي قدّم فيها خلاصة لما يجب عليه أن يكون التناول الإعلامي، فيما يخص الظروف في المدينة ومواجهة مليشيا الحوثي..
وأكد الوكيل أن الجميع يجب أن يتحمل مسئوليته وفي مقدمتهم الإعلاميون الذين ينقلون الحقيقة بالكلمة والصورة لبناء الرأي العام وتوعيته بما يدور في هذه المحافظة من مواجهات عنيفة وتحديات وعوائق كبيرة على الأرض وكذلك الجهود الرامية من قبل السلطة المحلية بقيادة محافظ المحافظة/ نبيل شمسان إلى تثبيت الأمن والاستقرار.. فنحن أمام مسؤولية جماعية لإسناد ودعم هذه المعركة، وهذه المسؤولية تقتضي الالتزام الدائم وغير المشروط بمحددات وضوابط هذه المعركة، وعمل كل ما من شأنه تحقيق النصر وتعزيز مظاهر الدولة واحترام سلطة القانون.
مؤكداً أهمية توحيد الخطاب الإعلامي، والارتقاء به، بما يخدم هذه الأهداف وينأى به عن التحول إلى عامل هدم، وتعميق للخلافات والتباينات داخل محافظة تعز، مثمناً الجهود الكبيرة والتضحيات الجسيمة للصحفيين في تعز والذين رسموا صورة مشرقة لهذه المحافظة أذهلت العالم، مشيراً إلى أن المليشيات الحوثية مستمرة في ارتكاب جرائم وحشية بحق أبناء تعز من الأطفال والنساء والشيوخ واستهداف الأحياء السكنية والمنشآت العامة وبالتالي لابد أن يرى ويسمع العالم بهذه المعاناة، بعيداً عن المناكفات السياسية والخطاب التحريضي بصورة غير لائقة، ولابد من توحيد الخطاب الإعلامي في الجوانب العسكرية والأمنية والمدنية، بما يخدم مشروع التحرير والبناء للمحافظة
وأشاد الوكيل بالإعلاميين في مساندة الجيش الوطني خلال الثلاث السنوات الماضية، داعياً لتوحيد الصف وللخطاب الإعلامي ورفع الروح المعنوية للأبطال في الجبهات الذين يبذلون أرواحهم ودماءهم الزكية في سبيل حرية وكرامة اليمن واليمنيين، وتقدير تلك التضحيات واستلهام دروس الصبر والوحدة الوطنية لدى النخب ولدى كل الفئات الاجتماعية والمكونات السياسية، بما يحقق انتصار بلادنا على مشروع الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وطالب بتكثيف الجهود لفضح جرائم انقلاب الحوثي وجرائمها بحق أبناء الشعب اليمني وممارساته وسلوكياته الكهنوتية السلالية التي تحاول العودة بالتاريخ إلى الوراء وإلى العصور الظلامية المتخلفة.
مؤكداً أن أي انحراف عن مسار معركتنا الوطنية لا يخدم سوى ميليشيا الحوثي، وأن الواجب الوطني يقتضي من الجميع تقديم مصلحة الوطن وثوابته ومبادئ ثورتيه على كل ما سواه.
وخرج اللقاء بتشكيل لجنة من الصحفيين والإعلاميين لصياغة ميثاق شرف ووضع إستراتيجية إعلامية للعمل الصحفي في المحافظة
تعز مدرسة الصبر والنصر
المهم أن تعز المدينة تقاوم عسكريا ومجتمعيا وصحيا وطبيا وإعلاميا.. تواجه، بسواعد أبنائها، جبروت الحوثي ومليشياته بالسلاح والتضحية، بالرجال والغالي والنفيس.. كما تواجه الأوبئة والأمراض بصبر وتعاون وإخلاص من أبناء تعز.. وبنفس الوقت تفتح أبواب الأمل للشباب والأطفال، للرجال والنساء، يعيشون الواقع بكل تفاصيله وأحداثه.. أوجاعه ومراراته وأفراحه، وسط كل هذه الظروف والأوضاع المأساوية في صوره حقيقية عن حب الحياة وإرادة الحياة التي دائما ما تنتصر على إرادة الموت أو الدمار.
هذه هي تعز
هي الحياة التي تعود إليها بإرادة وعزيمة أبنائها وإخلاصهم وتفانيهم...
تعز المدرسة في الصبر والصمود والمقاومة بعزيمة رجالها وأبنائها، ودائما موعودة بالنصر القريب مهما طال الظلم والقهر والخذلان والحصار.
" أليس الصبح بقريب!!"