يواجه اليمن كارثة صحية مروّعة، فالأمراض المُعدية تحصد أرواح الأطفال، والنظام الصحي منهار بفعل الحرب، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية قالت إن 600 طفل ماتوا، خلال العام الماضي، فقط بسبب مرض الحصبة، وهو واحد من الأمراض التي تحصد أرواح اليمنيين في وقت يمكن الوقاية منه بالتطعيم.

تعد اللقاحات سلاحا فعالا في مكافحة هذه الأمراض، فمن خلالها تمكن العالم من حماية الأطفال من شلل الأطفال والحصبة والجُدَري وغيرها.

لكن سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم، على السلطة في صنعاء وما رافقها من حروب وصراعات تعيق برامج التطعيم، مما أدى إلى تفشي الأوبئة وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال.

دشنت ميليشيا الحوثي حملة كبيرة ضد التطعيمات، شارك فيها مختلف قطاعات السلطة من خطباء المساجد والناشطين في المقاهي، وعلى "فيسبوك"، وصولا إلى وزير الصحة في حكومتهم غير الشرعية. ومع ذلك فإن على المجتمع مسؤولية كبيرة لتلافي أثر هذه الكارثة، وتطعيم أطفالهم ضد هذه الأمراض الوبائية.

- مصادر الأمراض الأوبئة

يقول مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بمأرب، زياد الراعي: "في محافظة مأرب لا يخفى على الكثير، سواء هنا في محافظة مأرب أو محافظات الجمهورية؛ نظرا لانتشار الأمراض والأوبئة".

وأضاف: "نحن أقل ضررا من بعض المحافظات؛ نظرا لوجود المرافق الصحية نوعا ما".

وأوضح: "محافظة مأرب تعد المحافظة التي تستقبل المئات من النازحين، وتستقبل الوافدين إليها في يوميا، وخاصة من المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات".

وتابع: "المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي نعدها بشكل عام، وخاصة وزارة الصحة، مناطق ذات خطورة عالية، ومناطق ينتشر فيها الأمراض والأوبئة، وكثير من الأمراض سجلت فيها، ونحن هنا في مأرب نتأثر نتيجة النزوح المستمر".

وأردف: "أيضا زيارة بعض الناس لأهاليهم، وما أن يعودوا تظهر بعض الأمراض والأوبئة، وكذلك المناخ، وتغير المناخ، والأمطار وغيرها".

وزاد: "محافظة مأرب تتأثر من انتشار الأمراض والأوبئة في مناطق تقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي".

وقال: "المؤسسات الصحية والقطاع الصحي هنا في محافظة مأرب تقوم بكافة البرامج الصحية، ولدينا خطط وإستراتيجيات لمواجهة مثل هذه الأمراض، وأيضا خطط استباقية".

وأضاف: "لو تكلمنا عن موضوع الكوليرا لدينا خطة مبكرة بنهاية 2023م، بعد أن عادت الجائحة الثانية، التي عادت إلى اليمن، وتم الاستعداد سواء من خلال التوعية الصحية وتكثيف الفِرق التطوعية والميدانية، والعمل على دعم القطاع الصحي والمستشفيات، والتنسيق مع المنظمات، وكذلك التنسيق المستمر مع قيادة وزارة الصحة والعمل على مواجهة مثل هذه الأمراض".

وتابع: "حاليا ظهر لنا موضوع البكتيريا، هناك حالات سجلت وفاة، وأيضا حالات مصابة".

وأوضح "ومن ضمن الإجراءات، التي تم العمل عليها لاحتواء مثل هذه الأمراض، والعمل على الحد منها، يجري تنفيذ حملة مصغرة في مخيم الدفينة بعد أن ظهرت حالات الدفتيريا في بعض القطاعات في هذا المخيم الكبير، الذي يعتبر أكبر مخيم على مستوى اليمن من ناحية عدد السكان المتواجدين فيه".

وأردف: "مع كل هذا يوجد لدينا تحديات في القطاع الصحي، تحديات كبيرة من ضمنها قلة الدعم من بعض المنظمات، والتدخلات التي لا ترتقي إلى المستوى الأفضل، وكذلك الضغط الكبير الذي على هذه المحافظة، التي نعدها محافظة مضيافا تستقبل آلاف ومئات اليمنيين يوميا".

- شائعات منتشرة

يقول مدير الترصد الوبائي في محافظة تعز، ياسين عبد الملك: "نحن في تعز نعاني من تفشي وباء الكوليرا، حيث بلغ عدد الحالات حتى يومنا هذا تقريبا 5097 حالة؛ منها مؤكدة بالفحص الزراعي".

وأضاف: "أيضا، كان لدينا حالات من قبل الحصبة وأمراض مرتبطة بالتطعيم".

وأوضح: "محافظة تعز تعاني من حصار، وأيضا تعاني من التنقلات بين المناطق المحررة وغير المحررة، خصوصا وأن في المناطق غير المحررة لم تنفذ أي جولة تطعيم ضد شلل الأطفال أو الحصبة أو الدفتيريا، وعند زيارتهم إلى تعز يصبح الأطفال في المدينة معرضين لهذه الأمراض".

وأردف: "في 2023، سجلنا في محافظة تعز 3114 حالة اشتباه بالحصبة، منها 57 حالة وفاة".

وتابع: "ازدادت أعداد الإصابات والوفيات؛ بسبب الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى مستوى بعض التجمعات الاعتبارية التي تتحدث عن هذه اللقاحات، من قِبل ميليشيا الحوثي".

وأردف: "نحن في محافظة تعز، واجهنا هذه الشائعات بالتوعية، وقمنا بالتواصل مع الأطراف ذات العلاقة، كالأوقاف والإرشاد والإعلام في المحافظة، للرد على هذه الشائعات، وتقديم الفتاوى بشأن الحصول على اللقاح وشرعيتها، لكي يحصل الأطفال عليها، وتم تعميمها على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي والأوقاف في كل المديريات".