"العليمي": تصعيد ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر هروب من استحقاقات السلام والضربات العسكرية وحدها لن تقضي على قدراتها

2024-02-18 08:22:14 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

  

جدد فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تمسك المجلس والحكومة اليمنية بخيار السلام، واعتبر تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر هروبا من استحقاقات هذا المسار والتزاماته، وتنفيذا للأجندة الإيرانية.

 

وقال رئيس مجلس القيادة في مقابلة أجرتها معه قناة العربية (الحدث)،" في المنطقة العربية حاليا مشروعان الأول تقوده إيران لنشر الفوضى والإرهاب وتقويض مساعي السلام، والثاني وهو مشروع استراتيجي تقوده السعودية ومصر من أجل السلام في العراق ولبنان وفلسطين واليمن".

 

وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اتهام إيران بمواصلة العمل على تقويض مساعي السلام في اليمن وتهديد الملاحة الدولية من خلال استمرار تدفق الأسلحة النوعية والمتطورة منها إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية.

 

وطالب العليمي المجتمع الدولي بتغيير أسلوب تعاطيه مع ميليشيا الحوثي، مؤكدا أن تلك الميليشيات هي " مشروع عسكري أمني إرهابي وليس مشروعا سياسيا".

 

وطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بدعم الحكومة اليمنية لفرض سيادتها على كامل التراب اليمني واستعادة كافة مؤسسات الدولة اليمنية، لممارسة سلطتها في حماية أمن الملاحة البحرية والإسهام في بناء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

 

وجدد رئيس مجلس القيادة ترجيب المجلس القيادي، بالجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكداً الاستمرار في خطوات التعامل مع خارطة الطريق لإحلال السلام في اليمن.

 

استدرك قائلا:" لكن الحوثيين يتهربون كل يوم من عملية السلام ويخلقون الأعذار".

 

وأشار إلى أن الهجمات الإرهابية التي تطال اليوم البحر الأحمر والملاحة الدولية هي إحدى الوسائل الحوثية للهروب من عملية السلام.

 

وقال "نحن جربنا الحوثيين لفترات طويلة، إنهم لا يلتزمون بأي اتفاق على الإطلاق، لكن رغم هذا نعتبر أن السلام هو مصلحة يمنية، لأنه يخدم اليمنيين ويرفع المعاناة الإنسانية عنهم".

 

أضاف" السلام ينبغي أن يرتكز على المرجعيات ومنها القرار رقم 2216، وبالتالي نحن مع السلام والكرة في ملعب هذه الميليشيات".

 

وأوضح أن إيران لا تريد السلام لا في اليمن ولا في أماكن أخرى، وإذا كانت جادة في ذلك فعليها أن توقف نقل الأسلحة والمعدات المتطورة إلى ميليشيا الحوثي.

 

أضاف: "للأسف بعد الاتفاق السعودي - الإيراني للتهدئة في المنطقة، تمكنت القوات الدولية من ضبط سفن عديدة كانت تحمل أسلحة متعددة ومتطورة من إيران متجهة إلى ميليشيا الحوثي".

 

وأشار في هذا السياق إلى إعلان الأمريكيين قبل أسبوعين ضبط سفينة تحمل أسلحة متطورة بما في ذلك قوارب على شكل غواصات لا تظهر على سطح الماء.

 

واعتبر رئيس مجلس القيادة هذه المسألة خطيرة و"بالتالي نحن نريد من إيران أن تثبت فعلا أنها تريد السلام في اليمن وفي المنطقة من خلال الأفعال وليس الأقوال".

 

وأكد أن" السلام بالنسبة لليمنيين هو الحياة، والحرب هو الموت، وشعار ميليشيا الحوثي هو شعار الموت".

وقال "هذه جماعة لا تؤمن بالسلام وشعارها يبدأ أصلاً بعبارة الموت، لكننا لا زلنا نعتقد أن السلام هو الخيار بالنسبة لنا ولازال هو الطريق الذي سيخدم شعبنا اليمني وسيحقق الأمن والاستقرار للمنطقة وللملاحة في البحر والأحمر وخليج عدن والبحر العربي".

 

وانتقد التعاطي الدولي مع الملف اليمني خلال الفترة الماضية، حيث عملت الكثير من الدول على تعطيل قيام الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية بإنهاء سيطرة هذه الميليشيات على الدولة ومؤسساتها، مشيرا إلى أن اليمنيين دفعوا أثماناً كبيرة بسبب هذا التجاهل الدولي وعدم الاهتمام، الذي وصل أحياناً حد التماهي مع هذه الميليشيات".

 

وأوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأن المجتمع الدولي كان ينظر للقضية على أنها قضية سياسية، وهي ليست كذلك.

 

وأشار إلى أن الوضع اختلف اليوم، قائلا بأن المجتمع الدولي بات يدرك أن المقاربات السياسية مع ميليشيات إرهابية لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج ولا إلى استقرار لا اليمن ولا الإقليم.

 

وأكد فخامته، أن المجتمع الدولي اتخذ مقاربة عسكرية واضحة لأن هذه الميليشيات للأسف لا تغني معها المقاربات السياسية.

 

أضاف" نحن منذ 2011 كنا نحاول مع هذه الجماعة أن تكون جزءا من العمل السياسي سواء من خلال مؤتمر الحوار الوطني أو اتفاق السلم والشراكة أو من خلال المحادثات التي تلت ذلك من برن إلى جنيف إلى الكويت، لكن هذه المقاربات السياسية كانت تستخدمها ميليشيا الحوثي كمحطة لإعادة بناء قدراتهم العسكرية وبالتالي القيام بأعمال إرهابية جديدة وهجمات جديدة.

 

وحول الضربات التي ينفذها الأمريكيون والبريطانيون ضد معاقل ميليشيا الحوثي، أوضح فخامته،" أنها لن تؤدي إلى القضاء على القدرات التي تمتلكها ميليشيا الحوثي، لكن ربما قد تضعف هذه القدرات".

 

وأكد أن القضاء على تلك القدرات يأتي من خلال شيئين، أولاً شراكة ودعم للحكومة الشرعية لكي تستعيد السيطرة على كافة المناطق التي هي تحت سيطرة هذه الميليشيات، وتجفيف منابع الأسلحة التي تأتي من إيران".

 

وشدد فخامته، على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعماً للحكومة الشرعية، مشيراً إلى أن هناك أشكالا متعددة من الدعم، من بينها على سبيل المثال تحويل مبالغ الدعم الأممي عبر البنك المركزي في عدن نقل مكاتب المنظمات الإنسانية إلى العاصمة المؤقتة.

 

وأكد أن الحكومة الشرعية تقدم الخدمات للمواطنين وتدفع المرتبات شهرياً للموظفين بينما ميليشيا الحوثي منذ تسع سنوات حتى اليوم وهي لا تدفع مرتبات للموظفين ولا تقدم خدمات وإنما تسخر كل الأموال التي تحصل عليها سواء من الداخل أو الخارج لتزويد قدراتها العسكرية والهجمات المتعددة على اليمنيين سواء في الجبهات العسكرية أو على المدن أو ضرب المنشآت الحيوية.

 

وعن التهديدات التي تقوم بها المليشيات الحوثية في البحر الأحمر، أشار فخامته، إلى أن التهديدات والهجمات على البحر الأحمر بدأت من قبل غزة.. لافتاً إلى أن استثمار ميليشيا الحوثي والإيرانيين لموضوع غزة وهو استثمار غير أخلاقي، لأن ميليشيا الحوثي تحاصر تعز التي يصل تعداد سكانها ٤ ملايين منذ ثماني سنوات من المياه والمواد الغذائية ومن دخول الناس إليها، وتحاصر الحكومة الشرعية فيما يتعلق بتصدير النفط من خلال استهداف موانئ النفط، وتمارس العنف والإرهاب ضد المواطنين ويتكلمون عن قضية غزة، واعتبر هذا تناقضا بين ممارسة غير أخلاقية وتبني قضايا أخلاقية.

 

وحول تصنيف ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، أكد رئيس مجلس القيادة، أن هذا التصنيف لن يتضرر منه اليمنيين والدليل على ذلك أنه خلال المراحل الأولى من الحرب التي فرضتها الميليشيات الإرهابية على اليمنيين من العام 2015 و2016 كان ميناء الحديدة مغلقا وكانت المواد والسلع كلها تأتي إلى ميناء عدن وميناء المكلا وكانت تنقل إلى مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، بأسعار أرخص مما هي عليه اليوم.

 

وحول العلاقة اليمنية - السعودية، قال فخامته "السعودية كانت مع اليمنيين دائماً في كل الظروف، وعلاقتنا معها ليست عابرة بل علاقتنا معها عميقة وتاريخية، وبيننا حدود طويلة، أكثر من 1400 كم، ولدينا 3 ملايين عامل يمنيين ومهاجرين ومغتربين في السعودية، ولدينا 200 ألف طالب في المدارس الابتدائية والثانوية في السعودية".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد