محللون سياسيون: ميليشيا الحوثي تستخدم ورقة البحر الأحمر لصالح المحور الإيراني

2024-02-14 22:14:26 أخبار اليوم - متابعات

  

أكد خبراء ومحللون سياسيون أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم ورقة البحر الأحمر، لمصلحتها ولصالح محور إيران في المنطقة.

وقال الخبراء المتخصصون في شؤون منطقة الشرق الأوسط، في ندوة عقدت في السابع من فبراير الجاري بدولة الإمارات، إن التصعيد الحاصل في البحر الأحمر وخليج عدن له تداعيات كبيرة على الأمنين الإقليمي والبحري؛ ناهيك عن الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي يخلفها على التجارة العالمية ومساعي السلام الدولية والأممية لحل الأزمة اليمنية.

وأوضح الخبراء أن هذا الاستغلال الحوثي سيتكرر مرات قادمة مستقبلاً. مشيرون إلى أن الردع الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة لن يُجدي كثيراً مع ميليشيا الحوثي، ولن يجبرها على إيقاف تصعيدها في البحر الأحمر.

واستبعدوا توقف الهجمات الحوثية التي تطال السفن التجارية على المدى القريب في حال عدم وجود حلول بديلة للتعامل مع الأزمة. موضحون أن التعويل على دور قادم لسلطنة عُمان واستغلال قنوات تواصلها مع إيران وميليشيا الحوثي لإيقاف التصعيد في البحر الأحمر.

وناقش الخبراء الدوليون ثلاثة محاور أساسية، هي: السيناريوهات المحتملة للتصعيد الحالي بين ميليشيا الحوثي والولايات المتحدة؛ وتداعيات التصعيد الحالي وتطوراته على الأزمة اليمنية وعلى الأمنين الإقليمي والبحري والمصالح الدولية؛ وطبيعة الترتيبات السياسية والأمنية الإقليمية للتعامل مع التصعيد الراهن والخيارات البديلة.

التهديد الحوثي المستمر

أوضحت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات أن التنامي في حدّة التصعيد بين ميليشيا الحوثي والولايات المتحدة يزيد من المخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة في منطقة جنوب البحر الأحمر، بما يخلق تهديداً خطِراً وطويل المدى ليس للأمن الإقليمي فحسب، بل أيضاً لحركة التجارة العالمية.

وأشارت إلى أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن فتح البابَ أيضاً لعودة أعمال القرصنة البحرية المنطلقة من الأراضي الصومالية، في ظل انشغال القوات الدولية بالتهديد الجديد. حيث سُجلت خلال الأسابيع الماضية نحو أربع عمليات قرصنة على الأقل نجح القراصنة في السيطرة على سفينتين تجاريتين.

وأثارت المخاوف من أن التصعيد سيؤدي إلى تعطيل المساعي الدولية والأممية لحل الأزمة اليمنية، وتقويض التفاهمات الأخيرة التي تم التوصل إليها بين ميليشيا الحوثي والمملكة العربية السعودية، وبخاصة إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها الانتقال من استراتيجية ضرب قدرات ميليشيا الحوثي على استهداف حركة الملاحة عبر القصف الجوي، إلى استراتيجية التدخل البري ودعم الحكومة الشرعية والقوى اليمنية الأخرى على الأرض.

إعادة تعريف دور ميليشيا الحوثي

وتحدث الباحث ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عن لجوء ميليشيا الحوثي للتصعيد في جنوب البحر الأحمر، بأنه “حدث تأسيسي”؛ من شأنه “إعادة تعريف دور ميليشيا الحوثي بالكامل” وزيادة قيمتهم الاستراتيجية في إطار ما يسمى “محور المقاومة”، الذي تقوده إيران.

وأكد أن ميليشيا الحوثي من أبرز الرابحين في التصعيد القائم في البحر الأحمر وخليج عدن، ومع أن حصول تهدئة أو وقف لإطلاق النار في غزة، قد يدفعهم إلى عدم مواصلة تصعيدهم ضد السفن التجارية التي تمر قبالة سواحل اليمن، لكن هذا لن يحول دون استخدامهم ملف مضيق باب المندب في مرات قادمة مستقبلاً، بما يُلبي مصالحهم الخاصة.

التدخل الأمريكي

وحول التدخل الأميركي وسياسة واشنطن في التعامل مع التهديد الجديد، يبيَّن عمر طاشبينار، أستاذ الدراسات الأمنية في كلية الحرب الوطنية بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن الولايات المتحدة لجأت بشيء من التردد إلى التعاطي عسكرياً مع التهديدات الحوثية لممرات الملاحة الدولية.

وأضاف: “تعتقد الإدارة الأمريكية أن ثمة حاجة للحفاظ على مستوى معين من خفض التصعيد في الشرق الأوسط، بشكل عام، لا سيما أن أي تصعيد عسكري قد يُهدِّد بتقويض مسار السلام في اليمن الذي تنخرط فيه السعودية، وتدعمه إدارة الرئيس بايدن”

            

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد