ميدل إيست آي: كيف يرصد الحوثيون السفن التي يستهدفونها في البحر الأحمر؟

2024-02-08 10:06:16 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

  

ذكر موقع " ميدل إيست آي" Middle East Eye في تقرير، أن ميليشيا الحوثي يستغلون الكمية الكبيرة من المعلومات الاستخباراتية البحرية المتاحة لأغراض تجارية، من أجل تحديد مواقع الحاويات وشن هجمات ضدها في البحر الأحمر، وذلك حسبما قال مسؤولو دفاع غربيون حاليون وسابقون وخبراء بحريون.

 

يجسد استخدام ميليشيا الحوثي بيانات الملاحة الخاصة بالسفن التجارية والمتاحة للجمهور، والمعلومات الأخرى التي يستطيعون الحصول عليها عبر الاشتراكات المدفوعة في مواقع الاستخبارات البحرية، حالةً غير مسبوقة بالنسبة لإحدى الميليشيات المدعومة من إيران التي تستغل المعلومات مفتوحة المصدر، المتاحة على نطاق واسع في الغرب، ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

 

يتواصلون مباشرة مع السفن!

قال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة Dryad Global المتخصصة في استشارات المخاطر البحرية والأمن: “أظهر المتمردون الحوثيون أنه من خلال استخدام حاسوب، مع إمكانيةٍ للوصول إلى شبكة الإنترنت، وربما بمساعدة شبكة خاصة افتراضية (VPN) وحسب، ما هو كم البيانات المتاحة في المجال البحري”، وذلك خلال حديثه مع موقع "ميدل إيست آي".

 

في حديثهم مع موقع "ميدل إيست آي"، يقول مسؤولو الدفاع الغربيون وخبراء الاستخبارات البحرية، إن نقطة البداية في هجمات المتمردين الحوثيين تتمثل في تحديد الهوية الأساسية للسفن وبيانات الملاحة التي يستطيع أي شخص بدءاً من مبتدئي مواقع التواصل الاجتماعي المتطفلين، وصحافيي التحقيقات، والقوات البحرية القوية، استخدامها لتتبع مسار السفن.

 

تبث الحاويات مواقعها عبر أجهزة إرسال واستقبال ساتلية، تعرف بـ”أنظمة تحديد الهوية الآلية (AIS). ومن خلال إشارة عبر أنظمة AIS، يمكن التقاط موقع أي سفينة ومسارها. يقول رانسلم إن مواقع إلكترونية مثل MarineTraffic توفر بيانات متعلقة بأنظمة AIS، ولكن يمكن الحصول عليها أيضاً عن طريق هوائي استقبال وجهاز استقبال منزلي.

 

ومن ثم فإن السفن التي تسافر عبر البحر الأحمر تتواصل مباشرة مع ميليشيا الحوثي عبر أنظمة AIS. إذ تستخدم هذه السفن الأنظمة المذكورة لإرسال إشارة بأنها تسافر وعلى متنها طاقم صيني أو تركي؛ كي تثني الميليشيات الحوثية عن مهاجمتها. وتقول سفن أخرى إنها ليس لديها صلة بإسرائيل، أملاً في تجنب استهدافها.

 

صحيحٌ أن بيانات أنظمة AIS تمثل نقطة البداية بالنسبة لميليشيا الحوثي، لكن المواقع المجانية التي على شاكلة Marine Traffic لا تتيح التتبع عبر الأقمار الصناعية، وهو ما ستحتاج ميليشيا الحوثي إليه لاستهداف الحاويات بنجاح، وذلك حسبما قالت ميشيل ويزه بوكمان، المحللة البارزة في مجال الشحن لدى شركة Lloyd’s List Intelligence خلال حديثها مع موقع "ميدل إيست آي".

 

فضلاً عن إمداد ميليشيا الحوثي بالصواريخ الباليستية المتطورة ومكونات صواريخ كروز، تقول الولايات المتحدة إن طهران تزوّد ميليشيا الحوثي بمعلومات استخباراتية في الوقت الفعلي وخبراتها من أجل شن هجماتها.

 

لكن الطريقة التي من خلالها قد تجد إحدى السفن نفسها على قائمة الاستهدافات الخاصة بميليشيا الحوثي، لا تزال أمراً غامضاً ونقطة جدال داخل دوائر الدفاع.

 

قال مسؤول دفاعي غربي إنه حتى وكالات الاستخبارات الغربية غير متأكدة تماماً من هوية الشخص الذي يختار السفن المستهدفة. ويعتقد هذا المسؤول أن ميليشيا الحوثي يجمعون معلوماتهم بأنفسهم حول الأهداف؛ عن طريق البيانات مفتوحة المصدر والرادار، لكن الإيرانيين “يضعون الضوابط على كل عملية”.

 

جدار الحماية

تملك ميليشيا الحوثيون تقليداً بحرياً يمتد منذ قرون ويمكنهم الاعتماد عليه، ويقول رانسلم إن شركته اكتشفت نماذج من الاقتراب المثير للشكوك من الحاويات عن طريق قوارب “الداو” الشراعية” وأوضح أنها “بعد ساعات قليلة، تتعرض نفس هذه الحاويات للهجوم”.

 

وأوضح: “إنها حالة نموذجية من الاستطلاع البصري على الطراز القديم”

 

يحاط مجال الشحن بالسرية؛ إذ إن البضائع التي تبحر في أعالي البحار تعد بطبيعتها من الأعمال التجارية العالمية. فربما يكون مُلَّاك سفينة ما ومشغلوها وعقود امتيازها، ينتمون إلى بلاد مختلفة. وفي غضون ذلك، قد يتغير مالك حاوية ما عدة مرات في عام واحد، وتكون هويته غامضة خلف طبقات من الشركات الوهمية.

 

ويقول الخبراء البحريون إنه بالإضافة إلى اسم السفينة، قد يرغب ضباط ميليشيا الحوثي في مراتب القيادة في معرفة رقم تسجيل السفينة (IMO).

 

وهذه الأرقام السبعة تكون مميزة وتُكتب على الجزء الخارجي من الحاويات وتوفر أثراً ورقياً حول أنشطتها. ولكن حتى مع معرفة رقم تسجيل السفينة، يحتاج تعقب ملاك السفينة المستفيدين مستوى محدداً من المهارة.

 

في الغرب، يستخدم المحققون وشركات التأمين قواعد بيانات مثل قاعدة بيانات Lloyd’s List، التي تتطلب اشتراكاً مدفوعاً يبلغ آلاف الدولارات سنوياً.

 

لدى موقع Marine Traffic وقاعدة بيانات Lloyd’s list عملية تدقيق لمعرفة مستخدميها، ويصعب دخول هذه المواقع من اليمن وإيران. لكن الخبراء يقولون إن الاستخبارات الإيرانية واستخبارات ميليشيا الحوثي، يستطيعون تجاوز ذلك بسهولة.

 

قالت ميشيل، من Lloyd’s List Intelligence: “إذا كان المتمردون الحوثيون وإيران لديهم قدرة على الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية من الأشخاص الذين لديهم خلفية تتعلق بالشحن التجاري، سيكون من السهل نسبياً تحديد الملاك المستفيدين دون الاعتماد على المعلومات التي يجري الحصول عليها عن طريق الاشتراكات المدفوعة”.

 

قالت الولايات المتحدة إن المتمردين الحوثيين يستهدفون السفن في البحر الأحمر دون تمييز، لكن ديرك سيبلز، خبير الأمن البحري لدى شركة Risk Intelligence، وهي شركة تقييم مخاطر دنماركية، قال إن تلك كانت “حجة سياسية، غير مدعومة بالأدلة المتاحة”

 

وأوضح في حديثه مع موقع "ميدل إيست آي": “تعرَّض المتمردون الحوثيون لأضرار جانبية، لكنهم بشكل عام كانوا دقيقين بدرجة كبيرة”.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد