وول ستريت جورنال: في غياب الرعاية نساء غزّة يلِدن في الخيام والحمّامات العامة

2024-02-07 06:39:42 أخبار اليوم/وكالات

  

تناول تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة الأوضاع الصعبة التي تواجه النساء الحوامل في غزة، مبيّنا أن النساء يضطررن إلى الإنجاب في الخيم والحمامات العامّة وفي غياب مرافقة صحية بسبب الوضع الصحي السيئ وعجز المؤسسات الصحية وخروج معظمها عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي ومداهمة المستشفيات واعتقال الإطارات الصحيّة.

 

واستعرض التقرير حالة نورا بعلوشة، ويقول كاتب المقال: “إن بوادر الإنجاب أو الطلق بدأت عند نورا بعلوشة في مساء بارد ووسط جلجلة القصف التي ترددت أصداؤها حول البناية التي لجأت إليها في شمال غزة. ولم تكن هناك إشارة تلفون للاتصال بسيارة الإسعاف ومن الخطر الخروج إلى خارج البناية”.

 

غياب المرافقة الطبيّة

ونقلت الصحيفة عن نورا قولها: “شعرت بالخوف وعرفت أنني لن أصل إلى المستشفى، وخرج الماء وعرفت أنني سأنجب في أية لحظة”، وقالت بعلوشة التي وُلد أبناؤها الأربعة الآخرون في المستشفى، وتذكرت في الحروب الأربعة التي شاهدتها طبيبا أشرف على عملية إنجاب في بيت، “لم تكن لدي أي خيارات، وحاولت تذكر كل شيء”. وساعدتها زوجة شقيقها على الولادة باستخدام ملقط غسيل للإمساك بالحبل السري ومقص يستخدم في المطبخ لقصه.

 

وتشير بيانات لمنظمة الأمم المتحدة، وجود حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة عندما بدأ العدوان على القطاع في 7 أكتوبر، ويعتبر معدل الولادة في غزة الأعلى في المنطقة. وتضع حوالي 180 امرأة مواليد في كل يوم، والكثير ينجبن اليوم دون عناية طبية أو إشراف طبيب وأحيانا في الخيام والملاجئ التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، وفي مرات داخل الحمامات العامة، حسب ما يقول عمال الصحة في الأمم المتحدة والسكان، وفق ما أوردته الصحيفة.

 

تجربة الإنجاب زمن الحرب

وأضافت الصحيفة: “إن الإنجاب في الأوقات العادية يكون تجربة مؤلمة، لكنها تتضاعف وتكون أكثر ضغطا وسط محور حرب، فالأمهات والأطفال الجدد هم عرضة للخطر من الحرب الدائرة حيث تدور المعارك في المناطق المدنية إلى جانب التعرض للمرض والتشرد ونقص الطعام والمياه. ولا تجد النساء اللاتي يتوقعن الولادة ويكنّ محظوظات بالوصول إلى المستشفى، العناية المطلوبة، حسب عمال الصحة مع الأمم المتحدة.. ذلك أن عدد المستشفيات التي تقدم الخدمات هو 13 من 36 مستشفى، وحتى تلك التي تقدم خدمات فهي تقدمها بشكل جزئي، وتعاني من قلة الأطباء والممرضين ومثقلة بالأعباء والمرضى والجرحى”.

 

وأشار التقرير إلى أن عيادات الولادة لا تعتبر مهمة في قائمة الأولويات ولا تستقبل النساء في حالة المخاض، مذكّرة بأن القوات الإسرائيلية قامت بعمليات حول المستشفيات وداهمت أخرى مثل مستشفى الشفاء.

 

وأصبح الجزء الشمالي من القطاع معزولا ولا تصل إليه الإمدادات الطبية. أما المستشفيات في الجنوب فتواجه طلبات متزايدة ولا يمكنها تقديم العناية المناسبة إلى الحوامل. ولا يوجد سوى مستشفى واحد للولادة في قطاع غزة وهو المستشفى الإماراتي في رفح قرب الحدود مع مصر.

 

ولادات قيصريّة دون تخدير

وبيّنت الصحيفة أنه بسبب وجود نصف سكان غزة – أي ما يقارب 1.3 مليون نسمة – في رفح فإن المستشفى يستقبل يوميا 80 حالة ولادة بزيادة 15 حالة قبل الحرب حسب صندوق السكان التابع للأمم المتحدة والذي يقدم إلى المستشفيات في غزة مستلزمات الولادة، مشيرة إلى أن المرأة التي تدخل المستشفى للإنجاب تخرج منه بعد ساعات من الولادة حتى لو كانت الولادة قيصرية.

 

وأضاف التقرير أن هناك نقصا في المواد الطبية والمياه النظيفة في القطاع، حتّى أن عدة نساء أنجبن بعمليات قيصرية دون تخدير، وفق ما أكده تقرير للأمم المتحدة.

 

وقالت مديرة صندوق السكان في الدول العربية ليلى بكر: “حاولنا تقديم مستلزمات الولادة إلى النساء لكننا لا نستطيع إيصالها بالسرعة المطلوبة” و”توجد أغطية بلاستيكية نظيفة للأمم ومقص معقم لقص الحبل السري وبطانية، وهي ليست كثيرة لكن يمكن أن تحدث فرقا بين الحياة والموت”.

 

المشاكل تتواصل بعد الولادة

وتشكل النساء والأطفال غالبية الذين استشهدوا منذ بداية الحرب، حيث فاق عدد الشهداء الـ27 ألف شخص، حسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية. ولا توجد إحصائيات حول عدد حالات الإملاص (موت الجنين) ووفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة. وبناء على روايات من إطارات طبيّة ونسب من الحروب السابقة، فمن المتوقع أن الأرقام قد ارتفعت بشكل نسبي خلال الحرب الحالية. وتقول الإطارات الطبيّة إن الافتقار إلى العناية قبل الولادة وما بعدها يعني أن الأمهات والأطفال يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها.

 

وقالت طبيبة التوليد البريطانية ديبورا هارينغتون: “لا تتم العناية بالتعقيدات أثناء الحمل”. وقضت هارينغتون أسبوعين في مستشفى الأقصى، وسط غزة، جزءا من فريق طبي شكلته منظمة العون الطبي الفلسطينية ومنظمة الإغاثة الدولية.

 

وأضافت هارينغتون، أن “النساء اللاتي عاينتهن يعانين من فقر الدم، وعادة ما ينجبن مبكرا ويفقدن الكثير من الدم، وهذا يعني وفاتهن”، و”كذلك الأطفال الخدج فإنه من المحتمل وفاتهم”، مبيّنة أن مشاكل النساء بعد الولادة تتواصل حيث سوء التغذية الذي ينتشر بين الأمهات والأطفال لتعاني العائلات من مشاكل للحصول على حليب الأطفال أو الحفاظات وملابس دافئة للمولدين الجدد.

 

وتتعرض النساء وأطفالهن الجدد للموت بسبب القصف حيث قالت الطبيبة البريطانية: “لم يتم تسجيل الطفل مولودا” و”هناك أمر صعب في الحصول على شهادة وفاة قبل شهادة الولادة”، حسب التقرير.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد