بعد فيديوهات القبور في غزة.. الاحتلال يعترف بـ”استخراج جثث”

2024-01-20 06:30:34 أخبار اليوم - متابعات

  

أقر الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة 19 يناير، باستخراج جثث من مقبرة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو لقبور مدمّرة وتصاعد موجات الغضب في فلسطين المحتلّة.

وفي وقت سابق، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وصور تُظهر نبش مقابر في قطاع غزة، وسط تأكيدات السكان بأنّ الاحتلال يعمل على إخراج جثامين المقاومين الذين استشهدوا في الحرب الدائرة.

أول اعتراف رسمي

في تصريح نقلته شبكة سي إن إن، قال متحدّث باسم قوات الكيان تعليقا على تلك المقاطع، إنّ استخراج الجثث من المقبرة هو “جزء من عملية البحث عن جثث الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس وفصائل مسلّحة فلسطينية في القطاع، منذ هجمات السابع من أكتوبر”.

وأضاف: “تجري عملية تحديد هوية الرهائن في مكان آمن، وتضمن ظروفا مهنية ومثالية واحتراما للمتوفين”، زاعما أنّ الجثث التي تم تحديد أنّها ليست لرهائن “تتم إعادتها بكرامة واحترام”.

وتصريح المتحدّث باسم قوات الكيان يُعدّ أول اعتراف للاحتلال الإسرائيلي باستخراج الجثث من مقابر فلسطينية في قطاع غزة.

ووفق الشبكة الأمريكية، حسب “سي إن إن”، يمكن أن يرقى الهجوم المتعمّد على المقابر إلى جريمة حرب، وفق القانون الدولي.

وتعتبر قوانين النزاع المسلّح التدمير المتعمّد للمواقع الدينية من دون ضرورة عسكرية جريمة حرب محتملة.

مقابر غزة

في وقت سابق، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور أظهرت قبورا مفتوحة وأسماء موتى على شواهد محطّمة وأجزاء من جثامين متناثرة، ما أثار استياء الفلسطينيين الذين أكّدوا أنّ جرائم المحتل فاقت كل الحدود ووصلت إلى حدّ انتهاك حرمة المقابر.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بنبش قبور وجرف مقابر بيت لاهيا وبيت حانون والفالوجا (قرب مخيّم جباليا) الشجاعية.

وفي مفتتح السنة الحالية، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي نبشت 1100 قبر في مقبرة التفاح شرق غزة، وسرقت 150 جثة، مضيفا أنّها جريمة جديدة تضاف إلى سجلّه في حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها على الشعب الفلسطيني.

وأوضح المكتب أنّ الاحتلال كرّر هذه الجريمة أكثر من مرة، وكان آخرها تسليم 80 جثة من جثث شهداء سابقين كان قد سرقها من محافظتي غزة وشمال غزة، وعبث بها وسلّمها مشوّهة، ودفنت في رفح.

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنّها حلّلت صور أقمار اصطناعية ولقطات فيديو، مؤكّدة أنّ القوات البرية الإسرائيلية دمّرت عشرات القبور فيما لا يقلّ عن 6 مناطق للدفن خلال تقدّمها في مناطق متفرّقة من غزة.

بدوره، وثّق المرصد الأورومتوسطي هجمات إسرائيلية طالت غالبية مقابر قطاع غزة، لا سيما مقابر (الفالوجة) في شمال قطاع غزة، و(علي بن مروان) و(الشيخ رضوان) و(الشهداء) و(الشيخ شعبان) إضافة إلى مقبرة (كنيسة القديس برفيريوس) في مدينة غزة ومقبرة (الشهداء) في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدّى إلى تخريب عشرات القبور وتحطيمها ونشر الخراب فيها دون مراعاة لحرمة المقابر والموتى.

وأمام الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحرمة المقابر، لجأت عائلات في قطاع غزة إلى إنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية.

سرقة الجثامين.. الجريمة النكراء

ردّا على مزاعم الكيان ومغالطاته من أنّ نبش قبور غزة يأتي في سياق بحثها عن أسراها لدى المقاومة، تؤكّد مصادر طبية فلسطينية أنّ الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة تستهدف الموتى دون احترام للمعاهدات والقوانين الدولية.

وكشفت مصادر طبية أنّ الاحتلال الإسرائيلي أفرج عن جثامين لشهداء استخرجها من قبور غزة، مشيرة إلى أنّها عاينت جثث ممزّقة أشلاء ومنزوعة فروات الرؤوس ومقطوعة الرؤوس، من بين نحو 70 جثة لشهداء حرّرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد خطفها من أماكن مختلفة في مدينة غزة ومدن شمال قطاع غزة.

 وترجّح منظمات حقوقية فلسطينية أنّ الاحتلال يرتكب جرائم سرقة أعضاء وأجزاء من جثث الشهداء في قطاع غزة، مشيرين إلى أنّ حوادث سابقة أثبتت ذلك.

وفي تصريحات سابقة، علّق مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة على وضعية الجثامين التي قام بتسليمها الاحتلال (مشوهة ودون ملامح)، بالقول إنّ :”الاحتلال تعمّد إبقاء جثامين الشهداء لديه فترة طويلة، حتى تميل إلى الذوبان أو إلى الاقتراب من التحلّل وأنّه سرق أعضاءهم ثم أغلق أجسادهم وتعمّد تأخير تسليم الجثامين إلى حين اهترائها”.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثّق -في بيان تفصيلي- ملاحظات أدلى بها أطباء في غزة أجروا فحصا سريعا لبعض الجثث بعد الإفراج عنها ولاحظوا سرقة أعضاء، مثل قرنية العين، وقوقعة الأذن، والكبد، والكلى، والقلب.

ويقول الفلسطينيون إنّ الاحتلال لديه تاريخ حافل باحتجاز جثث الشهداء، إذ تحتجز في ثلاجات خاصة جثث 145 فلسطينيا على الأقل، إضافة إلى نحو 255 في مقابر الأرقام و75 مفقودا ترفض الاعتراف باحتجاز جثثهم، حسب المرصد.

                     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد