قدّم برنامج الأغذية العالمي صورة كارثية للوضع الإنساني الناجم عن الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت المتحدّثة باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنّ الناس لا يكادون يحصلون على وجبة واحدة في اليوم، وفق ما نقلته الجزيرة مباشر.

وكشفت عبير عطيفة، المتحدّثة الإقليمية باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، أنّ غزة تواجه خطر الانزلاق إلى جحيم الجوع، وقالت إنّ “نحو 2.2 مليون، أي ما يقرب من جميع سكان غزة، يحتاجون الآن إلى مساعدات غذائية”.

وقالت المتحدّثة باسم المنظمة: “بالكاد يستطيع الناس الحصول على وجبة واحدة في اليوم.. خيارات الطعام تقتصر على الأطعمة المعلّبة إذا كانت متوفّرة بالفعل.. الخبز أصبح رفاهية في الواقع”.

ومع دخول 10% فقط من الإمدادات الغذائية الضرورية إلى غزة منذ بداية الحرب يواجه القطاع الآن أزمة جوع هائلة، حيث إنّ جميع السكان تقريبًا في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، حسب ما ذكر برنامج الأغذية العالمي.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: “إنّ إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليّا في غزة ولا يصل إلّا جزء صغير مما هو مطلوب عبر الحدود”.

ومع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمالا مباشرا للموت جوعًا، في حين لا يمكن تلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد.

وأكّد برنامج الأغذية العالمي -في وقت سابق- إغلاق المخبز الأخير الذي يعمل بالشراكة معه بسبب نقص الوقود، الذي أدّى إلى توقّف إنتاج الخبز في كافة مخابز غزة البالغ عددها 130 مخبزا، والخبز وهو الغذاء الرئيسي لسكان غزة أصبح نادرا بل غير موجود أحيانا.

ويتسبّب نقص الوقود أيضا في عرقلة عمليات توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين، وحتى عندما وصلت الشاحنات من مصر وأفرغت الإمدادات في غزة يوم الثلاثاء، لم تتمكّن من الوصول إلى المدنيين في الملاجئ بسبب عدم كفاية الوقود لمركبات التوزيع.

ونقلت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) عن زملائها في الميدان قولهم: “ما يقرب من 6 أسابيع من الجحيم بالنسبة إلى شعب غزة.. 6 أسابيع من التجاهل التام للقانون الإنساني الدولي”، وفق ما نقله موقع شبكة الجزيرة.

وقالت: “اليوم تبدو غزة كأنّها تعرّضت لزلزال، إلّا أنّه من صنع البشر وكان من الممكن تجنّبه تماما”، وأضافت: “لقد شهدنا الأسبوع الماضي أكبر تهجيرا للفلسطينيين منذ عام 1948، لقد كان هذا نزوحا جماعيّا يجري تحت أعيننا.