تعملق الإنكليزي جود بيلينغهام ليسجّل ثنائية ويقلب الطاولة لصالح فريقه ريال مدريد مهدياً إياه انتصاراً على غريمه ومضيفه برشلونة 2-1 في مباراة "الكلاسيكو"، ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني السبت.

وفي معقله المؤقت على الملعب الأولمبي في مونتجويك، افتتح برشلونة التسجيل في الدقيقة السادسة من المباراة عن طريق الألماني إيلكاي غوندوغان، قبل أن يقلب ريال مدريد نتيجة المباراة بهدفين لنجمه بيلينغهام (68 و90+2).

وبهذا الانتصار، عزز النادي الملكي صدارته مع 28 نقطة بفارق الأهداف عن جيرونا الثاني، فيما تجمّد رصيد برشلونة عند 24 نقطة في المركز الثالث.

وبدأت المباراة بضغط من أصحاب الأرض الذين افتقدوا لخدمات بعض أبرز اللاعبين على غرار الهولندي فرنكي دي يونغ وسيرجي روبرتو وبيدري.

لكنهم رغم ذلك كانوا سبّاقين إلى افتتاح التسجيل عن طريق غوندوغان الذي كان يتبادل الكرة مع البرتغالي جواو فيليكس على مشارف منطقة الجزاء، فارتبك مدافعو الريال وحوّل الفرنسي إوريليان تشواميني الكرة إلى الخلف وأخفق زميله النمسوي دافيد ألابا في تشتيتها، فاقتنصها الألماني بسهولة في الشباك (6).

حاول برشلونة تعزيز تقدمه في أكثر من مناسبة، عن طريق فيرمين لوبيس (14)، لكنه فشل في ذلك.

وحاول الألماني أنتونيو روديغر التسديد من خارج المنطقة للريال، لكن كرته مرّت إلى جانب القائم الأيمن (22).

وإذ انتهى الشوط الأول بتقدّم برشلونة، كان الشوط الثاني مغايراً. فتألق الحارس الألماني لبرشلونة مارك أندريه تير شتيغن في أكثر من مناسبة للتصدي لمحاولات ريال مدريد، أبرزها للبرازيلي رودريغو (46).

وكاد إينيغو مارتينيس أن يضيف الهدف الثاني لبرشلونة، برأسية ارتطمت بالقائم الأيمن، قبل أن ترتد أمام زميله الأوروغوياني رونالد أراوخو الذي سدد على المرمى، لكن الحارس كيبا كان بالمرصاد (51).

بيلينغهام "المخضرم"

وفي ظل الخسارة، دفع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالفرنسي إدواردو كامافينغا بدلاً من مواطنه فيرلان ميندي، ثم بالكرواتي المخضرم لوكا مودريتش وخوسيلو بدلاً من الألماني توني كروس ورودريغو.

كما زجّ تشافي هيرنانديس بمهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي بدلاً من فيران توريس.

لكن التغييرات صبّت في صالح الضيوف، إذ نجح بيلينغهام في تسجيل هدف التعادل لريال مدريد في الدقيقة 68، بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، ركنها إلى يسار تير شتيغن الذي عجز عن صدّها.

ونجح الدولي الإنكليزي في تسجيل الهدف الثاني وحسم المباراة لصالح نادي العاصمة الإسبانية، بعدما أكمل في الشباك كرة عرضية هيأها له مودريتش (90+2).

وقال أنشيلوتي عن بيلينغهام "يبدو أنه لاعب مخضرم هدف التعادل غيّر المباراة تماماً"، وأضاف أن "الأمر المفاجئ اليوم هو تسديدته، فهو يصل دائماً إلى داخل منطقة الجزاء، واليوم سجّل هدفاً رائعاً من خارجها".

وبهذا يكون بيلينغهام البالغ من العمر 20 عاماً، قد سجّل حتى الآن 13 هدفاً في 13 مباراة خاضها مع ريال مدريد في مختلف المسابقات.

من جهته، قال تير شتيغن لشبكة "دازون" بعد الخسارة "نشعر بخيبة أمل، لأننا قدمنا مباراة جيدة للغاية، وكنا قريبين من تحقيق الفوز"، وأضاف الحارس الألماني "كل الأمور كانت تسير على أفضل صورة من بداية المباراة وحتى توقيت الهدف الأول الذي سجله ريال مدريد. الهدف الثاني الذي سجله بيلينغهام كان محبطاً للغاية".

وفي مباراة أخرى، استعاد لاس بالماس نغمة الانتصارات بفوزه على مضيفه ألميريا 2-1، وافتتح لاس بالماس التسجيل عن طريق المغربي منير الحدادي (23)، قبل أن يدرك ألميريا التعادل بهدف البلجيكي لارجي رامازاني (73).

لكن هدف الكيني سوري كابا (90+4) منح لاس بالماس فوزاً ثميناً ورفع رصيده إلى 14 نقطة في المركز العاشر، بينما تجمّد رصيد ألميريا عند 3 نقاط في قعر الترتيب.

نجاة وعقاب

ونجا كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد من مأزق شديد، بينما عاقب تشافي هرنانديز فريقه برشلونة في كلاسيكو مثير.

وقلب الفريق المدريدي الطاولة على غريمه الأزلي في ملعبه ووسط جماهيره، وفاز بهدفين لهدف في وقت قاتل.

تذبذب مستوى الفريقين على مدار أكثر من 90 دقيقة، حيث أضاع برشلونة تفوقه في الشوط الأول، واستغل الريال عامل اللياقة البدنية والفروق الفردية للاعبيه.

خانة الأزمات

بدا مدربا الفريقين أمام تحد كبير لسد خانة الأزمات بتأمين الجهة اليمنى دفاعيا، حيث وضع تشافي، أراوخو في مركز الظهير الأيمن، وغير مركز جواو كانسيلو، للحد من خطورة انطلاقات فينيسيوس جونيور في الجهة اليمنى.

أما أنشيلوتي، فقد كلف فيدريكو فالفيردي بمهام مضاعفة لتأمين زميله داني كارفاخال أمام انطلاقات أليخاندرو بالدي.

تنوع الرسم التكتيكي لبرشلونة بين 4-4-2 و4-5-1 عند الدفاع، يتحول إلى 3-5-2 عند الهجوم بتمركز الثلاثي أراوخو وإينيجو مارتينيز وكريستنسن مع انطلاق كانسيلو يمينا وبالدي يسارا.

عمق مفتوح

استغل تشافي ثغرة واضحة في عمق ريال مدريد، حيث اتسم الثلاثي جوندوجان وفيرمين لوبيز وجافي في الشراسة لاستخلاص الكرة.

في المقابل، اتسم الثلاثي كروس وتشواميني وبيلينجهام بالبطء الشديد، ليورط قلبي الدفاع روديجر وألابا في أخطاء ساذجة.

استفاد برشلونة من العمق المفتوح، بتمركز الثنائي جواو فيليكس وفيران توريس كرأسي حربة، ومن هذه الثغرة سجل جوندوجان الهدف الأول، بينما حرم القائم فرمين من إضافة الهدف الثاني.

سلاح المدفعية

أمام قلة حيلة مدريدية، وتفكك الخطوط وإبطال مفعول الثنائي البرازيلي فينيسيوس ورودريجو، اضطر الملكي لسلاح آخر.

فمع مرور الوقت، سدد لاعبو ريال مدريد من مسافات بعيدة عبر رودريجر وتوني كروس وتشواميني.

ولم ينتبه تشافي هرنانديز لهذا السلاح، الذي سجل منه بيلينجهام هدف التعادل، ليعيد ريال مدريد المترهل تكتيكيا، لأجواء الكلاسيكو.

أوراق رابحة

خرج أنشيلوتي منتصرا في الكلاسيكو بفضل أكثر من ورقة رابحة، منها اللياقة البدنية القوية، حيث تراجع مخزون لاعبي برشلونة تدريجيا.

كما أن البدلاء رفعوا رأس المدرب الإيطالي، فالفرنسي كامافينجا سد الضعف الواضح في الجهة اليسرى بدخوله مكان فيرلان ميندي.

وكان خوسيلو أكثر شراسة في الضغط على مدافعي البارسا مقارنة برودريجو، وبدخول مودريتش مكان كروس، وجد ريال مدريد ضالته في اللاعب الذي يربط بين الخطوط، ويمنح فريقه استحواذا أكبر.

وكان لمودريتش مع خوسيلو بصمة واضحة في هدف الفوز، بينما كان الوضع مغايرا تماما في صفوف البارسا.

فلم يستفد تشافي من بدلاء برشلونة، حيث بدا أن الثنائي ليفاندوفسكي ورافينيا في حالة بدنية ضعيفة بعد العودة من الإصابة، بينما لم يترك لامين يامال وأوريول روميو بصمة أفضل من جواو فيليكس وفيرمين لوبيز.