في عالم الرياضة.. ادعم أوكرانيا تصبح بطلا وأيد غزة تعاقب فورا

2023-10-17 22:34:35 أخبار اليوم/ متابعات

 

يتجرأ لاعب جزائري يدعى يوسف عطال على نشر صورة له متوشحا بالعلم الفلسطيني ويرفقها بعبارة "فلسطين حرة" لتقوم الدنيا ولا تقعد، ويهدد باستبعاده من فريقه نيس الفرنسي ويتهم بـ "معاداة السامية وكراهية اليهود" ويطالب بالتحقيق معه.

قضية عطال وصلت حد أن يطلب منه الاعتذار أو الرحيل، الأمر الذي أجبر اللاعب على تأكيده "الإدانة بشدة لجميع أشكال العنف في أي مكان في العالم، ودعم جميع الضحايا".

والإجابة عن هذا السؤال يسطرها بلسان الحال: الأوكراني أوليكسندر زينشينكو الظهير الأيسر لأرسنال الإنجليزي الذي كان صوت بلاده ضد الغزو الروسي، فقد نشر على خدمة "قصتي" في "إنستغرام" علم دولة الاحتلال وأرفقها بعبارة "أقف مع إسرائيل" ولكنه سرعان ما حذف الصورة ووضع حسابه في حالة "الخاص" بعد هجمة شرسة عليه من قبل رواد مواقع التواصل بدون طلب أو تهديد من فريقه.

ولم يثر الزوبعة التي أثيرت ضد الدولي الجزائري الذي هدد بالطرد من نيس من طرف عمدة المدينة الفرنسية كريستيان إيستورسي، في حالة لم يعتذر للمجتمع اليهودي، وجاء في تغريدة الأخير "أرى أن اللاعب عطال استُغل، وأنتظر أن يعتذر ويُندد بحماس" مهددا بأنه إن لم يفعل ذلك "فلن يكون له مكان بفريقنا".

بينما هناك صورة مغايرة لموقف زينشينكو، رسمها المصري محمد النني (رفيقه في أرسنال) ورغم أنه لم يكتب أي رسالة دعم لكنه غيّر الصور الشخصية لكل حساباته واضعا مكانها علم فلسطين، ويبدو أن النني كان يتجنب مواجهة حملة شعواء جديدة شنت عليه عام 2021 بعد تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة "تويتر" (إكس) حاليا، جاء فيها "قلبي وروحي ودعمي لكِ يا فلسطين".

وفي هذا السياق، تقول الصحفية بيانكا غوريلا أنه "عندما رد الأوكرانيون على الهجوم بعد الغزو الروسي، احتفت الولايات المتحدة بهم. وعندما يفعل الفلسطينيون الشيء نفسه ضد الاحتلال الإسرائيلي، فإنهم يتعرضون للإدانة".

أما حارس مرمى فريق الأهرام (بيراميدز) المصري شريف إكرامي فإنه يدين سياسة "الكيل بمكيالين" ويقول إنه "لا يوجد أقبح ممن يكيل بمكيالين.. ممن يسمي احتلال الأرض حقا والدفاع عن الوطن إرهابا.. ممن تغاضي عن مجازر الصهاينة خلال عقود في حق العرب وينتفض الآن بعد رد فلسطين".

"فلسطين حرة"

والأمور لم تقف فقط عند كرة القدم، ففي إحدى مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية بين "بالتيمور رافينز" و"تينيسي تايتنز" والتي أقيمت في لندن، وقف الجميع دقيقة صمت على "روح الضحايا في إسرائيل" لكن خرقتها هتافات "فلسطين حرة".

وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل، هرع المسؤولون باتحاد كرة القدم الأميركية للتبرير والتأكيد على أنها "لحظة صمت وليست دقيقة، وجرت كما هو مخطط لها ولم تنقطع".

وأكدوا أن "فرق اتحاد كرة القدم الأميركية ستقف دقيقة صمت قبل كل مباراة هذا الأسبوع، تكريما للضحايا الذين قتلوا في هجوم حماس على إسرائيل".

ولم يُذكر شهداء غزة أو العدوان الإسرائيلي عليها مرة في ملاعب أوروبا، رغم أن هذه الساحات نفسها كانت تتزاحم بها يافطات الدعم لأوكرانيا والتنديد بالغزو الروسي، حتى باتت عبارة "الدعم لأوكرانيا" ملازمة للمشاهد في جميع المباريات بمختلف المسابقات القارية والمحلية في القارة العجوز والعالم.

ولم يكن شعار الدعم لكييف فقط حاضرا الملاعب بل ارتفع شعار الجيش الأوكراني بدوري أبطال أوروبا، عن طريق الأوكراني رومان ياريمتشوك لاعب بنفيكا البرتغالي.

وبعد تسجيله هدفا في مرمى أياكس أمستردام الهولندي، احتفل ياريمتشوك بالكشف عن قميص يحمل شعار جيش بلاده، ولم يتعرض اللاعب لأي عقوبة أو تأنيب أو حتى إنذار.

صمت قاتل

وعن رفع الشعارات السياسية في الملاعب، يشرح الكاتب آرون بستاني بتغريدة ما جرى ويجري بهذا الإطار "هناك معايير مزدوجة واضحة في تأييد الإرهاب ضد أهداف مدنية من قبل أوكرانيا (وهو ما يمكن للمرء أن يجادل بوضوح بأنه مبرر – فهم يواجهون الاحتلال) وإدانته من قبل الفلسطينيين. أولئك الذين يقاتلون أعداءنا في حرب تحرير، والآخرون الذين يقاتلون حلفاءنا إرهابيون".

وفي إطار المعايير المزدوجة، تسابق الرياضيون العالميون ونجوم الصف الأول والفرق الكبيرة بأوروبا والعالم لإعلان دعمهم لأوكرانيا ضد العدوان الروسي، لكن الصمت القاتل ساد عالم الساحرة المستديرة عندما يستخدم الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة في غزة، إلا من قلة قليلة من الرياضيين القادرين على تحمل عواقب مواقفهم.

كما استبعد اتحادا كرة القدم الدولي (فيفا) والأوروبي "يويفا" واللجنة الأولمبية الدولية ومنظمات رياضية أخرى منتخبات روسيا من كل المسابقات والنشاطات الرياضية، بينما أجل "يويفا" مباريات منتخب إٍسرائيل إلى موعد قادم من دون أن ينبس ببنت شفة عما يجري الآن على الساحة الفلسطينية.

ويلخص الأكاديمي والكاتب خالد بيضون كل ما سبق بعبارتين: إن الأوكرانيين الذين يدافعون عن عائلاتهم "مقاتلون أحرار" وإن الفلسطينيين الذي يفعلون الأمر نفسه في غزة "إرهابيون".

دعم عالمي

مع استمرار القصف الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة، تتوالى رسائل الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، من نجوم الرياضة وكرة القدم العربية والعالمية.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن استشهاد 2670 شخصا، وجرح 9600 آخرين حتى الآن.

وكان النجم الفرنسي لكرة القدم كريم بنزيمة من أبرز الداعمين للفلسطينيين، بتغريدة اليوم الأحد أعلن فيها تضامنه مع غزة إثر العدوان الإسرائيلي الذي تتعرض له المدينة منذ 9 أيام.

وكتب هداف نادي اتحاد جدة السعودي على حسابه على منصة إكس "دعواتنا لسكان غزة الذين يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لا يستثني النساء ولا الأطفال".

وانتشرت تدوينة نجم نادي ريال مدريد الإسباني السابق ذي الأصول الجزائرية، بشكل واسع عبر منصة إكس، بعد أن فاق عدد مشاهداتها 3 ملايين مشاهدة، في حين وصل عدد الإعجابات إلى 119 ألفا في ساعاتها الأولى.

وواصل النجم الألماني ونادي ريال مدريد السابق لكرة القدم، مسعود أوزيل، دعمه للقضية الفلسطينية وكتب على حسابه الرسمي عبر منصة إكس "الصلاة من أجل الإنسانية، الصلاة من أجل السلام والأبرياء، وخاصة الأطفال، فهم يفقدون حياتهم في الحرب على كلا الجانبين.. إنه أمر مفجع للغاية ومحزن".

وختم رسالته بـ"من فضلكم أوقفوا الحرب" وأرفقها بصورة له عليها العلمين التركي والفلسطيني.

ولا يزال لاعب المنتخب الجزائري، رياض محرز، مستمرا في تقديم دعمه، حيث نشر صورة له من مباراة منتخب بلاده مع الرأس الأخضر وكان حاملا علم فلسطين رفقة اثنين من زملائه وعلق عليها "نحن نريد السلام"

ووضع النجم المصري محمد النني لاعب فريق أرسنال لكرة القدم، صورة مسجد قبة الصخرة مع العلم الفلسطيني بدلا من صورته الشخصية على حسابه على موقع تويتر.

ونشر النجم المغربي نصير مزراوي، لاعب فريق بايرن ميونخ بطل الدوري الألماني لكرة القدم، مقطع فيديو عبر خاصية القصص بحسابه بموقع إنستغرام، متمنيا النصر للشعب الفلسطيني على إسرائيل.

نجوم الرياضة العالمية يدعمون غزة

ودعم أسطورة كرة السلة الأميركية راي ألين فلسطين عبر حسابه على إنستغرام حيث أعاد نشر مقطع فيديو يوضح كذب الإعلام الأميركي حول حقيقة ما يحصل في قطاع غزة.

وأعلن بطل كمال الأجسام المصري رامي السبيعي الملقب ببيغ رامي، والمتوج بلقب مستر أولمبيا في عامي 2020 و2021، تضامنه مع غزة والقضية الفلسطينية بمنشور تحت عنوان "غزة العزة وفلسطين الأبية" عبر حسابه الرسمي على إنستغرام.

في حين نشر بطل الملاكمة الأولمبي البريطاني أمير خان، رسالة مؤثرة عبر حسابه على إكس قال فيها "طوال مسيرتي المهنية، كان هدفي أن أصبح بطلا وأن أستخدم شهرتي وتأثيري لإحداث تغيير إيجابي في العالم، لم أخاف أبدا من التعبير عن رأيي والوقوف في وجه الباطشين".

وأكمل "عندما تعرضت أوكرانيا لهجوم من روسيا مؤخرا، سافرت شخصيا إلى بولندا لدعم اللاجئين الأوكرانيين المشردين بفعل الحرب، لقد تحدث الكثير من الناس عن هذه الفظائع، لكن بينما يراقب العالم ما يحدث في فلسطين، أرى الكثير من زملائي وأصدقائي صامتين… لماذا؟".

وأوضح أن البعض خائف من دعمه لفلسطين، ونبّه إلى أن العالم سيتذكر من تحدث ومن صمت، وختم بالآية القرآنية "مَن قَتل نفسا بغير نَفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا".

كوكا يوضح أبعاد القضية الفلسطينية

ووجه النجم المصري المحترف في تركيا أحمد حسن كوكا رسالة مميزة عبر حساباته عبر المنصات، أوضح فيها بشكل مبسط أبعاد القضية الفلسطينية لمتابعيه من الجماهير الأجنبية، وطالبهم بعدم الانسياق وراء وسائل الإعلام الغربية المضللة، وافتتح كوكا منشوره "لقد انتقلت إلى أوروبا منذ 11 عاما ولهذا السبب لدي متابعون وأصدقاء من غير العرب، ولذا فهذا المنشور والقصص التي أشاركها عبر إنستغرام عن فلسطين موجهة لهم، فأنا وأصدقائي العرب نعرف جيدا ما يحدث منذ عقود"، وأكمل كوكا "استولت إسرائيل على أرض فلسطين، وقتلت الآلاف، ودمرت ممتلكاتهم، وبعد سنوات طويلة، يحاولون مقاومة هذا العدوان بأسلحتهم المحدودة، تصفهم وسائل الإعلام الغربية بالإرهابيين".

واستعرض الدولي المصري الكذبات التي بثها الإعلام الغربي، مثل قطع رؤوس 40 طفلا، والتي فشلوا في إثباتها.

وعلق "نشر بعض المشاهير صورا لغزة ليعبروا عن دعمهم لإسرائيل!، يمكنك أن تقف مع من تريد، لكن لا تكن أحمق".

وأضاف كوكا "أنا ضد أي شخص يقتل مدنيين أو أبرياء، لكن الإرهابيين الحقيقيين هنا هم من يقصفون بلدا بأكمله، به 2 مليون نسمة، 40% منهم أطفال، يقطعون الكهرباء والغذاء والوقود، ويستخدمون أسلحة محرمة دوليا".

واختتم حديثه "لقد نسيت أن أخبركم أن منصات التواصل الاجتماعي تحظر الحسابات التي تجرؤ على إظهار الحقيقة حول هذه الفظائع، لكن من يهتم بعواقب محاولتنا أن نكون صوتهم خارج الخندق".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد