ثورة الشماغ

دَارَتِ الأَرْضُ نَحْوَ غزةَ عِشْرِيــ

ــنَ نهارًا ولَمْْ تَزَلْ تَسْتدِيْرُ

واسْتَشَاطَتْ مبَادِئُ الْعَالَمِ الْحُــ

ــرِّ اشْتِعَالاً وَهَاجَ فيها الضَّمِيرُ

الجماهيرُ في الشَّوارعِ غَضْبَى

و "الشِّمَاغَاتُ" في الفضاءِِ تَطِيْرُ

والملاينُ والهتافاتُ والرَّا

ياتُ والأرض تغْتَلِيْ وتَفُورُ

وعليها حلَّتْ عليهم جميعًا

لَعْنَةُ اللهِ والشَّهيدُ الْهَصُورُ

يا فلسطينُ والْفِدا مَنْهَجِيٌّ

في فلسطين والْعَدوُّ يَبُورُ

والفدائيُّ وحْدهُ الشَّمْسُ والدّنـ

ـيا انْدِهَاشٌ منهُ وَ مِمَّا يَصِيْرُ

أَحْرقُوا الأَرضَ تَحْتَ غزَّةَ لكـ

ـــنَّ الَّذِي فَوقَ نارِ غزةَ نُوْرُ

إذْ تجَلَّتْ في أرض غَزّةََ أرض

من رجالٍ بهم تُضِيئُ الصُّدُورُ

برجالٍ منَ الْعقيدةِ جَاؤُوا

وعليها آلُوْ بِأَلاَّ يَحُوْرُوا

 وتلقَّى العدوُّ ضَرْباً وَصَدًّا

وصموداً تهتزُّ منه الصُّخورُ

وتبَدَّتْ روحُ الْمُقَاومِ أقْوَى

من قوى الأرضِ والشَّهيدُ الجَدِيْ

مهدي الحيدري

ديوان المقاومة

*  *  *

وَانْتَصَرَتْ غَزَّة*

هذٍهِ غَزَّة الْفِدَا يَا أميرُ

هكذا شَاءَهَا الْعَلِيُّ الْقَدِيْرُ

نَصَرُوْهَا بِحَرْبِهِمْ فَتَوَلَّوْا

وَلَهَا بَعْدُ عِزَّةٌ وَنَفِيْرُُ

قَدْ أَرَادُوا هَدْمًا لَهَا فَبَنَوْهَا

وتَلاشَوْا ... وَهْيَ الضُّحَى والطُّوْرُ

وَأَرَادُوا إِسْقَاطَها فَتَعَالَى 

في الأَعَالِيْ كِتَابُهَا الْمَسْطُوْرُ

وَأَرَادُوا هَدْمَ الْعَقِيْدَةِ فِيها

ثُمَّ بَاؤُوْا ... وَبَيْتُهَا مَعْمُوْرُُ

وَأَرَادُوْا إِخْمَادَ نَار الصَّوَارِ 

يْخِ فَعَادُوْا وَبَحْرُهَا مَسْجُوْرُ

وَتَبَدَّىَ الْمُنَافِقُوْنُ عَرَايَا

كَالْخَطَايَا .... وَرِقِّهُمْ مَنْشُوْرُ

وَتَعَالَتْ مِنْ كلِّ فَجٍّ عَلَيْهِمْ

لَعْنَةُ اللهِ وَالسَّمَاءُ تَمُوْرُ

رَفْعُ أَعْلامِ غزّةٍ فيِ شُعُوبٍ

الأرضِ نَصْرٌ مُطَهَّمٌ وَظَهِيْرُ

قمَّةُ الدَّوحَةِ الأَبِيَّةِ نَصْرٌ

عَرَبِيٌّ لَها وَفَتْحٌ كَبِيْرُ

جَذَّرَتْ نَهْجَهَا الْمُقَاوِمَ حتَّى

آمَنَ السَّيْفُ أَنَّهُ الْمَنصُورُ

عَلّمَتْنَا غَزّةَ حَرْباً وَصَبْراً

كَيفَ تُحْمَى على الثُّغُوْرِ الثُّغُوْرُ

علّمَتْنَا أَنّ الْمُقاومَ حَلٌّ

وَحْدَهُ مَا عَدَاهُ قِشٌّ وَ زِيْرُ

عَلّمَتْنَا أَنّ الْعَدَوَّ جَبَانٌ

رَدْعَهُ عَنْكَ إِنْ أَرَدْتَ يَسِيْرُ

لستُ أَدْرِي إِنْ كَانَ حِبْرِيْ سَيَجْرِيْ

عَرَبِيًّا بِمَا احْتَوَتْهُ السُّطُوْرُ

إنْ فقدنا الْخَطَّ الْمُقَاوِمِ هذا

 كيف نبدو وكيفَ تبْدُو الأُمُوْرُ؟

مهدي الحيدري

ديوان المقاومة

*  *   *

أنشودة الثار

مقطعان من قصيدة الطوفان*

ببسم الله مَجْرِيهَا اسْتهلَِّتْ

وَ وَكفُ الغَيظِ يَشْكُمُهَا ويحدُو

بِقَهرٍ..يستحمُّ بنارِ قَهرِي

وأَرْزَاءٍ بِأرزَائِي تُشَدُّ

بِحَدٍّ.. يذبحُ الذُّلَّ الـمُسَجَّى

بأَردِيَتي التي فيها أحُدُّ

بِحُزنٍ.. شاخَ في حَدَقِ اللَّواتي

دَثَرْنَ بِهِ مِهَاداً وهْو مَهْدُ

بثاوٍ...في أكـــنَّـته يُوَاري

عُطَاس البعثِ في موتٍ يُعَدُّ

بثأرٍ...يَخْصفُ العَثَراتِ قسراً

ويَعْصِفُهُنّ هوجاً تَسْتَبدُّ

بطفلٍ.. يرتقِ الحلمَ المْنُدَّى

بمقلاعٍ يُريد فلا يُرَدّ

بروح الدُرّة ارْتَـــتـَــقَت فَسَدَّتْ

غَوَائِضُ لَمْ تَكنْ أبداً تَسُدُّ

فَزُمُّوا الغيظَ ليس لنا جـميلٌ

سِوَاهُ وليس مِنهُ اليومَ بُدُّ

وبي ظَمَأ.. وبالطُّوفان لكن

لنا قَدَرٌ.. وَلَـمَّا يأتِ بَعْدُ

سَئْمتُ الصّبر يًا غَضبي تَشَظّى

ليُقْمِرَ من تَشَظِّيكَ المَرْدُّ

أُسَمَّمُ من نَقيْعِ القَهْرِ مَوْتي

عَسَى مَوْتي يَمُوتُ فأستَقِدُّ

وأهْدِمُ من غُبَارِ الهَدمِ غًبْني

فَرُبَّتُما أشِيْدُ بِمَا أَهُدُّ

أَثُوْرُ بِثَورتيْ ثَأْراً لِثأري

وَ كَيْ لا يَفْقَدَ اللَّدَدَ الأَلَدُّ

* من ديوان المقاومة للشاعر القاضي مهدي الحيدري