قائد الفريق السابق أصبح محط سخرية المنافسين لكنه مصمم على التحدي لإثبات قيمته الكبيرة..

كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد مع ماغواير؟.. ولماذا لم يرحل عن يونايتد؟

2023-09-17 23:51:30 أخبار اليوم/ متابعات

 

قال مدافع مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، هاري ماغواير: «يمكنني التعامل مع ذلك. كنا نعلم أن الأمر سيكون عدائياً، تعرضت لكثير من هذه الانتقادات خلال الشوط الثاني. أنا قادر على التعامل مع ذلك، فلا تقلقوا بهذا الشأن». ومع ذلك، لا يمكن لأي شخص طبيعي ألا يشعر بالقلق على اللاعب الذي عانى كثيراً خلال الموسمين الماضيين ويجد نفسه الآن مصدراً لسيل من السخرية والانتقادات.

واجه ماغواير كثيراً من المشكلات خلال المباراة التي فازت فيها إنجلترا على أسكوتلندا بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب «هامبدن بارك» مساء الثلاثاء الماضي. لقد كانت النتيجة جيدة للمنتخب الإنجليزي، لكن المباراة برمتها كانت عبارة عن محنة قاسية بالنسبة لماغواير. شارك مدافع مانشستر يونايتد في المباراة بديلاً مع بداية الشوط الثاني وتعرض للسخرية الشديدة من قبل جماهير أسكوتلندا في كل مرة كان يلمس فيها الكرة، ووصل الأمر إلى ذروته عندما أحرز هدفاً عكسياً في مرمى فريقه لتصبح النتيجة تقدم المنتخب الإنجليزي بهدفين مقابل هدف وحيد. ووصل الأمر إلى درجة أن المذيع الداخلي للمباراة من الملعب صرخ قائلاً إن هدف أسكوتلندا كان هدفاً عكسياً عن طريق هاري ماغواير!

فكيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟ وهل هناك طريقة للخروج من هذا المأزق؟ لكن السؤال الأهم: كيف يتعامل ماغواير مع هذه المشكلة؟ في مقابلة صحافية مؤخراً، كان ماغواير رزيناً ومتحدياً كعادته، وقال: «لن أقول إنني شخص يعاني من الضغوط ذهنياً، فقد واجهت كثيراً من الضغوط خلال العامين الماضيين، وكنت قائداً لمانشستر يونايتد منذ ما يقرب من 4 سنوات. أنا أتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية وكل ما تنطوي عليه، وهو أمر سيئ للغاية، لكنه جيد أيضاً في الوقت نفسه».

وأضاف ماغواير: «حسناً ربما ما أتعرض إليه يزيل الضغط عن زملائي في الفريق ويضع كل شيء على عاتقي، ربما هذا يجعلهم يلعبون بشكل أفضل».

وعما حدث في مباراة أسكوتلندا، أشار ماغواير إلى أنهم كانوا يعلمون أن المجيء إلى هناك (غلاسجو) سيكون صعباً، «إنهم (الجماهير) حتى لا يحترمون النشيد الوطني لنا أثناء عزفه!».

وكان المدير الفني لمنتخب إنجلترا، غاريث ساوثغيت، قد حذر لاعبيه من أن الجماهير الأسكوتلندية ستطلق صيحات وصافرات الاستهجان أثناء عزف النشيد الوطني، وليس هناك أدنى شك في أنه عندما حدث ذلك، فإنه كان بمثابة حافز للاعبي المنتخب الإنجليزي!

إن أكبر ما يمكن استنتاجه من المقابلة الصحافية التي أجراها ماغواير الشعور بأن هذا اللاعب لا يفهم الأسباب التي تجعل الجمهور يعامله بهذا الشكل. وعلى الرغم من تعامل ماغواير الشجاع مع الموقف، فإنه من المؤكد أنه يتألم من الداخل. لقد أشار ماغواير إلى أن الأمر كان عبارة عن «قليل من المزاح، فاللعب في أسكوتلندا دائماً ما يكون صعباً». لكن الحقيقة أن هناك فارقاً كبيراً بين المزاح والعداء، وربما لا ينبغي دمجهما معاً في الجملة نفسها، وكان ساوثغيت غاضباً، وهذه ليست المرة الأولى. فعندما أطلق قسم من مشجعي المنتخب الإنجليزي على ملعب ويمبلي صيحات الاستهجان ضد ماغواير خلال المباراة الودية أمام كوت ديفوار في مارس (آذار) 2022، وصف المدير الفني ذلك بأنه «مزحة مطلقة». وعلى ملعب «هامبدن بارك»، ذهب ساوثغيت إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلاً إنه «لم يرَ قط لاعباً يُعامل بهذه الطريقة القاسية»، وألقى باللوم على المعلقين والنقاد في إنجلترا. وقال: «لقد خلقوا شيئاً يفوق أي شيء رأيته على الإطلاق»، وقبل مباراة كوت ديفوار، كان قسم من مشجعي مانشستر يونايتد بملعب «أولد ترافورد» قد أطلق صافرات الاستهجان أثناء خروج ماغواير مستبدلاً خلال مباراة فريقهم أمام أتلتيكو مدريد بدوري أبطال أوروبا؛ وفي أبريل (نيسان) 2022، وفي أعقاب هزيمة مانشستر يونايتد أمام ليفربول برباعية نظيفة، تلقى ماغواير تهديداً بوجود قنبلة في منزل عائلته.

وبالنسبة لماغواير، كان 2022 - 2023 موسماً للنسيان، حيث لم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي الممتاز سوى 8 مرات فقط، وتراجع للمركز الخامس في خيارات المدير الفني إيريك تن هاغ في خط الدفاع، خلف الفرنسي رافائيل فاران، والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، ولوك شو، والسويدي فيكتور ليندلوف. ولم يتغير الأمر هذا الموسم، لكن ما تغير حقاً هو مستوى السخرية من قبل جمهور الأندية المنافسة. فعندما شارك ماغواير بدلاً من مارتينيز المصاب في مباراة آرسنال قبل فترة التوقف الدولية، وهي المباراة الأخيرة التي لعبها ماغواير بقميص يونايتد حتى الآن هذا الموسم، هتف الجمهور الغفير الموجود بملعب «الإمارات» بشكل مثير للسخرية، وكان يطلق صافرات الاستهجان في كل مرة يلمس فيها الكرة.

لقد لعب ماغواير المباراة التي تعادلت فيها إنجلترا مع أوكرانيا في بولندا الأسبوع الماضي، دون أن يتعرض لشيء، على الرغم من أنه من الإنصاف أن نشير إلى أن المشجعين الأوكرانيين لديهم أشياء أكثر أهمية في أذهانهم! ثم جاءت مباراة المنتخب الإنجليزي أمام أسكوتلندا على ملعب «هامبدن بارك» لتذكر كيف أصبح مرصوداً من الجماهير!

لكن الشيء الغريب حقاً أن ماغواير لم يتلقَّ هذه المعاملة السيئة في نهاية الموسم الماضي، فلماذا أصبح الأمر بهذا السوء أمام آرسنال على الرغم من أنه لم يفعل شيئاً في هذه الأثناء؟ ربما يكون السبب فعلاً أن ماغواير لم يفعل شيئاً خلال الصيف: بمعنى أنه لم يرحل عن مانشستر يونايتد! لقد تم تجريده من شارة القيادة وقيل له إن النادي يرحب بأي عرض مناسب لرحيله، وبالتالي كانت كل المؤشرات تقول إنه يجب أن يرحل. فلماذا لم يفهم ذلك، ولماذا بقي؟ قال ماغواير رداً على ذلك: «لم نتوصل إلى اتفاق (من أجل الانتقال)، وكانوا سعداء ببقائي وكنت سعيداً بالقتال من أجل حجز مكان لي في الفريق. إنني أبذل قصارى جهدي في كل مرة أتدرب أو ألعب فيها»، وأصر ماغواير على أن الهدف الذاتي الذي سجله في مرمى فريقه أمام أسكوتلندا لم يكن بسبب ابتعاده عن المشاركة في المباريات. وأعرب عن امتنانه لساوثغيت الذي كان يدعمه دائماً؛ وكذلك لمشجعي المنتخب الإنجليزي الحقيقيين الذين هتفوا دعماً له في غلاسجو. لكن ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ لم يدفع به تن هاغ مدرب يونايتد، في التشكيلة الأساسية أمام برايتون على ملعب «أولد ترافورد»، وليس مرشحاً لخوض مواجهة بايرن ميونيخ في دوري الأبطال أيضاً، وهو ما يجعل ماغواير يعيش على الأمل!

قال ماغواير: «كانت الأسابيع الأولى صعبة لأننا كنا نلعب مباراة واحدة فقط في الأسبوع، ولم يقم المدير الفني باختياري، لكن لدينا كثير من المباريات المقبلة وأنا متأكد من أنني سأشارك في كثير من المباريات».

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد