تأهّل النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش إلى الدور النهائي لبطولة أميركا المفتوحة للتنس (فلاشينغ ميدوز) بعدما تغلب على الأميركي بن شيلتون 6 – 3 و6 – 2 و7 – 6 مساء الجمعة في الدور قبل النهائي للبطولة. وسيتجدد اللقاء بين ديوكوفيتش والروسي دانييل ميدفيديف في نهائي أميركا المفتوحة، حيث تأهل ميدفيديف (27 عاما) بالفوز على الإسباني كارلوس ألكاراز (20 عاما) بنتيجة 7 – 6 (7 – 3) و6 – 1 و3 – 6 و6 – 3 في الدور قبل النهائي.

وكان ميدفيديف قد تغلب على ديوكوفيتش في نهائي البطولة عام 2021 ليحرز لقبه الأول والوحيد حتى الآن في بطولات “غراند سلام” الأربع الكبرى. وتفوقت خبرة ديوكوفيتش (36 عاما) على حماس شيلتون (20 عاما) ليعبر إلى النهائي بفوز مستحق بثلاث مجموعات متتالية. وبدد ديوكوفيتش آمال الجماهير الأميركية في فوز لاعب أميركي بلقب البطولة للمرة الأولى منذ أن حقق آندي روديك هذا الإنجاز في عام 2003.

وكان الفارق في الخبرة واضحا بين اللاعبين، حيث كانت المباراة رقم 100 لديوكوفيتش في بطولة أميركا المفتوحة بينما كانت السابعة لشيلتون في البطولة، حسبما أشارت إليه وكالة الأنباء البريطانية “بي.أي ميديا”. وتجدر الإشارة إلى أن شيلتون هو أصغر لاعب أميركي يصل إلى الدور قبل النهائي في بطولة أميركا المفتوحة منذ مايكل تشانغ في عام 1992.

كان ميدفيديف قد تغلب على ديوكوفيتش في نهائي البطولة عام 2021 ليحرز لقبه الأول والوحيد حتى الآن في بطولات “غراند سلام”

وخاض ديوكوفيتش ليل الجمعة المباراة رقم 47 له في الدور قبل النهائي ببطولات “غراند سلام” الأربع الكبرى، بينما كانت الأولى لشيلتون في المربع الذهبي ببطولة كبرى. وأصبح ديوكوفيتش على بعد انتصار واحد من تحقيق اللقب رقم 24 له في بطولات “غراند سلام”، ومن ثم يصبح أكبر لاعب سنا يتوج ببطولة “غراند سلام” في عصر البطولات المفتوحة، حيث سيتجاوز بذلك رقم الأسترالي كين روزوول الذي أحرز اللقب في عام 1970 وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.

وقال ديوكوفيتش “هذه هي المباريات والمناسبات التي مازلت أتألق فيها، هذا ما يدفعني في كل يوم إلى الاستيقاظ والعمل بجدية”. وأضاف “بطولات غراند سلام هي الأكثر أهمية، هي أهم شيء بالنسبة إلي. اللعب أمام لاعب أميركي ليس سهلا على الإطلاق وكان علي الحفاظ على هدوئي، أنا سعيد حقا بهذا الفوز”. وسيخوض ديوكوفيتش المباراة النهائية رقم 36 له في بطولات “غراند سلام” أمام ميدفيديف الأحد.

وحرم ميدفيديف منافسه الإسباني ألكاراز من مواصلة حملته للدفاع عن لقبه في بطولة أميركا المفتوحة وانتصر عليه في الدور قبل النهائي مساء الجمعة (صباح السبت). وحطم ميدفيديف، المصنف الثالث عالميا، السيناريو الذي كان متوقعا لنهائي هذه البطولة والذي كان من المنتظر أن يجمع بين ديوكوفيتش وألكاراز بعد أسابيع قليلة من فوز الإسباني الشاب على الصربي المخضرم في نهائي بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون).

وقال ميدفيديف عقب المباراة “شيء مدهش، خاصة عندما تفوز على لاعب مثل كارلوس ألكاراز، خسرت أمامه بسهولة مرتين هذا العام. ولهذا، انتابتني الكثير من الشكوك". وأوضح "قلت إنني بحاجة إلى اللعب بأكثر من كامل قوتي، وهو ما حدث بالفعل، باستثناء المجموعة الثالثة. إنه لاعب رائع للغاية، والتغلب عليه يحتاج إلى أن تتفوق على نفسك. وحدث هذ لحسن حظي".

وارتبط ميدفيديف بعلاقة حب وكراهية مع جماهير فلاشينغ ميدوز على مدار سنوات. وأفاد اللاعب الروسي “علي التحلي بالصدق. الجماهير كانت رائعة للغاية في هذه المباراة. كانت هناك بعض النقاط الصعبة للغاية في المباراة، وشعرت بحب الجماهير لكلينا”.

ولم ينجح ألكاراز في قلب تأخره بمجموعتين إلى الفوز في أي مباراة على مدار مسيرته الرياضية حتى الآن، ليفوز ميدفيديف بالمباراة ويتأهل إلى نهائي فلاشينغ ميدوز للمرة الثالثة في آخر خمس سنوات. وبالنظر إلى سجل ميدفيديف المثالي في 26 مباراة عندما يفوز بالمجموعة الأولى في نيويورك، كانت البداية بمثابة نذير شؤم على ألكاراز حيث تلاشت ابتسامة اللاعب الإسباني.

وبعد الحفاظ على إرساله في بداية المجموعة الثانية، حصل ميدفيديف على أول فرصة لكسر الإرسال في المباراة ولم يكن ليهدرها ليتقدم 2 – 0. وبدا ألكاراز مهتزا في ظل تأخره بمجموعة وكسر إرسال، بينما زاد ميدفيديف من ضغطه ليكسر إرسال منافسه مرة أخرى ويتقدم 5 – 1 بفضل ضربة خلفية رائعة.

وحافظ ميدفيديف على إرساله غير أن المباراة بدت متكافئة فجأة في ظل احتياج ألكاراز إلى أمر لم يفعله مطلقا. ورغم تحقيق اللاعب الإسباني العديد من الإنجازات في مسيرته الشابة غير أنه لم يسبق له الفوز بمباراة بعد تأخره بمجموعتين.

ودخل ألكاراز المجموعة الثالثة بعزيمة أكبر واستغل الزخم ليتقدم 3-1. وكان هذا كل ما احتاج إليه ألكاراز حيث حسم المجموعة بنتيجة 6-3 في أولى خطواته نحو العودة. وتحولت المجموعة الرابعة إلى معركة في الرغبة وخاصة الشوط السادس الذي استمر 13 دقيقة عندما كسر ميدفيديف إرسال منافسه ليتقدم 4-2، وحافظ ميدفيديف على إرساله ليقع الضغط على ألكاراز حيث احتاج إلى كسر إرسال اللاعب الروسي للإبقاء على آماله في الاحتفاظ باللقب. وقاوم ألكاراز للحفاظ على إرساله، فيما احتاج ميدفيديف إلى أربع فرص لحسم المواجهة وبلوغ النهائي.