لامين يامال يلعب لإسبانيا. نهاية مسلسل من الترقب بعد محاولات الجامعة المغربية جلبه للمنتخب. فمن يكون لامين؟ وكيف وجد نفسه تحت ضغوط كبيرة باختيار منتخب وهو ابن الـ16 عاما؟ وهل انتهى حلم المغاربة بتمثيله لمنتخبهم نهائيا؟

ليس طبيعياً أن تكون في سن الـ16، وتصل قيمتك في سوق الانتقالات إلى 25 مليون يورو (تقديرات موقع ترانسفر ماركت)، وتجد نفسك مخولاً لأن تلعب لثلاثة منتخبات، واحد منها تُوج بكأس العالم ذات مرة، وآخر وصل لمربعها الذهبي في آخر نسخة، وقبل هذا تكون أصغر لاعب في تاريخ نادي برشلونة تلعب دقائق في مباراة رسمية مع الفريق الأول، ثم أصغر لاعب تلعب بشكل أساسي مع النادي ذاته.

هذا ما جرى للاعب الشاب، لامين يامال، أو الأمين جمال باللغة العربية، (اسمه الكامل يامين لامال نصراوي إبانا)، الذي بقي حديث الشارعين الرياضي المغربي والإسباني لعدة أيام، وخصوصا عند اقتراب إعلان كل منتخب للائحته للاعبين المستدعين للمباريات القادمة.

انتظر الكثير من المغاربة بشغف ندوة مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، المتعلقة بلائحة لاعبي المبارتين أمام ليبيريا وبوركينا فاسو (9، 12 سبتمبر) لأجل مدهم بالخبر السعيد، أي أن يكون لامين يامال حاضراً في اللائحة، لكن ذلك لم يتحقق، وأقرّ الركراكي أن استدعاء اللاعب أمر ليس سهلاً رغم المحادثات التي جرت معه أكثر من مرة وبدأت منذ حوالي عام، مبرزاً أن اللاعب يتعرض حاليا لضغوط، وهو الوحيد القادر على اتخاذ قراره النهائي.

لكن الخبر اليقين جاء من مدرب المنتخب الإسباني، لويس دي لا فوينتي، الذي وضع اسم اللاعب في قائمة الحاضرين لخوض المباراتين الرسميتين للمنتخب في إقصائيات كأس أمم أوروبا، أمام كل من جورجيا وقبرص هذا الشهر، مؤكداً عبر لائحته الرسمية، ما ورد في تقارير الصحافة الإسبانية قبل أيام، عن موافقة لامين يامال على اللعب بألوان إسبانيا.

غير أنه كانت هناك إشارات متعددة قبل قرار المنتخب الإسباني، اللاعب مثّل إسبانيا في أربع فئاتٍ عمرية تحت 19 عاماً، منذ أن كان عمره 14 عاماً، ولعب تحديداً 21 مباراة بألوانها سجل خلالها 12 هدفا.

آخر مشاركة للامين يامال مع المنتخب الإسباني كانت في كأس أوروبا لأقل من 17 عاما في شهر مايو/ أيار الماضي ووصل فيها مع المنتخب لنصف النهائي، كما سجل في البطولة ذاتها أربعة أهداف، وكان أحد هدافي البطولة. وقع كل هذا قبل أشهراً قليلة على أول حديث رسمي له مع الجامعة المغربية.

والد لامين يامال مغربي، ووالدته من غينيا الاستوائية. وقد وُلد اللاعب في إسبانيا التي يحمل جنسيتها، وتحديدا في برشلونة. وهو ابن أكاديمية برشلونة الشهيرة "لاماسيا". وجذب الأنظار سريعا لمهارته الكبيرة ووصل إلى الفريق الثاني.

لم يطل المقام كثيرا بالموهبة لامين حتى استدعاه المدرب تشافي هيرنانديز للفريق الأول، وأدخله بديلاً في أبريل/نيسان 2023 في مباراة بالدوري المحلي، قبل أن يتحول إلى لاعب أساسي في الموسم الحالي.

فاز اللاعب بجائزة أفضل لاعب في مباراة برشلونةالأخيرة أمام فياريال، بعد مساهمته الرئيسية في تسجيل هدفين، ويتنبأ له الكثيرون بأن يكون أحد نجوم برشلونة في غضون الأشهر المقبلة.

غير أن تمثيل اللاعب لإسبانيا ولعبه المنتظر في إقصائيات كأس أوروبا لا يعني استبعاده تماما من فكرة اللعب للمنتخب المغربي، إذ تتيح القوانين الجديدة للفيفا تغيير اللاعب للمنتخب الذي يحمل ألوانه لكن بشروط منها ألا يكون قد شارك في أكثر من ثلاث مباريات مع أول منتخب لعب له قبل بلوغه سن الـ21، وكذلك ألا يشارك في بطولة دولية أو قارية، وأن تكون آخر مشاركة مع هذا المنتخب قد مرت عليها ثلاث سنوات.

وحدث هذا السيناريو مع اللاعب المغربي منير الحدادي، الذي مثل إسبانيا لفترة قبل الانتقال إلى المنتخب المغربي، لكن يبقى صعباً أن يتحقق في حالة لامين يامال، بحكم أن مستوى الحدادي تراجع كثيراً ولم يعد ينادى عليه لتمثيل إسبانيا، ليقرر حينها طرق أبواب الفيفا حتى يتمكن من اللعب على المستوى الدولي، وهو ما لم يستمر حتى مع المنتخب المغربي، الذي لم ينادِ عليه في كأس العالم الأخيرة.