يقوم الباحث الصيني في مجال الآثار دينج يان بمسح شظايا الفخار عدة مرات بفرشاته وفحصها بعينه الخبيرة وهي التي جرى دفنها منذ آلاف السنين في موقع رهط في كازاخستان، لكن الآن تتم إزالة التراب وكشف التفاصيل.

كان هذا الموقع موطنًا لحضارة قديمة ازدهرت على طريق الحرير عند السفح الشمالي لجبال تيانشان، وتبعد تلك المنطقة 3000 كيلومتر عن مكان عمل دينج المعتاد في شيآن، عاصمة مقاطعة شانشي بشمال غرب الصين.

وسيعمل دينج في الموقع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وفقا لوكالة شينخوا وقد قال: "سنقوم بأعمال التنقيب مع زملائنا في كازاخستان، لفهم توزيع وتغيرات الثقافة الأثرية في أوائل العصر الحديدي في المجرى الأوسط لنهر إيلي".

ومع شيآن، ينشغل وانج جيان شين، وهو باحث آخر شارك في العمل الأثري المشترك في إطار مبادرة الحزام والطريق لفترة طويلة، بالتحضير لمؤتمر أكاديمي دولي وهو عالم كبير في السبعينات من عمره يعمل في مركز البحوث التعاونية لآثار طرق الحرير، لديه جدول زمني كامل.

وبعد المؤتمر الأكاديمي الدولي، سيسافر وانج إلى أوزبكستان للمشاركة في رحلة مشتركة وتبادلات أكاديمية مع علماء آثار من أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان.

شيآن، المدينة التي تأسست قبل أكثر من 3100 عام، كانت بمثابة عاصمة لـ 13 أسرة في التاريخ الصيني، بما في ذلك أسرة تانغ (618-907)، عندما كانت المدينة تعرف باسم تشانجآن.

وهذا أيضًا هو المكان الذي بدأ فيه تشانج تشيان رحلته إلى المناطق الغربية عبر آسيا الوسطى خلال عهد أسرة هان (202 قبل الميلاد - 220 م) حيث فتحت رحلة تشانج الاستكشافية الرائدة طريقًا أصبح فيما بعد طريق الحرير.

وفى السنوات الأخيرة انطلق عدد من العلماء الصينيين من مدينة شيآن لاستكشاف الآثار الثقافية لطريق الحرير القديم، مع علماء من الدول الواقعة على طول طريق الحرير.