كيف يمكن إعادة التوازن إلى خط وسط مانشستر يونايتد؟

2023-09-03 01:59:33 أخبار اليوم/ متابعات

 

بعد مرور ثلاث جولات من الدوري الإنجليزي، لم يرتق أداء مانشستر يونايتد لمستوى التوقعات، ومن الواضح أن اللاعبين عاجزون عن تطبيق الأفكار الخططية والتكتيكية للمدير الفني إيريك تن هاغ. وكما فعل مانشستر يونايتد قبل 12 شهراً - بعد الهزيمتين أمام برينتفورد وبرايتون في بداية متعثرة لولاية تن هاغ - يجد الفريق نفسه مرة أخرى يعاني بالقدر نفسه.

لقد كان مانشستر يونايتد محظوظا في المباراة الافتتاحية له في الدوري أمام وولفرهامبتون، حيث تعرض لـ 23 تسديدة من الفريق المنافس، لكنه تمكن بطريقة ما من تحقيق الفوز والحصول على نقاط المباراة الثلاث. صحيح أن الفريق قدم أداء أفضل في بداية مباراته الثانية أمام توتنهام، لكنه تراجع بشكل واضح في الشوط الثاني وتفوق عليه توتنهام تماما بقيادة مديره الفني الأسترالي أنغي بوستيكوغلو. وفي الجولة الثالثة قلب مانشستر يونايتد تأخره بهدفين إلى فوز صعب 3-2 على ضيفه نوتنغهام فورست، وتعرض خط وسط مانشستر يونايتد، الذي يعاني من خلل واضح، لانتقادات لاذعة من المشجعين والنقاد، وأثيرت تساؤلات عدّة بشأن مستوى ماسون ماونت المنضم حديثا للفريق مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، وتوقع القائد السابق لمانشستر يونايتد، غاري نيفيل، تعرض الفريق لـ«مشكلات كبيرة» إذا لم يبرم النادي المزيد من الصفقات لتدعيم خط الوسط. وعلى الرغم من أن تن هاغ قد تمكن من إيجاد حل شبه مثالي على المدى القصير من خلال التعاقد قبل عام من الآن مع النجم البرازيلي كاسيميرو الفائز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات، فإن النادي يواجه صعوبة كبيرة في إيجاد حل هذه المرة. فما الخيارات المتاحة أمام تن هاغ؟

مرابط.. صفقة جديدة

كان هناك رغبة واضحة من قبل المدير الفني في التعاقد مع محور ارتكاز قبل نهاية فترة الانتقالات وظهر ذلك جليا في التعاقد مع سفيان أمرابط من فيورنتينا، لكن هل سيكون اللاعب المغربي، الذي تألق بشدة خلال مسيرة منتخب بلاده إلى نصف نهائي كأس العالم العام الماضي، هو الحل المثالي للمشاكل التي يعاني منها مانشستر يونايتد في وسط الملعب؟ أمام وولفرهامبتون وتوتنهام وفورست، كان كاسيميرو يعاني بمفرده وبشكل مثير للقلق أمام رباعي خط الدفاع. وبالتالي، فإن التعاقد مع محور ارتكاز آخر مثل أمرابط يبدو حلا منطقيا.

ومع ذلك، كان مانشستر يونايتد يسعى لضم أمرابط في البداية ليكون بديلا (رغم أنه لاعب من الطراز العالمي) لكاسيميرو، للسماح للاعب البرازيلي البالغ من العمر 31 عاماً بالحصول على بعض الراحة وسط جدول المباريات المزدحم للغاية. ونظراً لأن تن هاغ يفضل الاعتماد على محور ارتكاز واحد، ونظرا لأن طريقة لعب أمرابط تشبه كثيرا طريقة لعب كاسيميرو - قوي ويضغط بقوة على المنافسين، ويشعر براحة أكبر عندما يلعب في عمق الملعب - فيتعين على أمرابط ومانشستر يونايتد التكيف مع بعضهما البعض.

هناك لاعب آخر يرتبط اسمه بالنادي وهو رايان غرافينبيرش لاعب بايرن ميونيخ، الذي يمتلك قدرات وفنيات متعددة ويمكنه أن يلعب كلاعب خط وسط حر يتحرك من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس، وهو المركز الذي يجد فيه تن هاغ مشكلة كبيرة، وإن كان المدير الفني الهولندي يسعى للدفع بماسون ماونت في هذا المركز. لكن مثل هذه الخطوة لا تزال غير محتملة، بينما ينفد الوقت قبل استكشاف خيارات أخرى.

تغيير طريقة اللعب

نادراً ما تغيرت طريقة اللعب التي يعتمد عليها يونايتد تحت قيادة تن هاغ، وكان ذلك في بعض المناسبات الموسم الماضي، ضد المنافسين الأكثر قوة، حيث اعتمد المدير الفني الهولندي على طريقة 4-2-3-1 بدلاً من طريقة 4-1-4-1 المعتادة، من خلال الدفع بفريد إلى جانب كاسيميرو في مباريات الفريق ضد أندية مثل مانشستر سيتي وبرشلونة وليفربول. يريد تن هاغ أن يمارس مانشستر يونايتد الضغط العالي على المنافسين في وسط الملعب، كما أن وصول ماونت يجعل تن هاغ يفكر في الدفع باثنين من لاعبي خط الوسط المهاجمين، وهي نفس الطريقة التي يلعب بها مانشستر سيتي تحت قيادة جوسيب غوارديولا. كان جمهور مانشستر يونايتد يأمل أن يقدم ماونت مستويات أفضل من إريكسن عندما يلعب إلى جانب برونو فرنانديز، لكنه ظهر بشكل باهت في مشاركاته الأولى. لا يزال هناك متسع من الوقت أمام لاعب تشيلسي السابق للتكيف مع فريقه الجديد، على الرغم من أنه سيغيب بعض الوقت بسبب «شكوى بسيطة».

وهناك حل بديل لإضافة الصلابة المطلوبة لخط وسط مانشستر يونايتد، مع الاحتفاظ بكل من ماونت وفيرنانديز في خط الوسط، من خلال الدفع بلاعبي خط الوسط المهاجم على جانبي كاسيميرو، على أن يلعب صانع الألعاب (غالبا سيكون إريكسن) في مقدمة خط الوسط الهجومي، ويشارك اللاعبون الذين يتمتعون بالسرعات العالية والقدرة على الانطلاق في المساحات الخالية، مثل أليخاندرو غارناتشو وماركوس راشفورد، في خط الهجوم. وسيؤدي هذا إلى زيادة عددية لمانشستر يونايتد في خط الوسط من دون الاعتماد على مكتوميناي أو فان دي بيك غير المرغوب فيهما.

الاعتماد على لاعب شاب

هناك خيار مثير لجماهير مانشستر يونايتد يتمثل في الاعتماد على الجناح كوبي ماينو. صحيح أن اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً فقط لم يلعب سوى ثلاث مباريات فقط مع الفريق الموسم الماضي، لكنه قدم مستويات مثيرة للإعجاب خلال فترة استعدادات الفريق للموسم الجديد في الولايات المتحدة. ومن شبه المؤكد أن لاعب خط الوسط الشاب، الذي يجيد الاستحواذ على الكرة ويتم تشبيهه ببول بوغبا وجود بيلينغهام، كان من الممكن أن يتم اختياره لقائمة مانشستر يونايتد في أول ثلاث مباريات له هذا الموسم لولا تعرضه لإصابة في الكاحل في فترة الاستعداد للموسم الجديد، والتي قد تبعده عن الملاعب لمدة شهر آخر، وقال تن هاغ بعد أن لفت ماينو الأنظار في المباراة الودية التي فاز فيها مانشستر يونايتد على آرسنال بهدفين دون رد في نيوجيرسي قبل نحو شهر من الآن: «لا أريد أن أرفع سقف التوقعات أكثر من اللازم»، لكن يبدو أن اللاعب الشاب سيشارك بشكل شبه منتظم في خط الوسط فور تعافيه من الإصابة. إنه يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله للعب أمام كاسيميرو، على أن ينتقل ماونت أو فرنانديز إلى ناحية اليمين. ومع ذلك، فإن الاعتماد على لاعب يبلغ من العمر 18 عاماً لسد الفجوة الموجودة في خط الوسط من دون التعاقد مع لاعب بارز، سيكون مصدر قلق للبعض، خاصة أولئك الذين ينتقدون قلة إنفاق مانشستر يونايتد، تحت ملكية عائلة غليزر الأمريكية، منذ تولي تن هاغ المسؤولية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد