ينشغل الفنان عادة بتشخيص المشاعر الإنسانية وتجسيد التجربة البشرية لكن كثيرا من الأعمال الفنية اتخذت عالم الحيوان منبعا استمدت منه ما استمدت من مخرجات عالم الفن مضيفة إلى الإبداع والفن وهنا نتذكر أبرز الأعمال التي جنحت لعالم الحيوان.

سلفادور دالي، هاتف جراد البحر (1936)

اعتقدت الحركة السريالية في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين أن الثورات تبدأ في الأحلام ومن هنا أخذوا إلهامهم جزئيًا من الأب الروحي للتحليل النفسي، سيجموند فرويد، وشرعوا في خلق الفن من اللاوعي ويعد هاتف دالي لوبستر مثالًا مبدعًا لأحد اكتشافاتهم الأكثر إثارة للقلق، ومن ذلك جسد دالي "الجسم السريالي"، الذي يعبر عن شيء جاهز أو مجموعة من الأشياء التي تتحدث بطريقة مهووسة وغير قابلة للتفسير للفنان، بالنسبة لدالي، فإنه عبر الهواتف، يمكنك الاتصال بالحلم وفقا للرؤية الفنية للعمل وفى هذا العمل استخدام لحيوان البحر "الجمبري" الذي يكمل بقية الهاتف الذي جسده دالي.

داميان هيرست.. الاستحالة الجسدية للموت في عقل شخص حي (1991)

يظل هذا العمل السريالي حيًا، ويجسد سمكة قرش محفوظة في الفورمالديهايد، ويبدو أنها تسبح بلا هوادة عبر المساحة البيضاء وهنا تظهر سمكة القرش النمري المسنن التي صممها داميان هيرست، والتي يتثاءب كما تبدو وكأنها تنزلق نحوك، حيث يتم إعطاء عينة التاريخ الطبيعي هذه وهم الحركة من خلال المنظور الانكساري للزجاج الزجاجي، ومع تجعده واضمحلاله التدريجي، أصبح القرش سرياليًا بشكل أكثر غرابة.

ماعز روبرت روشنبرج (1955)

عندما عثر روبرت روشنبرج على ماعز محشو بينما كان نيويورك لم يستطع أن يتجاهل هذه القطعة التي عثر عليها وارتباطاتها الأسطورية ففي اليونان القديمة، طاردت طيور الساتير ذات أرجل الماعز الحوريات عبر سفوح التلال؛ في الفن المسيحي الشيطان نفسه ماعز وقد أكمل هذا العمل عن طريق وضع مجسم حيوان الماعز عبر إطار، والنتيجة هي واحدة من أغرب الأعمال وأكثرها تميزًا.