تبدأ السلطات القضائية في محافظة حضرموت، جنوبي شرق اليمن، خلال الفترة القادمة، محاكمة متهمين يمنيين وإيرانيين على خلفية تهريب المخدرات والاتجار بها داخل الأراضي اليمنية.

وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة المهرة، النقيب عارف عسكري، إنه تم إحالة 16 متهماً بينهم 7 إيرانيين، إلى النيابة الجزائية المتخصصة في محافظة حضرموت، على ذمة قضايا تهريب المخدرات والاتجار بها، وبهدف استكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

جلب مخدرات

وأضاف المسؤول الأمني: إن الإيرانيين متهمون بجريمة جلب مواد مخدرة تزن نحو (3 أطنان) من الحشيش المخدر، و173 كلغ من مادة الهيروين، إضافة إلى متهمين آخرين تم ضبطهم متلبسين بحيازة مخدرات بغرض ترويجها.

ولفت إلى أن هذه الدفعة الثانية التي يتم إحالتها لجزائية حضرموت، وجدد تأكيده على مواصلة جهود مكافحة المخدرات وتعقب المتاجرين والمروجين لها في البر والبحر، للقضاء على هذه الآفة التي تفتك بالشباب وراح ضحيتها الكثير منهم وتسببت بمشكلات اجتماعية وارتفاع نسبة ارتكاب الجريمة.

وفي السادس من شهر أبريل/نيسان الماضي، ألقت قوات خفر السواحل في محافظة المهرة القبض على سفينة تحمل العلم الإيراني وعلى متنها كمية كبيرة من المخدرات والممنوعات، وبلغت قيمة المخدرات المضبوطة أكثر من 7 مليارات ريال يمني.

وفي ديسمبر 2020، أحالت السلطات الأمنية في المهرة 6 متهمين من الجنسية الإيرانية وآخر باكستاني، تم ضبطهم أثناء محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى سواحل الغيضة، تقدر قيمتها بأكثر من 6 ملايين دولار.

ويعد خليج عمان والمحيط الهندي أهم طرق تهريب المخدرات والسلاح خلال السنوات الأخيرة، والتي تشير التحقيقات الدولية إلى أن معظمها كان قادما من إيران.

ومنذ عام 2021، اعترضت وحدات بحرية مشتركة في المحيط الهندي وخليج عدن، ما قيمته مليار دولار من المخدرات غير المشروعة.

ميليشيا الحوثي السبب

وكان تقرير حقوقي أفاد أن ميليشيا الحوثي حولت اليمن إلى سوق مفتوح للمخدرات، ومقلب واسع لكل الممنوعات والمحظورات المجرمة قانونيا، بهدف الإثراء السريع.

وذكر التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن اليمن منذ بداية انقلاب الحوثي باتت سوقا رائجة للكثير من السلع غير المرخصة والمنشطات والمخدرات بأنواعها بشكل لافت وبطريقة غير معهودة لم يسبق لليمن أن شهدت هذا الضخ والكم الهائل من المخدرات من قبل.

واعتبر التقرير تجارة المخدرات "أبرز الأسباب خلف الثراء الفاحش والسريع لقيادات الحوثي".

وأضاف: "يعتمد الحوثيون اعتمادا كبيرا على تهريب المخدرات من خلال العائدات المهولة التي يجنونها من وراء الاتجار بها، حيث أشارت تقديرات اقتصادية إلى أن حجم الأموال المتدفقة في خزائن الانقلابيين من المخدرات قد بلغ 6 مليارات دولار سنويًا".