معركة صفين بين جيش خليفة المسلمين ووالي الشام.. كيف انتهت؟

2023-07-27 01:18:27 أخبار اليوم/ متابعات

  

 وقعت معركة صفين سنة 37 هجرية بين جيش خليفة المسلمين علي بن أبى طالب رضي الله عنه وجيش معاوية بن أبى سفيان الذي كان واليا على الشام مطالبا بدم قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد التقى الجمعان بعد سنة تقريبا من وقعة الجمل وكانت الغلبة فيها لجيش على بن أبى طالب غير أن جيش معاوية رفعوا كتاب الله على أسنة الرماح والسيوف فجرى التحكيم بين الفئتين.

 

يقول جرجى زيدان في كتاب عذراء قريش: رأى الإمام علي رضي الله عنه بعد أن انتصر في وقعة الجمل ونزل البصرة فبايعه أهلها، أن يستعمل عليها عبد الله بن عباس، ثم سار إلى الكوفة فنزلها، وانتظم له الأمر بالعراق ومصر واليمن والحرمين وفارس وخراسان وبايعه أهلوها، ولم يبقَ خارجًا عليه إلا الشام وفيها معاوية وأهل الشام مطيعون له في المطالبة بدم عثمان.

 

وكان علي قد ولَّى على مصر قيسًا بن سعد بن عبادة وهو من خيرة الأنصار ودهاة العرب، وكان في مصر جماعة ﺑ «خربتا» يرون غير رأيه ويطالبونه بدم عثمان ولكنهم معتزلون لا يتحركون لحرب، فرأى قيس من السياسة والدهاء أن يكف الحرب عنهم ويداهنهم لئلا ينضموا إلى معاوية.

 

وكان معاوية قد كتب إلى قيس يستميله ويبذل له الوعود الخلَّابة فلم يجبه، فاصطنع معاوية على لسان قيس كتابا قرأه على الناس في الشام يوهمهم أن قيسا معه وأنه لذلك لم يقاتل المعتزلين في خربتا، فبلغ ذلك عليا فصدق الوشاية في قيس وعزله عن مصر وولى محمدًا بن أبي بكر.

 

ولم يكن لعلي شاغل يشغله بعد وقعة الجمل إلا معاوية وجنود الشام، فرأى أن يبعث إليه يطلب بيعته فبعث إليه جريرًا بن عبد الله البجلي ليطلب منه الدخول فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار، فسار جرير إلى الشام فماطله معاوية مدة ريثما أراه حال أهل الشام وما يقاسونه من البكاء والعويل عند قميص عثمان وأصابع نائلة، فرجع جرير بالخبر إلى علي فعلم أن لا بد من الحرب، فسار من الكوفة إلى الشام في جيش عظيم، وقد علم بما تحالف عليه معاوية وعمرو، وسار معاوية وعمرو من الشام يطلبان عليًّا ولكنهما أبطأا السير حتى التقى الجيشان في «صفين»، ودخلت سنة 37ﻫ والجمعان في صفين.

 

وصفين هذه موضع بقرب الرقة على شاطئ الفرات الغربي، أمام «الرقة» على الضفة الشرقية، وبين صفين والكوفة نحو ثلاثمائة ميل أو أكثر.

 

هناك نزل الجيشان العظيمان يقودهما أعظم رجال الإسلام ونخبة المهاجرين والأنصار، وفي ذلك السهل الواسع جرت وقعة صفين المشهورة التي قُتِل فيها عشرات الألوف من الرجال، وقد نال فيها علي بن أبي طالب ما ناله في وقعة الجمل من النصر والغلبة، ولكن هل انتظم له الأمر بعدها؟ كلا، فإنها كانت خاتمة انتصاراته على مناظريه في الخلافة وبداية دسائسهم عليه.

   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد