بعد الرحيل الجماعي... هل يستطيع بوكيتينو أن يبني فريقاً بالكامل من الشباب؟

2023-07-26 00:17:17 أخبار اليوم/ متابعات

 

تعاقد تشيلسي مع عدد كبير من اللاعبين خلال الصيف الماضي، وأصبحت قائمة الفريق الأول تضم 33 لاعباً، ووصل الأمر لدرجة أن بعض اللاعبين كانوا يغيرون ملابسهم في الممر، نظراً لأن غرفة خلع الملابس لم تستوعبهم، وبالتالي لم يكن هذا الأمر قابلاً للتطبيق على أرض الواقع أبداً.

ومنذ تعيين ماوريسيو بوكيتينو مديراً فنياً للبلوز، انعكست الأمور تماماً، ورحل عدد كبير من اللاعبين، بما في ذلك كاي هافريتز، وماسون ماونت، وماتيو كوفاسيتش، وبيير إيمريك أوباميانغ، وكاليدو كوليبالي، وكريستيان بوليسيتش، وإدوارد ميندي، وروبن لوفتوس تشيك، وإيثان أمبادو، ونغولو كانتي، وسيزار أزبيليكويتا، وتيمو باكايوكو، وبابا رحمن. وعلاوة على ذلك، أعار تشيلسي، ديفيد داترو فوفانا، إلى يونيون برلين، كما أنهى إعارة كل من جواو فيليكس ودينيس زكريا.

وتضم هذه القائمة لاعبين لم يقدموا المستويات المتوقعة منهم، ولاعبين أثرت الإصابات كثيراً على مشوارهم الكروي، وآخرين تقدموا في السن، ولاعبين لم يجدوا أبداً دوراً لهم مع الفريق، لذلك قرر تشيلسي أنه لا بد من التخلص منهم من أجل خلق مساحة كافية للاعبين الآخرين ومن أجل تقليل فاتورة الرواتب الضخمة. ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الدوري السعودي للمحترفين، الذي ساعد الأندية الإنجليزية على التخلص من اللاعبين الذين ليسوا في حاجة إليهم.

لكن تشيلسي ضم بعض اللاعبين أيضاً، حيث توصل الموسم الماضي إلى اتفاق لضم كريستوفر نكونكو مقابل 51 مليون جنيه إسترليني، ومن الواضح أن هذا اللاعب يمتلك إمكانات وقدرات كبيرة - وإن كان تشيلسي يمتلك عدداً كبيراً بالفعل من اللاعبين في هذا المركز، وأعني بذلك المهاجمين الذين لا يجيدون حقاً اللعب في مركز المهاجم الصريح! صحيح أن نيكولاس جاكسون، الذي تعاقد معه تشيلسي من فياريال مقابل 32 مليون جنيه إسترليني، يلعب مهاجماً صريحاً، لكنه يبلغ من العمر 22 عاماً فقط ولم يلعب سوى 16 مباراة أساسياً مع الفريق الأول في الدوري. كما أن الجناحين دييغو موريرا وأنغيلو اللذين ضمهما تشيلسي في صفقة انتقال حر ومقابل 12 مليون جنيه إسترليني من بنفيكا وسانتوس على التوالي، في الثامنة عشرة من عمرهما. بالإضافة إلى ذلك، هناك سبعة لاعبين عادوا من صفقات الإعارة. وبالتالي، فعلى الرغم من رحيل 16 لاعباً عن تشيلسي، إلا أن قائمة الفريق الأول لا تزال تضم 28 لاعباً.

من الواضح أن المزيد من اللاعبين سيرحلون. كان حكيم زياش قريباً من الانتقال إلى المملكة العربية السعودية هو الآخر لكنه لم ينجح في تجاوز الاختبار الطبي. ومن شبه المؤكد أن روميلو لوكاكو سيرحل هو الآخر. وسيكون هناك المزيد من اللاعبين الذين سيرحلون على سبيل الإعارة - على الرغم من أنه لا يمكن إعارة أكثر من 7 لاعبين بصفة إجمالية بعد تغيير اللوائح. وبالتالي، كيف سيبدو الأمر في تشيلسي بعد الانتهاء من كل هذا؟

لقد أصبح تشيلسي فريقاً شاباً للغاية. فبعيداً عن تياغو سيلفا، فإن أكبر لاعب في الفريق هو بن تشيلويل الذي يبلغ من العمر 26 عاماً. وسيكون كونور غالاغر، البالغ من العمر 23 عاماً، هو أكبر لاعب في خط الوسط. قد يكون هذا مثيراً للغاية، وقد يصبح تشيلسي فريقاً حيوياً ونشيطاً بشكل مثير للإعجاب، لكنه يمثل خطورة هائلة أيضاً. ولنضرب مثلاً بحالة ميخايلو مودريك، الذي ضمه تشيلسي من شاختار دونيتسك في يناير (كانون الثاني) مقابل 89 مليون جنيه إسترليني. إنه لاعب سريع للغاية ويمتلك مهارات وإمكانات هائلة، وسجل هدفاً مذهلاً في دوري أبطال أوروبا بقميص شاختار في مرمى سلتيك، وقدم مستويات مذهلة أمام لايبزيغ، ومن الواضح للجميع أن هذا اللاعب ينتظره مستقبل مشرق. وأظهر اللاعب ذلك بالفعل في أول ظهور له مع تشيلسي، عندما شارك بديلاً أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد». وعلى الرغم من أن النجم الأوكراني أظهر سرعة فائقة في هذه المباراة، إلا أنه أهدر فرصتين محققتين أمام المرمى بشكل غريب. لكن ربما كان هذا طبيعياً، نظراً لأن هذا اللاعب الشاب لم يسجل سوى 9 أهداف فقط في الدوري خلال مسيرته التي كانت تقتصر آنذاك على خوض 33 مباراة في الدوري الأوكراني.

من المؤكد أن تطوير اللاعبين الشباب عملية معقدة جداً، فلا يمكنك ببساطة أن تتعاقد مع لاعب شاب موهوب يبلغ من العمر 20 عاماً، وتفترض أنه بحلول سن الخامسة والعشرين سيقدم مستويات ثابتة على أعلى مستوى. ويجب أن تكون كل الظروف مهيأة لنجاح اللاعبين الشباب، ويجب أن يكون هناك المدير الفني المناسب الذي يفهم كيف يستغل إمكانات هؤلاء اللاعبين الشباب أفضل استغلال، وكيف يستفيد من نقاط القوة ويعالج نقاط الضعف. يحتاج مودريك إلى المساحات الخالية لكي ينطلق فيها بسرعته الفائقة، لكن هل يمكنه التألق أيضاً أمام الفرق التي تلعب بتكتل دفاعي؟ يجب أن يكون هناك لاعبون أصحاب خبرات كبيرة حتى يمكنه التعلم منهم، ويجب أن يكون هناك توازن بين الخبرة والشباب، وبين دعم اللاعبين الشباب ومساعدتهم على مواجهة التحديات والصعوبات.

في الوقت الحالي، يعد مودريك واحداً من 6 لاعبين من المهاجمين الذين يتنافسون على مركزين في التشكيلة الأساسية لتشيلسي. ويكمن الخطر في أنه إذا فشل أي لاعب من هؤلاء اللاعبين في تقديم أداء جيد لمباراتين اثنتين فقط يعني هذا استبعاده من التشكيلة الأساسية، وبالتالي سوف يقاتل بكل شراسة من أجل العودة للعب من جديد - وهو الأمر الذي سيؤثر بالسلب على ثقته بنفسه وعلى الروح المعنوية للفريق ككل. وفي ظل وجود العديد من اللاعبين الصغار في السن، قد تكون إدارة الموقف أسهل بالنسبة للمدير الفني، لكن المشكلة الأساسية تكمن في أن نصف فريق تشيلسي حالياً من اللاعبين الشباب الذين لا يمتلكون خبرات كبيرة وبحاجة إلى الكثير من العمل من أجل التحسن والتطور.

وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو العدد الكبير من اللاعبين الذين تم إحضارهم من الخارج، بمعنى أنهم ليسوا لاعبين صاعدين من أكاديمية الناشئين ويعرفون جيداً تشيلسي وطريقة لعبه: انضم ماسون ماونت إلى فيكايو توموري وتامي أبراهام، وربما كالوم هودسون أودوي، في قائمة اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بتشيلسي الذين رحلوا عن النادي. قد يكون ذلك جيداً لميزانية الفريق وعدم انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف، لكن من المؤكد أنه يؤثر على هوية الفريق. لقد أظهر بوكيتينو خلال عمله السابق في ساوثهامبتون وتوتنهام أنه قادر على تطوير قدرات اللاعبين الشباب، لكن هناك اختلاف كبير بين أن تدفع بعدد محدود من اللاعبين الشباب وبين أن تبني فريقاً كله من اللاعبين الشباب!

وحتى بعد إبرام 20 صفقة منذ استحواذ تود بوهلي على تشيلسي، لا تزال هناك فجوات واضحة في الفريق - ربما لا يزال النادي بحاجة ماسة إلى التعاقد مع اثنين من اللاعبين على الأقل. ويعد أرماندو بروجا، البالغ من العمر 21 عاماً، الذي شارك في التشكيلة الأساسية لتشيلسي مرتين فقط في الدوري، وتم استبعاده من قائمة الفريق خلال جولته في الولايات المتحدة استعداداً للموسم الجديد، هو المهاجم الصريح الوحيد بالفريق بخلاف جاكسون. وفي الجزء الخلفي من خط الوسط، لا توجد بدائل كثيرة للنجم الأرجنتيني إنزو فرنانديز. أما فيما يتعلق بقلب الدفاع، فإن إصابة ويسلي فوفانا، تعني أنه لا يوجد سوى تياغو سيلفا المتقدم في السن وعدد من اللاعبين الآخرين عديمي الخبرة تماماً – وهي المشكلة التي ظهرت للجميع عندما لعب ليفي كولويل أمام برايتون الموسم الماضي.

لن يكون تشيلسي سيئاً مثل الموسم الماضي. ونظراً لأن الفريق لن يشارك في المسابقات الأوروبية الموسم المقبل، فسيكون لدى بوكيتينو الوقت الكافي لتطبيق أفكاره وفلسفته. لقد أنفق بوهلي 650 مليون جنيه إسترليني على إبرام صفقات جديدة، وهو ما جعل الفريق يضم كوكبة من اللاعبين الشباب الموهوبين، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في أنه لا يمكن لأحد أن يعرف كيف يمكن بناء فريق بالكامل من الشباب!

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد