أصدرت مؤسسة "هولت سميثسون" الأميركية، صوراً أرشيفية غير منشورة بالأبيض والأسود، لواحدة من أشهر روائع فن الأرض تعود لـ "الرصيف الحلزوني"، إحياء لذكرى الفنان والنحّات الأميركي روبرت سميثسون، الذي توفي قبل خمسين عاماً، عن عمرٍ ناهز 35 سنة.

وذكرت المؤسسة في بيان، أن سميثسون هو أحد أبرز مؤسسي حركة "فن الأرض"، الذي استخدم الرسم والتصوير الفوتوغرافي في مجال الفنون المكانية. وعُرضت أعماله على نطاق دولي في صالات العرض والمتاحف، وهي محفوظة ضمن مجموعات فنية عامة.

ترك سميثسون بصمته على المواقع الطبيعية من خلال الفن، وصمّم عام (1970) "الرصيف الحلزوني" " Spiral Jetty "، المستوحى من الشبكة الجزيئية لرواسب الكريستال المالحة في ولاية يوتا، في البحيرة الملحية الكبيرة.

أطنان من الصخور

يبلغ طول الرصيف الحلزوني" 1500 قدم، وهو مصمّم بعكس اتجاه عقارب الساعة، واستخدم الفنان في إنشائه أكثر من 6 آلاف طن من صخور البازلت المحلية، وتمتلك العمل حالياً مؤسسة " Dia Art Foundation ".

تختلف تجربة المشاهد لرصيف اختلافاً كبيراً، وذلك اعتماداً على وجهة نظره. وتتضمّن المجموعة الجديدة من الصور غير المنشورة للرصيف، مزيجاً من المناظر الجوّية القريبة.

افتتان بالفوضى

في العقود التي انقضت، أصبح هذا العمل الفني جزءاً من عالمنا المتغيّر، إذ غُمر بالمياه تدريجياً نتيجة ارتفاع مستويات البحيرة، كما تعرّض للجفاف تماماً، وشكّل في نهاية المطاف تجسيداً لأفكار الفنان، الذي كان مفتوناً بمفهوم "الإنتروبيا".

و"الإنتروبيا" هو مفهوم علمي، وخاصية مادية قابلة للقياس، ترتبط بشكل شائع بحالة من الفوضى أو العشوائية أو عدم اليقين.

ولد سميثسون عام 1938، وكان يتّجه بطموحاته كي يصبح عالِم طبيعة ميداني أو باحثاً في علم الحيوان، وذلك بسبب شغفه بالتاريخ الطبيعي وعصور ما قبل التاريخ، بحسب ما ذكرت صحيفة "آرت نيوز".

توفي سميثسون في 20 يوليو 1973، أثناء تحطّم الطائرة التي كان يستقلها بحثاً عن موقع مقترح لقطعة فنية على الأرض، في مزرعة بالقرب من أماريلو، تكساس.

بعد ذلك أكملت أرملته الفنانة نانسي هولت مشروعه، بمساعدة الفنانَيْن ريتشارد سيرا وتوني شافرازي. ثم تأسست مؤسسة "هولت سميثسون" عام 2017، بعد سنوات قليلة على وفاة نانسي هولت عام 2014، بهدف الحفاظ على تراث الفنانَيْن.