انعقاد ندوة علمية ثقافية بمأرب حول إسهام مكونات المجتمع اليمني في خلق الشراكة التنموية والنهضة الوطنية

2023-07-09 06:57:39 أخبار اليوم/ متابعات خاصة

  

نظم "تيار نهضة اليمن" ندوة علمية ثقافية في محافظة مأرب تحت عنوان "رؤية لإسهام مكونات المجتمع اليمني في خلق الشراكة التنموية والنهضة الوطنية".

وعقدت الندوة بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية واجتماعية وقيادات مدنية وإعلامية وشبابية من العديد من المحافظات.

وتم تقديم في الندوة ثلاث أوراق شارك بها وقدمها عدد من الباحثين والشخصيات السياسية في التيار وذلك في ثلاثة محاور أساسية.

حيث تناولت الورقة الأولى في الندوة، تجربة الصين الشعبية في دمج مكونات المجتمع وإسهامها في عملية النهضة عبر 3 محاور، استعرضها وقدمها الدكتور علي الحوالي الأمين العام المساعد لتيار نهضة اليمن.

وتناولت الورقة الثانية، أهمية التعليم ومحاوره في عوامل الأخطار، والبناء، والتنمية، قدمها الدكتور أحمد ردمان رئيس دائرة الفكر والثقافة في التيار.

كما تناولت الورقة الثالثة، دور القبيلة المحوري وتأثيرها في بناء الدولة، قدمها الشيخ الباحث أحمد صالح العطعطي.

وفي كلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس دائرة التدريب والتأهيل في التيار الدكتور عبدالكريم العفيري، تحدث فيها عن زيارة وفد تيار نهضة اليمن إلى دولة الصين الشعبية بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني ، وقال الجعفري إن طريق التنمية والنهضة هو الطريق الأوحد لبناء الدول والحضارات فالدول لا تبنى بالحروب والصراعات الطائفية والجهوية والمناطقية بل تفتت وتدمر وتهلك وتنتهي، ونحن في اليمن منذ أن غزتنا المذهبيات والطائفيات والسلالية والهويات الوافدة أدخلتنا في جحيم من الفوضى والصراعات والحروب المتواصلة على مدى 1200 عام فلم تقم لنا دولة، ولا نزال نفتش عن الدولة حتى اللحظة بين ركام الفوضى التي أنتجتها السلالية المقيتة والميليشيا العنصرية المدعومة خارجياً للاستمرار في تدمير وتمزيق اليمن دولة وشعباً.

الزملاء والرفاق الأقيال جميعا لقد زار وفد تيار نهضة اليمن الصين في شهر مارس الفائت بدعوة كريمة من رفاقنا في الحزب الشيوعي الصيني، وزرنا بعض الجامعات كجامعة شنجهاي وبعض المراكز البحثية ومراكز الترجمة والعلوم وشركات التقنية وبعض المصانع، وتلقينا عدداً من الدروس والمحاضرات حول التنمية والنهضة ومنهجية العمل التنموي والاقتصادي الذي نهض بالصين وجعلها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وأطلعنا على برامج الحزب الشيوعي الصيني التي يقدمها للمجتمع، ووجدنا فارقاً مهولاً بين أحزابنا في الشرق الأوسط واليمن التي تساهم في تدمير دولها بسبب الصراع على المناصب، وبين الحزب الشيوعي الصيني الذي يسعى لإنهاء الفقر والبطالة وتنمية الريف والأخذ بيد الشعب الصيني للعمل والإنتاج وتعلم الحرف والمهن والكسب.

ونحن اليوم نهنئهم بذكرى تأسيس الحزب في مطلع يوليو من العام 192م ونبارك لهم التطور الهائل

ولقد التقينا عدداً من المسؤولين في الوزارات والمؤسسات وفي دائرة العلاقات الخارجية للحزب وتحدثنا معهم حول قضايا اليمن والشرق الأوسط، ووجدناهم أكثر حرصاً على اليمن واستعداداً للتعاون والشراكة التنموية والاقتصادية وإعادة الإعمار بل والنهوض باليمن وجعلها أكبر محطة تنموية شرق أوسطية ضمن مشروع الحزام والطريق، غير أن الحرب المفتعلة وممولي الميليشيا الحوثي يقطعون الطريق أمام اليمن كيلا تحصل على فرصة للتنمية والنهوض والشراكة.

وتحدث الأمين العام المساعد للشؤون التنموية الدكتور علي الحوالي عن تجربة جمهورية الصين الشعبية في دمج مكونات المجتمع وإسهامها في عملية النهضة قائلاً: إن الصين استخدمت استراتيجية عميقة ومرنة في نفس الوقت وأشركت كل فئات المجتمع في عملية التنمية عبر إصلاح الجانب الإداري وحوكمة الدولة وسيادة القانون.

وركزت بالاهتمام على الجانب الاجتماعي وإنشاء أيديولوجيا بديلة وموحدة لتجنب الصراعات المستقبلية وتوحيد كافة الخطابات بما يسهم في الإصلاح التنموي الشامل.

وانتهجت سياسة الإصلاح الاقتصادي وفق متطلبات سوق العمل ورفع مفتاح رأس المال البشري وإنتاج المعرفة، وتطوير التقنيات عالية الدقة وتطوير الأمن السبراني وأتمت بناء أسس الدولة وصولاً إلى تحقيق حلم الصين في تحقيق الرفاهية والإسهام في سيادة العالم.

كما عملت الصين على إلزام كافة طبقات المجتمع بتوحيد التعليم وإلزاميته ومجانيته وتجريم التعليم خارج الأطر الرسمية، وتم تفعيل نظام الحوكمة ومبدأ الرقابة الصارمة والتقييم المستمر على كافة مسؤولي الدولة.

وتكلم الدكتور أحمد ردمان رئيس دائرة الفكر والثقافة، عن أهمية تصويب مسار التعليم باعتباره حجر الزاوية في رسم خارطة المستقبل، وأضاف بأن المناهج الدراسية والثقافة الموروثة في المجتمع اليمني ما زالت مليئة بالخرافات التي تخدم المشروع الإمامي وهي بحاجة إلى تنقيح وتنقية على أرضية المبادئ الإنسانية والقيم الجمهورية.

وأضاف قائلا: إن طريق التحرر والنهوض يبدأ بتغيير المقدمات التعليمية والثقافية الخاطئة لتحقيق الوصول إلى نتائج أفضل وبغير ذلك لن تتغير النتائج دون تغيير المقدمات.

وأكد الدكتور ردمان، على أهمية دراسة العوامل المتصلة بالجانب التعليمي والتي أنتجت الواقع المختل الذي نعيشه بهدف البناء الإيجابي في الجوانب التعليمية.

وأشاد الدكتور ردمان، بالتجربة التعليمية الصينية مؤكداً على أهمية الاستفادة منها وفقاً لما يتناسب مع الحالة اليمنية.

من جانبه تحدث الشيخ أحمد صالح ناصر، عن القبيلة من حيث المفهوم والدور متضمنة مجموعة من النتائج والتوصيات.

حيث يرى الباحث أن القبيلة تجسد وحدة مجتمعية متكاملة تتفاعل ضمنها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وتنتظم من خلالها الحقوق والواجبات المترتبة تجاه الأفراد باعتبارهم أعضاء ضمن التنظيم القبلي، وعلى الجماعات الأقل بوصفها مكونات أساسية للقبيلة والتي تختلف تسمياتها باختلاف تاريخ كل قبيلة وإرثها.

ويرى أن القبيلة ليست رابطة دم فقط بل مظلة اجتماعية تتعايش تحتها جماعات مختلفة من تجار وحرفيين ولاجئين ووافدين وأصحاب مهن ومبدعين ومثقفين وحلفاء متمتعين بالحماية والأمان التي توفرها القبيلة لأفرادها وفرص العيش الكريم لأبنائها. وتعمل القبيلة وفق دوائر متسلسلة من الأكبر الذي قد يحتل مساحات تتكون منها إمبراطوريات أو تحتل قارات جغرافية إلى الأصغر الذي يصل إلى مجموعة بيوت أو ما يسمى بالقرية أو المحلة والفخذ..

أثار الباحث سؤالا عن تأثير القبيلة على تحقيق التنمية المستدامة.. ووضع فرضية أن هناك تأثيرا إيجابيا وتفاعلا من القبيلة على تحقيق هذه التنمية بدليل أن جميع القبائل تضع أعراف وقوانين خاصة لتنظيم شئونها وتكافح لتأسيس دول وان جميع الدول في شرق الكرة الأرضية أسستها قبائل بالتحالف مع غيرها من القبائل المجاورة فتصنع الدولة وتعزز وجودها في حال قيامها وتقوم بحماية المجتمع والحفاظ على نسيجه عند انهيار الدولة وضرب أمثلة بدول احتلت الصدارة في الرقي والتقدم والنمو أقامتها القبائل..

وتشترك القبيلة مع الدولة في ثلاثة أمور وهي الوجود والاستمرار والتنمية..

ومن أهم الظواهر التي تؤكد بحث القبيلة المستمر عن التنمية ما يسمى بظاهرة ترييف المدن المتمثلة في هجرة القبيلة إلى المدينة بحثا عن الاستقرار والتنمية في حال فشلت الدولة عن القيام بوظائفها في الأرياف..

ولفهم تأثير القبيلة الإيجابي في عملية التنمية وضع الباحث محددات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية لفهم هذا الدور ومعرفته..

وتوصل الباحث إلى نتائج منها أن القبيلة في بحث مستمر عن الدولة وكفاح دائم لإيجادها وأنها أكبر المبادرين لحمايتها والدفاع عنها..

وإن السلبيات التي تنتج عن دور القبيلة إنما تأتي نتيجة التلاعب بدورها وتسييس أدائها وإساءة استخدامها من قبل النظم الأكبر والأقوى كالدولة أو الأحزاب الحاكمة.

وقال إن القبيلة يمكن أن تمثل إحدى أدوات الرقابة الشعبية في سبيل تقويم أداء السلطات الرسمية..

وأوصى الباحث بإعادة النظر في الرؤية والخطاب تجاه القبيلة اليمنية لإعادة فهمها والاستفادة منها في التنمية والبناء والتحديث والتحرير أيضا..

كما يوصي بإعادة النظر في آليات عمل الأدوات السياسية الوطنية تجاه القبيلة ممثلة بأجهزة الدولة والأحزاب والتنظيمات السياسية حيث يرى الباحث أن الأحزاب حزّبت القبيلة ومزقتها لإضعاف دورها وقبْيَلَت الأحزاب بحيث حولتها إلى روافع قبلية لبعض القبائل أو المناطق الجغرافية ضد بعضها البعض متخلية عن دورها القانوني والأخلاقي كروافع للقيادات ذات الكفاءة والقدرة على المستوى الوطني بصرف النظر عن خلفياتهم القبلية والمناطقية.

هذا وتخلل الندوة العديد من المداخلات، أجمعت في مجملها على ضرورة النظر بعين الاعتبار للتجربة الصينية والعمل على إتباعها للإسهام في خلق الشراكة التنموية وبناء نهضة وطنية شاملة.

   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد